أسس التصميم في الرسم من الأمور التي يجب أن يهتم لها الرسام، فهي ما تضفي طابعًا مميزًا في اللوحة التي يبدعها، كما أن التصميم يختلف عن الرسم العادي الذي يغلبه الإبداع، أما إذا كنت راغبًا في التصميم فتحتاج إلى التعرف على العديد من الأسس التي تجعل من التصميم جاذبًا للعين ومريحًا في ذات الوقت.

أسس التصميم في الرسم

للتصميم سبعة أسس، هي “التوازن والتباين والوحدة والإيقاع والتناسب والسيادة والمحاذاة”، وتعتمد التصاميم المميزة دومًا على المهارات الحسية والتي تتمثل في ذوق الرسام وموهبته، كذلك المهارات النظرية التي تضفي طابعًا من الخبرة إلى الرسم، لذا ففيما يلي هذه الأسس السبعة بالتفصيل حتى تتمكن من تطبيقها بكافة اللوحات التي ترسم.

أولًا: التباين

أهم أسس التصميم في الرسم ومعنى كلمة تباين في اللغة أي الاختلاف، وهي بالمثل في معناها بأسس التصميم في الرسم، وتجعل من التصميم لافتًا للأعين، ومن أنواع التباين:

1- تباين في الحجم

هي حالة التباين التي تضفي بها اختلافًا في اللوحة من خلال أحجام القطع التي تكون التصميم، كأن يكون هناك قطعة كبير الحجم وسط العديد من القطع الصغيرة كما يظهر في الصورة.

2- التباين بتغيير الشكل

هو مشابه جدًا للتباين في الحجم الفرق هنا أن القطعة التي نغيرها في التصميم تكون ذات شكل مختلف تمامًا عن القطعة المحيطة.

3- تباين من خلال اللون

ما نعني به تغيير لون اللوحة بلون آخر حتى يكون الشيء الذي ترغب في إظهاره واضحًا رأي العين كالتصميم الظاهر بالصورة.

4- تباين في الاتجاه

لا تلتفت العين إلى الأشياء التي تبقى في نفس الاتجاه، لكن حين يحدث تغيير بسيط في النمط فإنه يكون جاذبًا للأنظار كما في الصورة.

5- تباين في الشفافية

هو نوع التباين الذي يغير به المصمم درجة اللون في قطع التصميم، بالإضافة إلى تغيير درجة الوضوح مما يترك انطباعًا مختلفًا، وهو أحد أهم أسس التصميم في الرسم التي تتصف بالطابع الجمالي.

ثانيًا: الوحدة

تعد الوحدة من أهم أسس التصميم في الرسم، حيث مهما بلغ عدد أجزاء التصميم هي ما تجعله يبقى مترابطً كجزء واحد، فمثلًا في الصور التالية على الرغم من أن المصمم قد رسم عدة أشكال في كل صورة، إلا أنك لا تشعر أبدًا أن اللوحة منفصلة أو أنها غير مترابطة، وهذا ما نعني بالوحدة في الرسم.

أغلب مبادئ التصميم تم التوصل إليها من خلال التأمل في الطبيعة المترابطة، فمثلًا عند النظر إلى المجموعة الشمسية على الرغم من أنها ذات مكونات عديدة إلا أنها مترابطة فيما بينها في وحدة مثالية.

ثالثًا: الإيقاع

الإيقاع هو ما يعطي الروح للتصميم، فالكون في طبيعته في حالة من التغير الذي قد يكون منتظم أو لا في بعض الأحيان، هو ما يحقق التوازن بين الحركة والسكون، وتطبيق الفنان هذا المبدأ في التصميم الخاص به يكفل له أن تكون الرسمة الخاصة به مثالية.

كما أننا لا نعني به تغيير الأشكال فقط، وإنما يعني تنظيم هذا الاختلاف والذهاب به إلى منطقة جمالية، قبل أن تبدأ في استخدام الإيقاع يجدر بك أن تعرف القيم الأساسية في استخدامه والتي بعد الحفاظ على وجودها يسمى إيقاعًا.

هي التكرار في المكونات، والتنوع بها الذي يضفي شكلًا مميزُا، وكذلك الاستمرارية، فلا يجب أن يشعر من يشاهد التصميم أنه يتوقف في نقطةٍ ما.

أنواع الإيقاع الأساسية

للإيقاع أربعة أنواع رئيسية، ويتم توضيحهم بالتفصيل كالتالي:

1- الإيقاع الرتيب

هو الذي يسير فيه التصميم على عدة أشكال، لكنها منظمة في الترتيب لا تختلف المسافات بينها، ويمكن أن يتم وضع جزء بسيط مختلف كما في الصورة، مع الحفاظ على الإيقاع الرتيب بباقي التصميم.

2- الإيقاع غير الرتيب

على الرغم من اتفاق المسافات بين مكونات التصميم، إلا أن هذه المكونات مختلفة وليست مكونًا واحدًا، وكذلك هي ليست متشابهة، على عكس المكون الذي أضيف في الإيقاع الرتيب كان من نفس النوع وهذا ما لا نجده في الصورة السابقة.

3- المتناقص والمتزايد

هو الإيقاع الذي لا يكون المكونات الموجودة به متشابهة، كما أن المسافات بينها تتناقص وتقل، ويمكنك النظر للصورة التالية حتى تستدل على المعنى.

4- الإيقاع الحر

هو النوع الذي يكون للمصمم الحرية في المسافات بين كل مكونات اللوحة، كما يمكنه تغيير نوع المكون، إضافةً إلى وضع التكرار الذي يفضله.

رابعًا: التناسب

التناسب هو ما يمكن فهمه حين ننظر إلى الطبيعة، فعلى سبيل المثال حين تنظر إلى الشجرة يمكنك أن ترى كم أن جزع الشجرة كبير جدًا نظرًا إلى المهمة الكبيرة التي يقوم بها، كما أن الفروع صغيرة جدًا لأن مهمتها أقل بكثير وهذا هو ما يسمى التناسب، كذلك النجوم حيث لا يمكنك أن تجعلها أكبر من الشمس نظرًا إلى مهمة الشمس التي تتعاظم أمام النجوم.

خامسًا: السيادة

في السيادة يجب أن يكون هناك شكل منتظم يسير في اتجاه واحد، كما أن هذه الكيفية التي تسير بها أجزاء التصميم يجب أن تكون جاذبة جدًا للعين حتى تحقق الغرض من السيادة، وفي الصورة السابقة خير مثال عليها.

سادسًا: المحاذاة

هناك عدة أشكال للمحاذاة، والغرض منها هو تقسيم التصميم، والغرض هو جذب العين، مع الحفاظ على الراحة في الوقت نفسه.

سابعًا: التوازن

نعني بالتوازن أن تكون جميع العناصر في تسلسل واتساق تام، كما أنه يعني توازن الألوان وتدرجها بشكل منتظم، وله عدة أنواع، هناك التوازن المحوري الذي يكون دائريًا، والتوازن الإشعاعي الذي يكون فيه التصميم مرتكز على نقطة واحدة.

نصائح للرسم بشكل مثالي

إن الرسم من الهوايات التي يفضلها الكثيرين، لكن إن أردت أن تأخذ الهواية إلى موضع من المثالية يجدر بك اتباع أسس التصميم في الرسم ووضع بعض الأمور الأخرى في عين الاعتبار، ومنها:

  • من الأمور التي يجب أن تضعها في بالك باللوحة التي أنت في صدد رسمها هي الملمس، ولا أعني بهذا ملمس اللوحة، بل الشعور الذي تتركه في نفس من يشاهدها، هل تترك فيه الحنين؟ أم الحزن؟ فكلاهما مختلف أم تسعده؟ أم تشعره بالحماس؟ فالمشاعر هي من أهم ما يجب أن تسعى لإيصاله.
  • إن مراعاة الأحجام في اللوحة أمر في غاية الأهمية، به يمكن أن تزيد من أهمية عنصر، وتقلل من آخر، كما أن التغيير فيه هو ما يزيل الملل عن العين ويجعل من الرسمة مثالية.
  • على الرغم من أن التفاصيل أمر يجعل من اللوحة مميزة، إلا أن الفراغ يمكن أن يأخذها لمستوى أعلى بكثير، لأن به يمكن أن نجذب من يشاهد التصميم إلى عناصر أقل لكن في غاية التميز.
  • يجب أن تضع الخط الذي ترسم به في عين الاعتبار، فليس كل الأقلام تعطي الخط نفسه، لذا من المهم أن تجرب أولًا قبل استخدام كل خط حتى تكون على معرفة بالشكل الذي ينتجه كل قلم.
  • ما يضيف التميز إلى اللوحة أو التصميم الأشكال التي توضع به، لذا يجدر بك أن تتعلم كيف توظف الأشكال الهندسية جميعها في مصلحة التصميم.
  • على الرغم من أن بعض الأشخاص يحصرون الألوان، إلا أن هذا المبدأ لا يجدر به أن يكون أحد مبادئ الرسام، فهو يمكنه أن ينتج العشرات منها، وعشرات الدرجات من اللون الواحد، لكن في مقابل هذا يجب أن يعي جيدًا الألوان التي يمكن تتناسب معًا.

أسس التصميم في الرسم من أهم الأمور التي يجب أن تضعها في عين الاعتبار إذا رغبت في الوصول بالرسمة إلى منحنى آخر من الجمال.