يتقصى الكثيرون لإيجاد بحث عن التفكير الناقد يفيدهم في حياتهم اليومية والعملية، ويساند التفكير في جذب الإيجابيات لحياة الشخص، ومن ناحية أخرى يساعده على اكتساب الكثير من المهارات التي تطور من شخصيته وتجعله يمضي ناحية التقدم والرقي، كما أن هذا النوع من التفكير يجعل الشخص يبحث عن الإبداع ويقوم بتطبيقه داخل الحياة، وأبرز معاييره الوضوح والدقة والملائمة بالإضافة إلى العمق والمنطق.

مقدمة بحث عن التفكير الناقد

نفتتح بحثنا بذكر الرحمن والسلام على خير البشر وآله، وبعد، يشتمل هذا البحث على ظاهرة مهمة لأصحاب الأعمال والمختصين في حل القضايا والتي تسمى التفكير الناقد، ويعد ضمن العلوم التي تقدم الكثير من الإيجابيات، ويتضمن البحث تعريف شامل للتفكير ونشأة هذا النوع وأهميته والعناصر التي يحتوي عليها علاوة على أهم المعايير والخصائص الأساسية التي يطويها.

كما يحتوي على مهارات التفكير والمعوقات التي تقف عقبة أمام المعتمدين عليه، بالإضافة إلى سمات الناقد والعلاقة بين هذا النوع من التفكير والأنواع الأخرى المتشابهة له، وذلك حتى يتمكن الدارس من الإلمام بمختلف الأمور التي ينطوي عليها ذاك النوع من التفكير.

بحث عن التفكير الناقد

يقدم التفكير الناقد حلول شافية لمن يرغب في حل قضية يعجز عنها، كما أنه يعلم الشخص كافة المهارات التي تساعد على المضي قدمًا والتخلص من جميع الأمور المزعجة التي تختص بمشكلة ما، وقد اهتم الكثير من المفكرين بهذا العلم ووضعوا الكثير من الخصائص والمعايير التي تساعد على فهمه والاعتماد عليه.

ما هو التفكير الناقد

يعتبر مصطلح التفكير من أبرز المصطلحات العلمية التي لم يتفق المفكرين على تعريف قوي يشمل جميع جوانبه، وقد تم ذكره وفقًا لبعض الأوجه؛ والتي تتمثل في تعريف الفلاسفة للتفكير الناقد، حيث ذكر الفلاسفة الكثير من التعريفات التي تبين معنى التفكير الناقد، وقد أظهر كلا منهم رؤيته والتي تتضح كالتالي:

تعريف إدوارد جليسر

  • يرى أن التفكير يتمثل في مستوى الخبرة التي تمكن الشخص من تكوينها في الفترة الماضية، وتنتج عن المعضلات والصعوبات التي تعرض لها، ويترتب على ذلك بناء قدر واعي من المعرفة ويتمكن من تطبيق المهارات التي اكتسبها.

تعريف ديانا هالبرن

  • ترى أن هذا النوع من التفكير ينتمي لأحد الأنماط التي تسعى لتحقيق تطور بعينه، وفيه يستخدم الناقد خبرات محددة، وطرق استدلال تساعد في تحديد المتوقع، علاوة على ذلك يتم الوصول لنتائج مناسبة مع البحث.

تعريف روبرت إينس

  • يرى هذا المفكر أن هذا النوع من التفكير ينتمي للتفكير العقلاني، الذي يبني على مجموعة من القرارات حول ما يجب على الفرد فعله تجاه أمر معين.

نشأة التفكير الناقد

التفكير الناقد لم ينشأ في العصر الحديث إنما يؤوب لحقبة زمنية قديمة، فقد ظهر منذ عهد اليونان القدامى، فقد اهتموا بوضع الأسس والأصول التي يستند عليها هذا النوع من التفكير، وأبرز الفلاسفة القدامى الذين تحدثوا عن التفكير الناقد ما يلي:

التفكير الناقد عند سقراط

  • يعتبر سقراط أول من بدأ بالتفكير الناقد فقد اتضح له العديد من الأمور من خلال استجواب الأسئلة، وهذا يعني أن الإنسان غير قادر على توضيح ادعائه بالمعرفة وفقا للسبل العقلانية.
  • اتضح لسقراط أن الأدلة غير المكتملة لا تتضمن أي محتوى يمكن الانتفاع به، بل تكون فارغة بصورة دائمة ولا يعتد بها في القضية.
  • قام سقراط بإصدار الكثير من الشكوك في المعتقدات والقواعد التي يتداولها البشر فيما بينهم، واهتم بالتفرقة ما بين المعقول والمنطق وما دون ذلك.
  • بين سقراط أن التقصي عن أدلة وافتراضات قوية تساعد على إيجاد نتائج جيدة ويسهل تقبلها.

التفكير الناقد عند أفلاطون وأرسطو

  • تابع أفلاطون المنهج الذي سار عليه سقراط ومضى خلفه على نفس النمط، وقرر أرسطو متابعة نفس النهج والمضي عليه، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل رأى الكثير من العلماء أنه النهج الأمثل الذي يستحق المتابعة.
  • القاعدة الهامة التي خرج بها المهتمون بنهج سقراط في التفكير النقدي تتمثل في أن عامة الأمور متباينة ولا تبدوا بالشكل الذي عليه، ويمكن تدريب العقل حتى يتمكن من فهم المطلوب.
  • استنتج الفلاسفة أن التفكير الناقد يتضمن معايير عقلانية يمكن من خلالها الاستجابة لمختلف الاعتراضات التي يتعرض لها الناقد، بالإضافة إلى ذلك تستطيع أخذه إلى التفكير الممنهج.

أهمية التفكير الناقد

يتصل التفكير الناقد بمختلف جوانب الحياة، حيث يحتاج إليه الإنسان في الصناعة والعلوم، علاوة على التعليم والاقتصاد وغيرها على النحو الآتي:

يعتبر مهارة عامة

  • يعد التفكير الناقد من أبرز المهارات العامة التي يحققها الأشخاص بالتقصي والبحث والحصول على معرفة جديدة، وهو هام في الحياة العملية وله دور إيجابي في تحقيق النجاحات وضمان الأمن والسلامة.

عامل اقتصادي هام

  • يرتبط اقتصاد العالم بالتقدم التكنولوجي لذا يحتاج إلى المزيد المهارات حتى يسير نحو الأفضل، علاوة على ذلك يتطلب قدر من التفكير حتى يتطور وتنتهي كافة المعضلات التي تلحق به.

تعزيز مهارات اللغة

  • يساعد التفكير الناقد على تعزيز اللغة وعرض النصوص بطريقة أفضل، ويخلص الفرد من مختلف الأفكار السيئة التي تلحق بعقله، وتجعل قدرات الوعي تعمل لديه طوال الوقت، علاوة على ذلك تساعده على حل المشكلات.

تعزيز الإبداع

  • يعمل التفكير الناقد على تقييم مختلف الأفكار التي تطرأ على العقل بخصوص قضية معينة، علاوة على ذلك يُساند في إخراج أفكار إبداعية مبتكرة وحلول لكافة المشكلات.

التأمل الذاتي

  • التفكير الناقد يساعد الشخص على تقييم الأمور والوصول للنافع منها والتخلي عن الأفكار غير النافعة، حتى يتمكن من تنظيم حياته، علاوة على ذلك يستطيع التأمل في كافة جوانب القضية المعروضة أمامه.

ركن من أركان العلم والديمقراطية

  • التفكير النقدي يساعد الأشخاص على عيش حياة خالية من الضغوطات وتتَمتع بديمقراطية خاضعة للعدالة، والمجتمع الذي يتكئ أبنائه على التفكير الناقد يستطيعون مناقشة كافة القضايا التي تواجههم بأسلوب ديمقراطي.

عناصر التفكير الناقد

ينطوي التفكير الناقد على الكثير من العناصر المهمة التي تساعد على تحقيق المطلوب والوصول إلى نتائج فعالة تخدم القضية وتساعد على حلها، وهي كالتالي:

البحث

  • يبحث الشخص عن البواعث الأساسية التي أدت لظهور مشكلة، ويتمكن بذلك من معرفة النقاط الأساسية ثم يقوم بتحديد حجم المعضلة ويضع توقعات للعواقب التي يمكن أن تحدث إن لم يتمكن من عمل إجراء يساعد على حل المشكلة، وبعد ذلك يتقصى عن شريك يساعده في حلها.

التحقيق

  • يعتبر التحقيق من الخطوات الهامة التي تلي عملية البحث، حيث يقوم الناقد بالتحقيق في الأشياء التي توصل إليها، ويعمد إلى عمل تقييم متكامل البنية لها حتى يتأكد من سلامتها.

التقييم

  • يقوم الناقد بعمل تقييمات شاملة لكل الأدلة التي قام بجمعها، بعد أن يتأكد من دقتها وسلامتها ومعرفة الأساس الذي جاءت منه، ويتيقن أنها ليست آراء شخصية.

الحلول

  • يخطط الشخص كي يصل لبضعة حلول وفقاً للبيانات الدقيقة التي وصل إليها، وتحديد مختلف العقبات الشاقة المتواجدة أمام الشخص، ودراسة عامة النتائج القريبة أو ما دون ذلك.

التنفيذ

  • عقب الدراسة المتأنية لعامة المعطيات وإدراج الحلول، يستند الناقد على ثلاثة أشياء، حيث يبدأها بالتعرف على المخاطر التي تظهر في موضوع، ثم يدرس الأولويات المناسبة وفي النهاية يصل لحل ويتابع تنفيذه ويراقب النتائج.

معايير التفكير الناقد

يستطيع الفرد الوصول إلى تفكير سليم وخالي من التحيز لأي أطراف عن طريق التفكير الناقد، ويكون ذلك وفقًا لمعايير وقواعد؛ كالتالي:

الوضوح

  • يعد بمثابة المعيار الأساسي الذي يقف في مقدمة كافة المعايير التي يعتمد عليها التفكير الناقد، فلا يستطيع المفكر تحقيق أي نتائج دون توفر الوضوح.

الدقة

  • يجب تحديد الأمور واختيار أدق الأفكار حتى يتمكن الناقد من تطبيق التفكير، فقد يقوم أحد السياسيين بالحديث عن أمر ما أمام العامة لكنه لا يتسم بالدقة، لذا يفضل إدراج بعض النقاط التي تساعد على انتقاء الأفكار بدقة.

تحديد الدقة

  • يفضل أن يتحرى الناقد الدقة في المعلومات التي طرحت أمامه، ويذكر أقصى حدود للمشكلة، فحينما يقول شخص أن لديه زيادة في الوزن، وبذلك لا يكون بين أبعاد المشكلة، وعليه توضيح مدى المعاناة التي تلتصق به.

الملاءمة

  • يجب أن تكون البيانات المطروحة مناسبة للمشكلة قيد الدراسة، فمن الممكن أن تتمتع بالوضوح والدقة، لكنها غير مناسبة مع أبعاد المشكلة كما أنها غير مرتبطة بالموضوع نهائيا.

العمق

  • يمكن أن تتوافر معلومات واضحة وتتمتع بالصدق ومناسبة، لكنها سطحية الملامح وضحلة، فالعمّق من الأركان الأصلية التي تجعل التفكير الناقد يتمتع بجودة جيدة.

الاتساع

  • يعتبر معيار الاتساع من أهم وأدق المعايير التي يحتاج إليها الناقد عند تطبيق هذا النوع من التفكير، ويعتبر السياسيون أبرز من يتجاهل هذا المعيار، حيث يقوم أغلبهم بإبراز وجهات نظر محافظة.
  • لا يتقبل الجمهور تجاهل معيار الاتساع لأن أغلبهم يكون ضيق الأفق ويحتاج لتوسع في الفهم.

المنطق

  • يمكن أن تكون البيانات وافية ومكتملة، لكنها تخلو من المنطق وتحتاج لمراقبة شاملة ومتكاملة، حتى يتقبلها العقل ويستطيع الشخص التفكير فيها.

الأهمية

  • لن تكتمل معايير التفكير الناقد بدون معيار الأهمية، والذي يعد بمثابة الختام والفيصل في القضية المطروحة بين يدي الناقد.

خصائص التفكير الناقد

يفضل أن يلجأ الشخص الذي يود تطبيق التفكير الناقد في حياته أو استعماله في مختلف المجالات العملية التي يتعرض لها للبحث علاوة على التطرق إلى المعرفة بمختلف أبعادها، ومن الجيد أن يتعرف على خصائص التفكير الناقد والتي تتمثل في التالي:

المواقف

  • يتسم كافة المفكرين الذين يعتمدون على التفكير الناقد بانفتاح العقل واتساع المدارك، علاوة على ذلك يميلون لإنصاف الحقيقي ويجعلون من الدقة طريق واضح يسيرون عليه، بالإضافة إلى ذلك يستمعون لمختلف وجهات النظر، ويتَمكنون من تغيير الأفكار غير الجيدة.

المعايير

  • يفضل أن يقوم جميع المفكرين الذين يستخدمون التفكير الناقد، باستيفاء مختلف المعايير التي تعتمد عليه، حتى يتم قبول القضايا وحلها بأسلوب منطقي.

الموضوعية

  • يفضل أن تكون الأفكار التي يعتمد عليها المفكر دقيقة وموثوقة المصدر وخالية من التحيز، ولا يجوز أن تشتمل على مغالطات، ومن ناحية أخرى تتصف بالقوة.

الحجة

  • تتمثل الحجة في مقدار الأدلة التي يحصل عليها الناقد، والتي تساهم في إظهار قوة الفكرة التي يتم اختيارها لحل المشكلة.

الاستدلال

  • يتضمن قدرة الشخص على بناء عدة نتائج من خلال فحص العلاقات المنطقية لكافة البيانات المطروحة.

وجهة النظر

  • تتمثل في الأسلوب الذي يتبعه الفرد وهو ينظر للعالم، والذي يستطيع من خلاله بناء رؤية جيدة وواضحة، علاوة على ذلك يتقبل مختلف وجهات النظر الذي تُطرح أمامه.

تطبيق المعايير

  • يجب أن يقوم المفكر بتطبيق جميع المعايير اللازمة لحل القضية، بالاستناد إلى كافة الأسئلة التي تساعد على إصدار حكم مناسب.

مهارات التفكير الناقد وكيفية تطويرها

توجد الكثير من المهارات التي تساعد الأفراد على التفكير الناقد وتساعدهم على التطوير وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات؛ كالتالي:

تحديد الهوية

  • تحديد هوية يعتبر البداية الأولى لمختلف المهارات الخاصة بالتفكير الناقد، وتمكنه من التعرف على المشكلة وتحديد حجمها وكافة العوامل التي تؤثر فيها.
  • يستطيع الناقد تكوين صورة شاملة عن مختلف الأحداث، علاوة على ذلك يكون قادر على التعمق في المعضلة التي أمامه ويتمكن من إيجاد حل لها.

تنمية المهارة

  • يجب أن يقوم الناقد بعمل جرد ذهني للمشكلة، ويتم التحاور والنقاش مع الذات، كي يتوصل للقرارات الملائمة ويصل لحل يتناسب مع المشكلة.

مهارة البحث

  • يفضل أن يقوم الأشخاص المعتمدين على التفكير الناقد بالتمرين على مهارة البحث، والوصول بحجج قوية مستندا بذلك على الحقائق التي تقدم، ويفضل الابتعاد عن المصادر التي لا تحمل مصادر موثوقة، واللجوء إلى المصادر الجيدة التي أثبتت فاعليتها من قبل.

تنمية مهارة البحث

  • يفضل أن يقوم الناقد على تنمية مهارة البحث وتطويرها والاعتماد على كافة البيانات التي تم إيجادها، إن كانت من مصادر مدعومة والتخلي عن الشكوك فيها.

تحديد التحيزات

  • تعتبر هذه المهارة من أصعب المهارات وتتطلب حصول الشخص على خبرات عالية وجهد في عملية التفكير، حتى يتمكن الناقد من تقييم البيانات بموضوعيّة تامة.

تنمية مهارات تحديد التحيزات

  • تعد من المهارات الجيدة التي يعتمد عليها الناقد في تحديد المعتقدات وتقييم مختلف المصادر التي حصل عليها، والتي تتمتع بالمصداقية، كي يعرف إن كانت متوافقة مع القضية أو لا، كي يتجنب التحيز ويصل لقرار سوي يدعم الموقف.

تحديد الصلة

  • يحدد الفرد من خلال تلك المهارة المعلومات المهمة التي تخدم القضية، علاوة على الخبرات السابقة، لأن الكثير من المعلومات تبدو جيدة وهامة عند طرحها ولكن مع الوقت لا تكون مجدية بل عادية.

تنمية مهارة تحديد الصلة

  • يمكن تطوير هذه المهارة من خلال تحديد اتجاه بين أمام الشخص، بحيث يتساءل الفرد عن المهمة وتحديد حل جذري لها، علاوة على تمييز المهارات التي لها صلة بالقضية.

الاستنتاج والاستدلال

  • تعد من المهارات الهامة التي تتطلب تقييم المعلومات المطروحة أمام الناقد، حتى يتم الوصول لنتائج واضحة وذلك بالاستناد إلى المعلومات ذات المصادر الجيدة، وهي تساعد الفرد على تقييم المعلومات منذ جمعها.

تنمية مهارة الاستدلال

  • تحتاج إلى المزيد من المجهود حتى يصل الشخص إلى استنتاجات جيدة، ومن جهة أخرى يقوم الناقد بتحديد مختلف التصوّرات المرتبطة بتداعيات القضية.

أمثلة على مهارات التفكير الناقد

يفضل أن يستخدم الجميع التفكير الناقد في الحياة ويبتعد عن التفكير العشوائي الذي لا يقدم فائدة ولا يعود بالنفع على الفرد، ومن أبرز الأمثلة على التفكير الناقد ما يلي:

مثال من القرآن

  • تتضمن قصة أبينا إبراهيم ما يدل على أنه استخدم التفكير الناقد حتى يصل للحقائق، وبحث عن الأدلة والبراهين التي تثبت ذلك وقد توصل إلى الكثير من الشواهد التي تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
  • قال تعالى:” فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون”
  • فقد تطلع سيدنا إبراهيم للكواكب ورأي أنها تغيب وعلم أنها ليست آلهة، كما نظر إلى القمر ووجده لا يبقى فعلم أنه لا ينفع ولا يضر إنما هو مأمور من خالق هذا الكون، وقد فكر كثيرا حتى وصل أن للكون رب واحد.

مثال من الواقع

  • تتحدث القصة أن رجل سافر لبلاد بعيدة وقرر العودة ثانية إلى أهله، وحينما أصبح قريب من داره وشاهد الجبل المتواجد في قريته، قام بإلقاء الطعام الذي يحمله على الأرض فتلف وقام بالرقص بهجة بعودته.
  • حينما وصل الرجل إلى الديار لم يجد أهله متواجدين في المنطقة بل لاحظ أنهم تركوا المكان ورحلوا إلى غيره، فتوفي من الجوع، فلو تمهل قليلاً ووضع احتمالات التفكير الناقد لما أتلف طعامه.

استراتيجيات التفكير الناقد

يستطيع الجميع تطبيق التفكير الناقد وفقاً للقواعد والمعايير التي تضبطه، وذلك من خلال السير على الاستراتيجيات التي تُساند في تنمية المهارات العامة له؛ كالتالي:

الالتزام بقيم التعليم المستمر

  • يفضل أن يسعى الفرد دائمًا كي يعلم نفسه ويضيف الكثير من العلوم والمعارف إلى خبراته، ويوظف المعلومات التي تلقاها بصورة سليمة.

الوصول لقرار سليم يناسب الأغلبية

  • يجب البحث عن القرارات التي تخدم الصالح العام، بالإضافة إلى التخلي عن جميع الآراء الفردية التي تقف بجانب فئة دون غيرها، والحرص على مصلحة الجميع.

الانتفاع بآراء الآخرين

  • يجب الاستماع لجميع الآراء المطروحة والعمل على أخذ الجيد منها، فلا تُترك كل الآراء ولا يتم الانحياز لبعض منها دون الآخر.

التخلي عن شلل التحليل

  • التخلي عن جمع معلومات كثيرة لا فائدة منها والتركيز على البيانات التي تفيد في حل المشكلة، واختيار الأفضل منها.

القدرة على تحليل النفس

  • يستطيع المفكر الناقد إقناع المتواجدين أمامه بتغير وجهات نظرهم وفقاً للحقائق المعلنة وما تم التوصل إليه من نتائج.

معوقات التفكير الناقد

يوجد الكثير من المعوقات التي تمنع الشخص من تفعيل التفكير الناقد والاعتماد عليه في حل المشكلات، أبرزها ما يلي:

الأنانية

  • سلوك يتخذه الفرد يتسم بالطبع النرجسي الذي يتمحور فيه حول ذاته ويرفض آراء الآخرين أو التفكير بشكل منطقي يخدم القضايا التي يتعرض لها، ومن جهة أخرى لا يتقبله الفريق لأنه يتسبب بإعاقة التفكير الناقد.

التفكير الجماعي

  • يساهم التفكير الجماعي في إعاقة التفكير الناقد لدى الشخص، فحينما يكون الرأي عائد للمجموعة، لا يتمكن الفرد من إصدار قرار يتناسب مع المشكلة التي يمر بها بشكل شخصي.

طائرة دون طيار

  • تعد من العقبات التي تقف أمام التفكير الناقد، وتعني الاهتمام بجزء واحد من القضية دون النظر إلى باقي الجوانب، فبعض الشركات تهتم بشخصية الموظف أكثر من الأعمال التي يقوم بها.

التكيف الاجتماعي

  • يساهم التكيف الاجتماعي في منع الشخص من تطبيق التفكير الناقد، لأن البيئة التي ينتمي إليها تجبره على التكيف مع الوضع الحالي، فلا يتقبل التغيرات الجديدة وأحيانًا يتقبل السلبي منه دون تفكير، فلا يلجأ للبحث ويتقبل المسلمات المطروحة.

التجارب المتحيزة

  • يعد التحيز من أبشع المعوقات التي تقف في وجه التفكير الناقد وتمنع الشخص من تطبيقه، فعند الاقتناع بفكرة بعينها والتحيز لها ورفض مختلف الأفكار الأخرى على الرغم من جديتها يساهم في جعل التفكير لا يسير بصورة طبيعية وبالتالي تنشأ قرارات غير عادلة.

ضغط العمل

  • يساهم ضغط العمل في إعاقة التفكير الناقد ويمنع صاحبه عن التقدم للأمام، فحينما تحدث مشكلة ويطلب رئيس العمل حلها أثناء مرور الموظف بضغوطات كثيفة، تكون النتائج غير مرضية فاتخَاذ القرارات في ظل الضغوط يكون سلبي.

الغطرسة

  • الشخص المتغطرس لا يتمكن من تطبيق التفكير الناقد، لأنه يكون منغلق على عقله تماما، علاوة على ذلك لا يرغب بقبول أي فكرة تساعد على حل المشكلة.
  • الشخص المتعالي يدعي العلم بكافة الأمور، ويرفض تعلم أي شيء جديد أو إضافة أي خبرة لخبراته السابقة، على الرغم من حاجته الماسة للبيانات التي تساعده على حل القضايا التي تواجهه.

العند

  • الشخص العنيد الذي يرفض أي إضافات إيجابية من الآخرين، لا يتمكن من التفكير بشكل سليم، لأن عقله مشبع بمعتقدات غريبة لا يستطيع التخلي عنها، ويرفض المرونة نهائيا ولا يقبل وجهات النظر الأخرى.

الخوف

  • يعد الخوف من التقدم للأمام أبشع المعوقات التي تقف أمام الشخص وتعيقه من التفكير بشكل إيجابي، ويعد الاكتئاب من الأمور التي تدفع الشخص للخوف والقلق.

الكسل

  • يعد الكسل من أبرز المعوقات التي تقف ضد تنفيذ التفكير الناقد، لأنه يتطلب البحث المستمر والتقصير عن الحقائق، ويهدف لتعلم الجديد والتخلي عن الموروثات السلبية العالقة في ذهن الفرد، وكل هذه الأشياء لا يتمكن الشخص الكسول من فعلها.

علاقة التفكير الناقد بغيره من أنواع التفكير

يعد التفكير الناقد من أشهر أنواع التفكير التي عرفتها البشرية وتحدثت عنها الأسس الفلسفية منذ بدء التاريخ، ولها ارتباط عميق بالتفكير الإبداعي علاوة على التحليلي، وفي الحقيقة فإن أنواع التفكير الثلاثة تتفق في بعض الأمور وتختلف في عدد منها؛ كالتالي:

التفكير التحليلي

يعرف التفكير التحليلي بأنه العملية التي تستند على تقسيم جميع المعلومات المعدة لحل القضية، من بيانات معقدة إلى مكونات ضئيلة حتى يتم فهمها وإدراك جوانبها، وإيجاد حل سريع للمطلوب، وتتضمن الخطوات التالية:

  • إدراك المشكلة المتوقعة أمام الفرد والتي تحتاج إلى حلول.
  • السعي إلى تجميع كافة الأدلة التي تفيد في القضية.
  • بدء عملية التحليل وتقسيم البيانات إلى أجزاء يمكن فهمها.
  • تطبيق الفكر المنطقي وتفعيل عملية الاستدلال.
  • تقييم جميع وجهات النظر التي تم طرحها ومناقشة كافة الآراء.
  • اللجوء إلى تحديد الأنماط المختلفة التي تُساند على حل القضية ومعرفة البواعث الأساسية لحدوثها.
  • إبعاد المعلومات غير المفيدة والتي لا تقدم أي منافع في القضية.
  • اختبار كافة الاستنتاجات التي تم الوصول إليها.
  • بناء فكرة أولية عن المعرفة الناتجة التي توصل إليها الفرد.

التفكير الإبداعي

يعتبر التفكير الإبداعي من العمليات العقلية التي تقوم على إنشاء فكرة إبداعية من خيال الشخص نفسه، وإدخال كافة الحقائق عليها، علاوة على استعمال نوعيات تفكير مشابهة لحل القضايا العالقة، ويشتمل على التالي:

  • البدء بتطبيق العصف الذهني للوصول لأفكار جديدة علاوة على التفكير الجانبي.
  • تبادل المعرفة التي حصل عليها الفرد مع الآخرين، علاوة على الخبرات الخاصة بها.
  • تجاوز المعارف التي اعتاد الشخص تطبيقها من قبل.
  • التنويع بين المصادر بحيث يختار الشخص من المألوف وغير المألوف.
  • وضع احتمالات أخرى لاستعمالها وقت الحاجة.
  • اللجوء لفكرة التجَريب وجعل التخيل أساسي في عملية التفكير.
  • يلجأ الفرد لمعرفة الأنماط والعلاقات التي تحكم القضية.
  • بناء روابط قوية بين العناصر الجديدة الجيدة والمتعارضة.
  • تكوين مفاهيم قوية من المعلومات والصور المتوفرة.
  • إظهار التجارب بشكل واضح أمام الجميع.
  • تشييد فكرة واضحة المعالم من الوسائل الابداعية.
  • السعي لفحص النتيجة الظاهرة التي تم التوصل إليها.
  • معرفة الطريقة التي تعمل بها الفكرة التي تم الوصول لها.
  • إعادة دراسة الفكرة ومراجعتها ثانية للتأكد من صحتها.

سمات المفكر الناقد

يتسم الشخص الذي يستخدم التفكير الناقد في شتى أمور الحياة بالعديد من الصفات المختلفة؛ كالتالي:

الإلمام بالحالة

  • يفضل أن يكون الناقد متيقظ حتى ينتفع بكل فكرة تُعرض عليه، علاوة على ذلك يجب أن ينتبه إلى مختلف الأحداث التي تدور حوله ويعمل على ربط الأحداث حتى يصل لنتيجة جيدة.

الوعي الذاتي

  • يتسم الناقد بسمة تميزه عن أي مفكر، لأنه يتمكن من فهم متطلبات النفس ويستطيع تحليل رغباته الشخصية، علاوة على ذلك يستطيع معرفة التحيزات التي تسيطر عليه ويقوم بإبعادها.
  • يعد فهم الذات من الأمور التي يجب توفرها عند كل مفكر ناقد، لأنها تجعل تفكيره أكثر شمولية ويتمكن من التخلص من أي مشكلة تحاول السيطرة عليه.

تقبل الآراء

  • المفكر الناقد يتقبل أي فكرة تصدر من الآخرين ولا ينظر إلى صاحب الفكرة على أنه قريب أو عدو، إنما يتطلع إلى الفكرة بعينها ويسعى لاختيار ما يخدم القضايا التي تقع بين يديه.

الثقة بالنفس

  • الناقد القوي يتمتع بفكر ثاقب، علاوة على ذلك يكون لديه ثقة بالنفس، ولا يصدر أي حكم حتى يتأكد من سلامته، ويعتمد على مصادر أثبتت فاعليتها من قبل.

يركز على المستقبل

  • المفكر الناقد يربط في تفكيره ما بين الماضي وما يطلبه المستقبل، ويتخذ القرارات وفقا لذلك.

الملاحظة والتعبير

  • تتضمن قدرة الفرد على التفكير بالمواقف والحرص على مراقبتها جيداً، وتطبيق القرارات الملائمة وتحري الدقة عند توضيح المواقف والابتعاد عن البيانات المشوشة التي لا تحمل حقائق.

الاستجواب العميق

  • يقوم على قوة الناقد وقدرته على سرد الأسئلة وتحليل الإجابات، علاوة على تحقيق المطلوب.

اقرأ أيضاً: طريقة الاستعلام عن صلاحية التأمين الطبي من أبشر برقم الإقامة وَ رقم الهوية بالرابط المباشر 1443 – 2022 السعودية cchi.gov.sa

فوائد التفكير الناقد

يشتمل التفكير الناقد على العديد من الفوائد التي تساعد على حل القضايا المجتمعية بمختلف أنواعها وتجعل الفرد يصل لحلول مميزه، ومن أبرز المنافع التي يقدمها ما يلي:

آراء مستنيرة

  • يتمكن الناقد من الوصول لآراء قوية تخدم المشكلة، كما يستطيع معرفة الجيد منها وتطبيقه في الحياة.

النجاح في الحياة العملية

  • يمكن إدخال التفكير الناقد في كافة المجالات الحياتية التي تهم البشر، فمن خلاله يستطيع الأشخاص الوصول إلى نجاحات مستمرة.

القرارات الجيدة

  • يستطيع الناقد الوصول لقرارات تناسب القضية المطروحة وتدعم حلها، علاوة على ذلك يتمكن من مراقبة النتائج بعد تطبيقها.

تحقيق الإيجابية

  • يستطيع الناقد فهم نفسه وإدراك ما يحيط به من أحداث، بالإضافة إلى ذلك يتمكن من تحقيق الإيجابية التي يسعى إليها ويتمكن من طرد كل ما هو سلبي.

دعم المواطنين

  • التفكير الناقد يدعم المواطنين ويجعلهم يعيشون حياة سهلة، ويتمكنون من حل القضايا في وقت قليل.

ضبط العلاقات

  • يساعد التفكير الناقد كل من يلجأ إليه ويمكنه من تحسين علاقته بمن حوله، علاوة على ذلك يستطيع الشخص فهم الآخر وتقبل رأيه مهما كان مختلف.

مواجهة الحياة

  • يستطيع الفرد الذي يتخذ من التفكير الناقد سبيل، القيام بتحسين حياته والتخلص من كافة الأمور التي تقف عقبة أمامه.

تحقيق الاستقلال

  • كل من يلجأ للتفكير الناقد يستطيع الوصول لآراء ملائمة، علاوة على ذلك يتمكن من تحقيق الاستقلال.

تعزيز الفضول

  • يتولد لدى الفرد المزيد من الفضول وبذلك يتمكن من البحث عن حلول إضافية لأي مشكلة تواجهه.

الإبداع

  • يعمل التفكير الناقد على تزويد الأفراد الذين يطبقونه في الحياة بفنون الإبداع المختلفة التي تثقل تفكير الفرد.

دعم المهارات

  • يستطيع الشخص إظهار الإبداعات وتعزيز المهارات التي يمتلكها وتطبيقها في الحياة، إن اعتمد على التفكير الناقد.

تحفيز العقل

  • يستطيع التفكير الناقد إثقال عقل الشخص والآراء المستنيرة، علاوة على ذلك يجعل عقله منفتح ويعينه على اتخاذ القرارات.

اقرأ أيضاً: خطوات التفكير الناقد 2022 – 1443

خاتمة بحث عن التفكير الناقد

بحث عن التفكير الناقد يقدم للشخص الكثير من المميزات التي تعينه على حل المشكلات فقد نشأ على يد العديد من الفلاسفة أبرزهم أفلاطون وأرسطو، وقد اشتمل البحث العديد من العناصر والمعايير والمهارات التي تيسر حل المشكلات، كما أنه يتضمن العديد من الاستراتيجيات التي تدعم سبل التفكير، والعلاقة بين هذا النوع من التفكير والأنواع الأخرى.

وينطوي على فوائد جمة أبرزها تحقيق الإيجابية وتحفيز العقل ودعم المهارات علاوة على تعزيز الفضول وتحقيق الاستقلال، ومن سمات المفكر الناقد الثقة بالنفس وتقبل الآراء، علاوة على الوعي الذاتي والإلمام بالحالة والتركيز على المستقبل بالإضافة إلى الوعي الذاتي.