كم عدد حروف الإخفاء؟ ولماذا سُمي إخفاءً؟ إن الإخفاء في اللغة هو الستر أو التستر، أما في الاصطلاح كونه حكم من أحكام التجويد فهو يعني نطق الحرف دون تشديد عليه، بما يعادل حركتين بين الإدغام والإظهار، على أن أحرفه وأحكامه عدة نتعرف عليها من خلال ما يلي.

كم عدد حروف الإخفاء

في أحكام التجويد نجد أحكامًا خاصة بالنون الساكنة والتنوين، علاوةً على أحكام الميم الساكنة، الأمر الذي له من الأهمية ما يساعد على تلاوة آيات القرآن الكريم على نحو صحيح دون أن يشوب تلك التلاوة أي أخطاء في النطق أو التعبير.

على أن النون الساكنة والتنوين لها أربعة أحكام، (إظهار حلقي، إخفاء حقيقي، إقلاب، إدغام)، وهنا نحن بصدد الإخفاء.. فكم عدد حروف الإخفاء المذكورة في أحكام التجويد؟

إن حروف الإخفاء 15 حرفًا، تتجمع في البيت الشعري: “صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا”، لتكون الحروف هي: (ظ، ض، ت، ف، ز، ط، د، س، ق، ش، ج، ك، ث، ذ، ص).

على أن قاعدة الإخفاء الحقيقي تأتي في الأبيات الشعرية:

“والرابع الإخفاء عند الفاضل….. من الحروف واجب للفاضل

في خمسة من بعد عشر رمزها…. في كلم هذا البيت قد ضمنتها

صف ذا ثنا کم جاد شخص قد سما …. دم طيبا زد في تقي ضع ظالما”

الفرق بين الإخفاء الحقيقي والشفوي

إن أحكام التجويد تنقسم إلى قسمين كما سبق وذكرنا أعلاه، فمنها ما يتعلق بأحكام النون الساكنة والتي تسري على التنوين، ومنها ما يتعلق بأحكام الميم الساكنة أيضًا، فإن كنا بصدد النون الساكنة: يكون الإظهار والإقلاب والإدغام والإخفاء حقيقيًا، وإن كنا بصدد الميم الساكنة، يكون كلًا منهما شفويًا دونما وجود الإقلاب.

هذا لأن الإخفاء الشفوي يأتي بعد حرفًا واحدًا فقط، لتكون إجابة سؤال كم عدد حروف الإخفاء هنا مغايرة إن كان شفويًا، وهو حرف الباء فقط، أما عن سبب التسمية بالإخفاء الشفوي فيعزو إلى أن مخرج الميم والباء يتحدان من الشفتين، فكان شفويًا، يختلف في طريقة النطق عن الإخفاء الحقيقي.

مراتب حروف الإخفاء الحقيقي

جنبًا إلى جنبًا مع معرفة عدد أحرف الإخفاء ينبغي أن نعلم أن هناك مراتب لتلك الحروف جاءت على الشاكلة التالية:

  • المرتبة الأولى: الحروف القريبة من النون في المخرج وهي: ط، ت، د.
  • المرتبة الثانية: الحروف البعيدة عن النون في المخرج وهي: ق، ك.
  • المرتبة الثالثة: الحروف التي حالتها متوسطة إلى النون في مخرجها، وهي: ف، ظ، ص، ض، س، ش، ث، ذ، ج.

لماذا سميت بحروف الإخفاء؟

بعدما علمنا كم عدد حروف الإخفاء نذكر أنها سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى التباعد الحادث بين مخرج النون الساكنة أو التنوين وبين المخارج التي تتعلق بحروف الإخفاء الحقيقي، حيث تتقارب مخارج النون الساكنة مع مخارج الإخفاء، وبناءً عليه يحدث هذا التباعد الملحوظ.

كما هو الحال في حالة الإدغام، وعلى عكس الحال في حالة الإظهار حيث يحدث تقارب بين المخارج، على أن الحكم المتوسط بين الإظهار والإدغام يعزو إلى عدم عمل اللسان عند الإخفاء، هذا لأن النون الساكنة أو التنوين في تلك الحالة يخرج من الخيشوم.

طريقة نطق حروف الإخفاء

في إطار العلم بإجابة سؤال كم عدد حروف الإخفاء نذكر أن كيفية نطقها تعتمد على اتباع ما يلي:

  • ترك مسافة قليلة بين الشفتين في حالة النطق حتى يمر الهواء.. لأنه عند غلق الشفتين بصورة تامة لا يُنطق حرف الإخفاء بطريقته الصحيحة.
  • إخفاء حرف من الحروف لا يتمثل في عدم وجوده بشكل تام، بل يعني مجرد الإضعاف في النطق، وعدم الاعتماد على الشفتين بشكل كامل في نطقه.
  • قوة النطق بالحرف تعود إلى مخرجه الأساسي، من هنا يجب تجاهل مخارج نطق حروف الإخفاء.
  • أن يكون اللسان بعيدًا عن مخرج النون وعدم إلصاق طرف اللسان في الثنايا العليا.

شروط الإخفاء

عند النطق بحروف الإخفاء في آيات القرآن الكريم، هناك بعض الشروط الواجب اتباعها، تتمثل فيما يلي:

  • تطبيق الغنة في الإخفاء أمر محتمل في حالة الجنس الخاص بالحرف التالي للحرف الذي فيه إخفاء.
  • لا يجب التشديد على حروف الإخفاء، باعتبار أن الإخفاء على عكس الإدغام بشكل تام.
  • الإخفاء الحقيقي يكون في النون الساكنة والتنوين، أما الإخفاء الشفوي يكون في حالة الميم الساكنة، فيجب التفرقة بينهما.
  • النطق بحروف الإخفاء الحقيقي يكون في حالة التوسط ما بين الإظهار والإدغام.

أمثلة قرآنية على الإخفاء

ربما يأتي حكم الإخفاء في كلمة واحدة، أو يأتي بين كلمتين، بحيث يكون حرف الإخفاء في أول الكلمة الثانية، وهناك عدة مواضع في القرآن الكريم كانت خير مثال على تطبيق الإخفاء:

  • زنجبيلًا (الإنسان 17)
  • منذر (النازعات 45)
  • منثورًا (الإنسان 19)
  • من شر (الناس 4)
  • من سجيل (الفيل 4)
  • من فطور (الملك 3)
  • نارًا ذات (المسد 3)
  • يومًا ثقيلًا (الإنسان 27)
  • حبً جمًا (الفجر 20)
  • سبعًا شدادًا (النبأ 12)
  • زلفة سيئت (الملك 27)
  • عائلًا فأغنى (الضحى 8)
  • ينته (العلق 15)
  • ذي انتقام (الزمر 37)
  • لن تحصوه (المزمل 20)
  • عند (البينة 8)
  • أندادًا (فصلت 9)
  • من دياركم (الممتحنة 9)
  • مكرًا كبارًا (نوح 22)
  • ناصية كاذبة (العلق 16)
  • تبع كلٌ (ق 14)
  • أو أنقص (المزمل 3)
  • من قسورة (المدثر 51)
  • مثلًا ظل (الزخرف 17)
  • سحابٌ ظلمت (النور 40)
  • وإن طائفتان (الحجرات 9)
  • حلالًا طيبًا (البقرة 168)
  • ينطلقون (المرسلات 35)
  • منضود (الواقعة 29)
  • من ضريع (الغاشية 6)

أحكام النون الساكنة والتنوين

علاوةً على الإخفاء الحقيقي، هناك أحكام أخرى للنون الساكنة والتنوين من شأننا الإشارة إليها إيجازًا فيما يلي:

  • الإقلاب: قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مخفاة بغنة، عندما يأتي حرف الباء بعدها.
  • الإدغام: أجمعت حروفه في كلمة “يرملون” وهو ما ينطق الحرفين حرفًا واحدًا مشددًا، وينقسم إلى إدغام بغنى وآخر دون غنة.
  • الإظهار الحلقي: أن يتم إخراج كل حرف من حروف الإظهار من مخرجه صحيحًا، دون زيادة في الغنة، ودون إخفاءه أو إقلابه أو إدغامه، على أن حروفه هي: ء، هـ، ع، ح، غ، خ.

من خلال العلم بأحكام التجويد يتسنى لنا تلاوة القرآن صحيحة خالية من الأخطاء التي ربما تؤثر في فهم المعنى المراد.