تصنف المخلوقات الحية إلى كم مملكة؟ وما الطرق التي يعتمد عليها العلماء في تصنيفها؟ المخلوقات الحية هي كائنات متكونة من الخلايا القادرة على إتمام وظائف حيوية، بحيث تتمكن من النمو والتكاثر والانتقال من موضع إلى آخر، وهو ما يميزها عن غيرها من الكائنات غير الحية، لكن لكل مجموعة من الكائنات الحية خصائصها وصفاتها التي تجعلها مختلفة عن غيرها، وهو تحديدًا ما يرغب في معرفته الكثير من الناس.

تصنف المخلوقات الحية إلى

يحتوي كوكب الأرض على الملايين من الكائنات الحية، والتي تُصنف وفقًا إلى ممالك منفصلة، حيث يوجد منها ما يستطيع الإنسان رؤيته بالعين المجردة بسهولة، مثل النباتات والحيوانات، ومنها ما لا يُمكن رؤيته بالعين المجردة، مثل البكتيريا والفطريات، والتي غالبًا ما تحتاج إلى استخدام مجهر ليتمكن الإنسان من رؤيتها.

مع التطور العلمي الحادث على كوكب الأرض تمكن العلماء من الإجابة على سؤال تصنف المخلوقات الحية إلى كم مملكة بعد أن أوجدوا علم التصنيف، بعد أن كانت تلك الأمور غير معروفة إطلاقًا في الأوقات السابقة.

حيث يساعد هذا العلم على تصنيف الكائنات الحية إلى مجموعات علمية دقيقة، وذلك وفقًا لما تشترك فيه كائنات المجموعة الواحدة من خصائص وصفات، ويُعد أرسطو هو العالم الأول الذي وضع أسس علم التصنيف، حيث قال أنه علم بحقيقة التنوع البيولوجي لكوكب الأرض منذ 2400 عام، وأنه بفعل الحيوانات والنباتات، كما يُعد العالم جون راي أول من وضع الأسس العلمية الدقيقة لعلم التصنيف.

كذلك يُعد العالم كارلوس لينيوس أحد العلماء الذين قاموا بتوسيع الآفاق للخوض في علم التصنيف بشكل أكبر، وتشابهت طريقته مع طريقة أرسطو وجون راي، وبعد أن قاموا بمجهودات في تطوير هذا العلم قالوا إن المخلوقات الحية تُصنف إلى خمس ممالك، ذلك وفقًا لنظام عالم الأحياء الأمريكي روبرت ويتيكر الذي وضعه عام 1969م، وهو التصنيف الأعم والأشمل لضم الكائنات الحية في مجموعات مختلفة، حيث تتمثل تلك الممالك فيما يلي:

  • مملكة الحيوانات.
  • المملكة النباتيّة.
  • مملكة الفطريات.
  • مملكة الطلائعيات.
  • مملكة البدائيات.

الممالك الخمسة للمخلوقات الحية

يهدف علم التصنيف إلى تسهيل دراسة الكائنات الحية والتعرف عليها، نظرًا لأنه يوضح أوجه الاختلاف والتشابه فيما بينهما، فضلًا عن أن العامل المشترك بين كافة المخلوقات الحية هو وحدة البناء، حيث تتكون جميعها من الخلية سواء كانت خلية وحيدة أو خلايا متعددة، لذا بعد العلم بأنه تصنف المخلوقات الحية إلى خمس ممالك يبحث البعض عن الشرح المفصل والتفاصيل المتعلقة بهذه الممالك، وهو ما تم توضيحه في السطور التالية:

1- المملكة الحيوانية

تتشعب التصنيفات بدءًا من التصنيف الأشمل والأعم وحتى الأدق والأكثر تفصيلًا، لذلك نجد أن المملكة الحيوانية يتشعب منها تصنيفين، فبشكل عام تُعد الحيوانات كائنات حقيقية النواة ومتعددة الخلايا في تركيبها، مع العلم بأن تلك المملكة تضم أكثر من مليوني نوع حيواني تقريبًا، بينما يتم تقسيمها إلى شعبتين وهما:

  • الكائنات من فئة الفقاريات: يُمكن التعرف على ما يميز تلك الشعبة من خلال اسمها، حيث تمتلك الحيوانات فيها عمود فقاري، وهي الشعبة التي تشمل البرمائيات، والثدييات، والطيور، والزواحف، والأسماك.
  • الكائنات من فئة اللافقاريات: هي الحيوانات التي لا تمتلك عمود فقاري، مثل الرخويات، والعناكب، والديدان، والاسفنجيات، والعديد من الأنواع الأخرى التي قد تكون غير معروفة بالنسبة للكثير.

تتمثل أبرز خصائص الكائنات في المملكة الحيوانية في أنها تتناول الطعام فتحصل على الطاقة التي تحتاجها، فتقوم بالوظائف الحيوية المختلفة مثل التحرك باستمرار، والتكاثر، وجدير بالمعرفة أن الطريقة الأكثر شيوعًا للتكاثر في هذه المملكة هو التكاثر الجنسي.

ذلك بالإضافة إلى امتلاكهم أعضاء حسية تمكنهم من التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، وتُشير الحفريات إلى أن الحيوانات كانت موجودة على الكوكب منذ أكثر من 1.2 مليار سنة، لكن لا ينفي ذلك حقيقة عدم معرفتنا الكاملة بالحيوانات في العصور السابقة.

2- المملكة النباتية

تصنف المخلوقات الحية إلى خمس ممالك من أهمها المملكة النباتية، والتي تُسمى مملكة بلانتاي، فهي تمثل واحدة من أقدم الممالك الموجودة على كوكب الأرض، وقد تكون طبيعتها الثابتة هي السبب وراء كونها من أقدم الممالك.

أيضًا تعتبر الطبيعة الثابتة هي ما يميزها عن غيرها من ممالك الكائنات الحية الأخرى، وكذلك تتكون الكائنات فيها من مجموعة من الخلايا وهي حقيقية النواة، لكن جدير بالذكر أنه يتم تشعيب الكائنات النباتية أيضًا، وذلك وفقًا لثلاثة من العوامل التصنيفية الرئيسية، وهي:

  • نظام الأوعية الدموية: حيث تضم تلك المجموعة النباتات التي تحتوي على جهاز وعائي يختص بحمل المواد، وهي الخشب واللحاء.
  • جسم النباتات: حيث يتم التصنيف وفقًا لما إذا يمتلك جسم النبات تجمعات جيدة للتمايز أم لا.
  • تنمية البذور: فيتم التصنيف بعد التعرف على إمكانية نمو الزهور والبذور أم لا، وأيضًا ما إذا كان يسمح بإنتاج الثمار أم لا.

تتميز المملكة النباتية عن غيرها بأن الكائنات فيها ذاتية التغذية، حيث تحصل على غذائها من خلال خلاياها التي تحتوي على نسب من مادتي الكلوروفيل والسليلوز، ولا يُمكننا تجاهل أهم ميزة للنباتات بأنها من أهم الكائنات الحية الموجودة على الأرض، حيث يتم إطلاق الأكسجين في الهواء بعد أن تقوم بعملية البناء الضوئي الخاصة بها، أما طريقة التكاثر الخاصة بها فيُمكن أن تكون جنسية أو لا جنسية.

جدير بالذكر أن هناك بعض النباتات التي تحتوي على عضيات فائقة الجمال وهي ما تُسمى الأزهار، بينما لا يحتوي البعض الآخر على أي من ذلك، كذلك يُمكن التمييز بين النباتات داخل تلك المملكة بأن هناك بعض النباتات التي يُمكن رؤية النظام الجذري لها بالإضافة إلى نظام الأوراق، بينما هناك العديد من النباتات البسيطة التي لا تحتوي على شيء سوى هيكل ثلاثي.

3- مملكة الفطريات

تحتوي تلك المملكة على ما يقرب من 144.000 نوع معروف من الكائنات الحية الفطرية، وهي من أكثر الكائنات الحية انتشارًا على كوكب الأرض، ولا شك أنها تقدم منفعة ضرورية مهمة للبيئة، ويُمكن الحصول على أنواع منها حقيقية النواة عديدة الخلايا، أو وحيدة الخلايا، لكن بشكل عام تتكون أجسام تلك الكائنات من خيوط فطرية، ويحتوي الجدار الخلوي الخاص بها على مادة الكايتين.

تتمثل الكائنات الخاصة بتلك المملكة في القوالب، والخمائر، والعلجوم، والفطريات بمختلف أنواعها، وتعتمد في تغذيتها على الترمم أو التطفل، أو التكافل، حيث تحصل على غذائها من خلال الكائنات الحية الأخرى، مع العلم بأنها تتكاثر بمساعدة الجراثيم فقط، وتعيش في التربة أو الماء.

4- مملكة الطلائعيات

نظرًا لما تتضمنه تلك المملكة من خصائص لا يُمكن إدراجها ضمن خصائص الحيوانات أو النباتات أو الفطريات قام العلماء بجعلها مملكة مستقلة عنهم، لكنها تحتوي على الكائنات حقيقية النواة وحيدة أو متعددة الخلايا، وتستطيع التحرك من خلال الأهداب أو الأسواط أو الأقدام الكاذبة، لكن يُمكن تقسيمها إلى الشعب الموضحة فيما يلي:

  • طلائعيات شبيهة بالحيوانات: هي المعروفة باسم طلائعيات الأوليات، لكنها غير ذاتية التغذية، وهي الخاصية التي تجعلها شبيهة للحيوانات، مثل الأميبا.
  • الطلائعيات الشبيهة بالنباتات: تم تشبيها بالكائنات النباتية نظرًا لما تقوم به من عملية البناء الضوئي من خلال البلاستيدات الموجودة داخلها، وهو ما يمدها بغذائها الخاص، لذلك يتم اعتبارها واحدة من الكائنات ذاتية التغذية، مثل الطحالب.
  • طلائعيات شبيهة بالفطريات: هناك بعض الخصائص التي تجمع بين تلك الشعبة ومملكة الفطريات، وتتمثل كائناتها في الفطر الغروي، أو ما يُسمى بالغرويات، وفطر العفن.

5- مملكة البدائيات

تُعرف تلك المملكة بين العلماء باسم مونيرا، وهو الاسم الذي أطلقه عليها كل من روبرت ويتيكر عام 1969م والعالم كوبلاند عام 1956م، وهي المملكة التي تضم عدد كبير من الكائنات الحية الدقيقة بدائية النواة، حيث تتكون تلك الكائنات من خلية واحدة ولا تحتوي على نواة داخل تركيبها.

يأتي الجدار الخلوي الخاص بتلك الكائنات على شكل سلسلة متكونة من مجموعة من الأحماض الأمينية والسكريات، كما أن هذا الجدار يحتوي على ببتيدوجلايكان الذي يتكون من نوعين مختلفين من السكر، ويُمكن تقسيمها إلى شعب أيضًا نظرًا لأن بعضها هوائي وغير ذاتي التغذية، وهي الشعبة التي تضم أكبر عدد منها، بالإضافة إلى الشعبة الأخرى التي تكون لا هوائية وتحصل على غذائها بشكل كيميائي.

مبادئ تصنيف المخلوقات الحية

في ظل التعرف على إجابة السؤال (تصنف المخلوقات الحية إلى كم مملكة؟) جدير بالذكر أن أساس علم التصنيف يعتمد على مبدئين محددين، وذلك وفقًا لما وضعه العلماء والمتخصصين في هذا العلم، حيث يتمثل هذين المبدأين فيما يلي:

  • المبدأ الأول: التسمية وفقًا للغة اللاتينية.
  • المبدأ الثاني: وصف الكائنات الحية باستخدام التسمية الثنائية، حيث يتكون اسم الكائن الحي من جزئين، الأول هو اسم الجنس وتُكتب بدايته بحرف كبير، بينما الثاني هو اسم النوع ويبدأ بحرف صغير.

العوامل المؤثرة في تصنيف الكائنات الحية

قد يتساءل البعض على أي أساس تصنف المخلوقات الحية إلى خمس ممالك؟ فما العوامل المؤثرة التي يتم الاختيار وفقًا لها؟ لذا جدير بالذكر أنه يتم تصنيف الكائنات الحية في مجموعات مختلفة وفقًا للعديد من العوامل، مثل أعضاء التكاثر، والتشابه في التركيب، والصفات المشتركة للخلايا وتركيبها، وطريقة التغذية، والتشريح الكامل للكائن، وما يُشبه ذلك من العوامل المتنوعة.

بالإضافة إلى أن هناك عوامل تساهم بشكل كبير في تكوين الكائنات الحية المتشابهة في مجموعة واحدة، وتأتي تلك العوامل وفقًا لأساس هرمي محدد يتم الاعتماد عليه بشكل مبدئي للتصنيف، حيث تتمثل تأتي تلك العوامل وفقًا للترتيب الهرمي التصاعدي التالي: أولًا نوع الكائن، ثم جنسه، وفصيلته، ورتبته، وطائفته، وشعبته، ومملكته، وتلك الأخيرة هي الأساس الشامل للتصنيف.

خلق الله عز وجل عدد كبير من المخلوقات الحية على الأرض التي لا تُعد ولا تُحصى، لكن قاموا العلماء بالمساهمة في تقسيم تلك الكائنات وتصنيفها وفقًا لعوامل محددة.