كلام عن جبر الخواطر قصير يشير إلى أهمية تلك العبادة، فالجبر معناه المواساة أي تطييب القلوب وتضميدها بطيب الكلمات، فالله عز وجل أمر الغني بإخراج الصدقات للفقر وفي ذلك جبر لخاطره، وأمر الكبير بأن يتعامل بعطف على الصغير ليجبر خاطره، فيتضمن الدين الإسلامي الحنيف عبادة جبر الخواطر التي يؤجر عليها المسلم كأجره على سائر العبادات.

كلام عن جبر الخواطر قصير

حث الله عز وجل في عدة مواضع في القرآن الكريم على جبر الخواطر، فهو من الصفات التي حرص عليها الدين الإسلامي الحنيف، فهو باب يمكن من خلاله مواساة الناس ودعهم ومشاركتهم في كل الأحداث الخاصة بهم، فيمكن إرفاق بعض الكلام عن جبر الخواطر قصير يمكنه شمول معنى ذلك وهو كالتالي:

اللطف واللين أفضل من ألف قول سديد.

الابتسامة الحانية هو أفضل معانقة ممكنة على الإطلاق.

توجد حتمًا علاقة طردية بين معاملة الآخرين بلطف واحترام الذات.

لمسة واحدة من اللطف يمكنها تغيير حياة الآخرين إلى الأفضل.

أفعل الخير للأشخاص لا بسبب هويتهم لكن بسبب هويتك.

لا يوجد شيء في العالم يضاهي تعاملك بلين في موقف ما.

اللين واللطف يحدثا فارق فيتأكد صاحبهم أنه لن يخسر أبدًا.

يمكنك استخدام اللين من التخلص من مشكلات لا يمكن التخلص منها بالقوة.

أول ما نتوصل إليه من خلال اللطف أننا جميعًا نعاني.

اللطف تأشيرة لكل الأبواب التي تبعث علاقات طويلة المدى.

الامتنان هو رد الفعل الطبيعية للطف الذي تتلقاه.

لا يمكن مساعدة الجميع لكن يمكن للجميع مساعدة شخص واحد فقط.

أفضل ما يمكن تقديمه لشخص يأتمنك على أسراره أن تجعله لا يندم على ذلك.

لا نعرف أين يمكن الخير أو الشر، لكننا نعرف أنه علينا نجدة المستغيث وجبر خاطره.

اللهم أجبرنا جبرًا يتعجب منه أهل الأرض والسماء.

لا توجد صفة تضاهي في جمالها صفة جبر الخواطر.

خلق النبلاء الذين يتقون الله هو جبر الخواطر.

إن خذلتك كل أحلامك واصل طريقك واجبر خاطر كل من يصادفك ليجبر الله خاطرك.

اللطف واللين الضوء الذي تنمو على إثره الفضيلة.

الابتسامة هي لغة اللطف العالمية.

جبر الخواطر في القرآن

لم يترك الكتاب المبين صغيرة إلا وقد شملها وتضمن معناها وأحكامها، حتى الأمور التي لم ترد وقت نزول القرآن الكريم يوجد فيه ما يفسرها ويظهر حكمها، لكي ينعم المؤمن بحياة خالية من المعاصي والفواحش وألا يظلم الله عز وجل أحد، فقد أنذره قبل أن يؤتيه العذاب.

فلا يقتصر شرح جبر الخواطر من خلال كلام عن جبر الخواطر قصير، بل يجب بيان ما تضمنه القرآن الكريم عن ذلك، حيث أمر الله عز وجل بالمؤازرة والتعامل بالمعروف، حيث يمكن بيان ذلك في الآتي:

  • قال الله تعالى ﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ): أكد الله تعالى على المسلمين التعامل مع المرأة المطلقة بالمعروف وأوصى أن يتم الإحسان إليها، وذلك بفضل ما حل بها من كسر الخاطر وجرح الفؤاد، فأمر الله بمواساتها وتطييب خاطرها.
  • قال الله تعالى ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾: أكد الله في تلك الآية الكريمة على تعامل العباد بلين ولطف مع اليتامى والمساكين وهم فقط حاضرون على تقسيم الميراث ولم يمتلكون فيه شيء، فأمر الله أن يتم منحهم حتى لو بقليل.
  • قال الله تعالى ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ): فسر العلماء قوله تعالى في تلك الآية وأوحينا إليه فواسيناه وجبرنا خاطره وذلك بناءً على ما حل بسيدنا يوسف عليه السلام من إخوته.
  • قال تعالى (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ): تشير هذه الآية الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة المكرمة ظلمًا أنزل الله هذه الآية ليقسم فيها أنه سوف يرجعه إلى مكانه جبرًا لخاطره.
  • قال الله تعالى (عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى): نهى الله في تلك الآيات عن كسر خواطر أهل الإيمان حتى لو كان يعاني من أمر ما، وذلك القول أغني من أي كلام عن جبر الخواطر قصير.
  • قال تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى): فيها أكد الله تعالى أن من يخرج الصدقات سوق يرضيه الله تعالى، ومن يرضى بما قدر الله له سوف يزيده الله من فضله.
  • قال تعالى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ): فأكد الله عز وجل على مراعاة اليتيم والسائل وجبر خاطرهم وعدم معاملتهم معاملة سيئة.

جبر الخواطر في السنة النبوية

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة مواطن يحث فيها أمته على التحلي بالأخلاق الكريمة، فكان صلى الله عليه وسلم أفضل ما يمكن الاقتداء به في الاتصاف بحسن الخلق وذلك لشدة كرم أخلاقه وامتلاكه لكل الصفات الحسنة.

لم يقتصر كتاب الله عز وجل عن شمول عبادة جبر الخواطر والتوصية بها بل جاء في سنة رسول الله الكثير من المواقف التي ترشد الأمة الإسلامية إلى اتباع جبر الخواطر وتلك المواقف تغني عن كلام عن جبر الخواطر قصير وهي كالتالي:

1- موقف الرسول مع أبو أمامة

كان رجل من الأنصار يسمى بأبي أمامة دخل صلى الله عليه وسلم يراه يقيم في المسجد، فسأله ما الذي يجلسه في المسجد في غير أوقات الصلاة، فأجابه أنه غارق في ديونه فأخبره رسول الله بكلام يقوله في الصباح والمساء وهو:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ)، فقال أبو أمامة أنه قام بذلك وقضى الله عنه دينه وخلصه من همومه.

2- حث الرسول على التعاون والمساعدة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه (من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ).

3- موقف زيد بن أرقم

علم زيد بن أرقم رضي الله عنه أن عبد الله وهو كان معزول من الجيش في وقتها وكان يقول لأصحابه عند رجوعنا إلى المدينة سوف يخرج الأذل منها، فأبلغ زيد عمه ما سمع وأبلغ عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله وحلف أنه لم يقل ما نقله زيد، فوقع الذنب كله على زيد، فلامه رسول الله على نقله لكلام خطير وهو في مثل ذلك العمر.

4- موقف الرسول مع أبو عمير

كان لأنس بن مالك أخ صغير يطلقون عليه أبو عمير وكان له طائر صغير يلعب معه فجاء صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك ورآه ولاطفه بالكلام، حتى جاء يوم رأى أن ذلك الطائر مات ويبكي الصغير فحرص صلى الله عليه وسلم على مواساته وجبر خاطره.

فروى أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له: أبو عُمَيْرٍ -قالَ: أحْسِبُهُ- فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ، فيُصَلِّي بنَا).

فوائد جبر الخواطر

من يجبر خاطر أحد يجبر الله خاطره ولو بعد حين، فيعلم العبد بعد قراءة كل كلام عن جبر الخواطر قصير أن ذلك في ميزان أعماله الصالحة ويجزيه المولى عز وجل عن ذلك في الدنيا والآخرة، فجبر الخواطر لا يقتصر فقط على إعطاء الأموال.

فحاجات الناس مختلفة فالبعض يحتاج إلى عمل والبعض الآخر يحتاج إلى مال وهناك من يحتاج إلى مواساة وكلمة طيبة والشعور بأنه لا يمر بالابتلاء وحيدًا، فإن قام العبد بتلبية ما يقدر عليه من تلك الأمور ينعم بعدة فوائد منها الآتي:

  • يستفاد من يقوم بجبر الخواطر بالفعل عمن يحتاج المعونة، فالله عز وجل عظم شأن ذلك الفعل.
  • ينال من يجبر بخاطر الناس أجر عظيم في الآخرة فقد وعده الله بالمنزلة العالية في الجنة.
  • يبقى من قام بجبر الخواطر مطمئن ومرتاح لأنه متأكد أنه فعل الصواب.

على المسلم أن يدفع العطايا إلى الآخرين بدون أن يشعرهم، فهناك من يحتاج إلى صورة من صور المعونة لكنه عزيز النفس لا يقبل نظرة العطاء، ففي ذلك أجر لجبر خاطر المحتاجين.