أين يقع باب علي في الحرم المكي؟ ومتى تم تجديده؟ الحرم المكي هو أحد أهم المساجد عند المسلمين، إذ إنه ثاني القبلتين والحرمين؛ نتيجةً لأهميته كان محط اهتمامًا كبيرًا من قبل الحكام، ونتيجة لتلك التوسعات تعددت الأبواب التي يمكن من خلالها الولوج للكعبة المشرفة فبلغ عدد أبواب الحرم المكي حواليّ تسع وستين بابًا ومن أهم أبوابها باب عليّ، وهنا نقف أمام سؤال أين يقع باب عليّ ومن الذي أنشأه؟

أين يقع باب علي في الحرم المكي

خضعت أبواب الحرم المكي للعديد من التغييرات عبر التاريخ ولا سيما باب علي قد أخذ حقه أيضًا من تلك التغييرات في اسمه، ولعلّ أول اسمٍ عُرف به هو “باب بني هاشم” وأيضًا من الأسماء التي سمي بها “باب البطحاء” وأخيرًا في العصر الحديث قد اُطلق عليه اسم “باب علي” فنجد أنه على مرّ التاريخ قد تغير اسمه من حقبةٍ إلى أخرى.

في سنة مائة وأربعة وستين بعد هجرة النبي الكريم -–صلى الله عليه وسلم- وتحديدًا في العصر العباسي أنشأ الخليفة المهدي العباسي باب علي في توسعته وتطويره للكعبة المشرفة وتهيئتها للمسلمين، والخليفة المهدي هو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله وكان ثالث خلفاء الدولة العباسية والذي عرف عنه حب الرعية له وعمله على تطوير الدولة الإسلامية وعمارتها.

لذا يكمن إجابة سؤال أين يقع باب علي في الحرم المكي؟ في أنه يقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، إذ يمكننا أن نحدد موقعه بالنسبة للمسجد الحرام فنجد أنه يقع شرقًا، ويمكن أن نحدد موقعه بالنسبة إلى مكة المكرمة فنجده كواسطة العقد فيها، أما موقعه بالنسبة للمملكة العربية السعودية نفسها فنجده يقع في جهة الغرب.

إن الناظر لباب علي على أرض الواقع يجد أنه يتكون من ثلاث طرقات – والتي يُطلق عليها في بعض الأحيان منافذ- ولكل طرقةٍ منها باب خشبي يتضمن ثلاثة مصارع ويعلو هذا الباب الرواق بحواليّ عشر درجات.

حيث تم تجديد باب علي عدة مرات على مدى تاريخ إنشائه ولعل أشهر تلك المرات تجديده في عهد السلطان سليم خان وكان ذلك في عام تسعمائة وأربعة وثمانين بعد الهجرة.

فقد وُجد منقوشًا بخط الثلث أعلى باب علي في الكعبة المشرفة ” قد وقع هذا الإنشاء الشريف بإشارة السلطان الأعظم السلطان مراد خان بن السلطان سليم خان أيد الله ملكه سنة 988هـ” وكان ذلك التطوير والتجديد بمثابة إعادة إنشاءٍ له.

أبواب الحرم المكي

استكمالًا لإجابة سؤال أين يقع باب علي في الحرم المكي؟ يجدر بالذكر أن عدد أبواب الحرم المكي اختلف قبل وبعد توسعته حيث بلغ عدد أبوابه قبل توسعته حواليّ خمسة وخمسين بعد المائة من الأبواب، أما بعد التوسعة فنجد أن أبواب الحرم المكي قد بلغ عددها حواليّ مئتين واثنين وستين بابًا، ونجد أن لكل بابٍ اسمًا ورقمًا، ونقسم تلك الأبواب حسب الاتجاهات كما يلي:

أولًا: أبواب من الناحية الشمالية

يبلغ عدد أبواب الحرم المكي من الجهة الشمالية حوالي سبعة أبواب، تمكن الحجاج للوصول إلى صحن الكعبة بسهولة من جهة الشمال، وكل بابٍ منها تقريبا لتسميته سبب كباب القطبية والسلمية والباسطية وتلك الأبواب هي:

  • باب السدة أو العتيق، ولعلّه قد سُمي بهذا الاسم؛ لأنه يقع بالقرب من دار ابن عتيق.
  • باب الباسطية والذي يعرف أيضًا باسم العجلة.
  • باب السليمانية والذي يُنسب إلى مؤسسه السلطان سليمان خان.
  • باب القطبية والذي سمي بهذا اللقب؛ نظرًا لقربه من مدرسة قطب الدين الحنفيّ.
  • باب الدريبة.
  • باب المدرسة الزمامية.

ثانيًا: أبواب من الجهة الجنوبية

يبلغ عددها خمسة أبواب وهي من أقدم أبواب الحرم المكي؛ إذ من حولها بني مخزوم وحولها العديد من آبار المياه والعيون مما هيأ ذلك لكثرة وجود الناس حولها مقارنةً بباقي الأبواب، وتلك الأبواب:

  • باب الصفا والذي يعرف أيضًا بباب بني مخزوم الذين سكنوا المنطقة المحيطة بها.
  • باب أجياد والذي يعرف أيضًا بباب المجاهدية والرحمة.
  • باب بازان والذي تعددت المسميات التي أُطلِقت عليه، ولكنه قد سمي بباب بازان؛ نظرًت لقربه من بئر بازان، والمعروف عن هذه البئر هي بئر عميقة تصبّ فيه عين زبيدة.

ثالثًا: أبواب الحرم المكي من الجهة الشرقية

في سياق الإجابة عن سؤال أين يقع باب علي في الحرم المكي؟ والتي ينحصر عددها في أربعة أبواب والتي منها باب علي، وهي:

  • باب السلام والذي يعرف أيضًا ومشهور عنه اسم باب النبي؛ إذ أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم- كان من خلاله يدخل إلى بيت السيدة خديجة –رضي الله عنها- وكان الحجاج يدخلون منه في الأغلب للطواف حول الكعبة المشرفة.
  • باب العباس بن عبد المطلب والذي سمي بهذا الاسم؛ نظرًا لقربه من دار العباس بن عبد المطلب.
  • باب علي والذي يعرف أيضًا باسم باب بني هاشم وباب البطحاء.

رابعًا: أبواب الحرم المكي من جهة الغرب

نظرًا لكثرة الأبواب في الحرم المكي، فمنهم أبواب الحرم الواقعة في الجهة الغربية، التي ينحصر عددها في حوالي خمسة أبواب، وهي:

  • باب إبراهيم والذي يُنسب مسماه لرجلٍ كان يُسمى “إبراهيم الخياط” كان عاملاً عليه.
  • باب الوداع الذي يودع منه الطائفين الكعبة المشرفة بعد أداء مناسك الحج.
  • باب العمر الذي يخرج المعتمرون بعد انتهائهم من أداء العمرة أو شروعهم فيها.
  • باب مدرسة الشريف وسمي بذلك؛ نظرًا لقربه من مدرسة الشريف.
  • باب مدرسة الداوودية.

نظرًا لزيادة أعداد المسلمين في بقاع الأرض لاتزال توسعات المسجد الحرام مستمرة ولذلك قد تعددت الأبواب التي يمكن للحجاج الولوج من خلالها ومنها باب علي المعروف بأهميته على مر التاريخ الإسلامي.