متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء؟ من الموضوعات التي تشغل متخصصو اللغة العربية كتابة الهمزات باختلاف مواضعها، سواء كانت متوسطة أو متطرفة أو همزة الوصل والقطع، وقد ذكر أكثر من مؤلف نحوي مواضع الهمزات وطرائق كتابتها وضوابطها الإملائية والنحوية، حيث تعد للهمزات دلائل بلاغية كالنداء والاستفهام وغيرها فهي مهمة في الرسم والدلالة.

متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء؟

من أنواع الهمزات في اللغة العربية الهمزة المتوسطة والتي ترسم على شكل عين صغيرة (ء) وتحتاج إلى ما ترسم عليه، وغالبًا ما ترسم على أحد حروف العلة في اللغة العربية الألف أو الياء أو الواو، وتسنى تلم الحروف أيضًا بحروف المد، ويمكن إجمال الحالات التي ترسم فيها الهمزة على ياء في حوالي تسع حالات نفسرها في الآتي:

  • إن كانت الهمزة مكسورة، والحرف السابق لها مكسور، وذلك نحو قولنا: أنتِ من المبتدئين، زيد من القارئين، ففي تلك الحالة ترسم الهمزة المتوسطة على ياء؛ لتتناسب مع حركة الكسر عليها وعلى الحرف السابق لها.
  • إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبله مضموم، نحو قول الله تعالى:”أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” فكلمة سئل رسمت فيها الهمزة هكذا؛ لأنها مكسورة سبقت بمضموم.
  • في حالة الهمزة مكسورة وما قبلها مفتوح، ذلك نحو يئن، سئم، يلتئم، لئيم، كئيب، فكل تلك الكلمات قد رسمت الهمزة فيها على ياء؛ لأنها مكسورة وحُرك ما قبلها بالفتح.
  • إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبلها ساكن، ذلك نحو قوله تعالى: ” قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَرسمت الهمزة في كلمة قائل على ياء؛ لأنها مكسورة وما قبلها ساكن.
  • بينما إن كانت الهمزة محركة بالضم وما قبلها مكسور، وذلك نحو قوله تعالى:” ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ” رسمت الهمزة على ياء هنا؛ لأنها مضمومة وما قبلها مكسور، وكقوله تعالى: “أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون” فنرى ذلك في رسم الهمزة على الياء في كلمة المنشئون.
  • إذا كانت مفتوحة وما قبلها مكسور، ككلمة فئة في قوله تعالى: وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًاإذ رسمت الهمزة هكذا؛ لأنها مفتوحة وما قبلها حُرِكَ بالكسر.
  • أما إن كانت ساكنة وما قبلها مكسور، ذلك نحو قوله تعالى: “فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ” فكلمة بئر سبب رسم الهمزة فيها؛ أنها ساكنة وما قبلها مكسور، وقوله تعالى” قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ …” في كلمة ذئب.
  • إذا كانت حركتها الفتح أو الضم وما قبلها واو أو ياء، ذلك نحو: مسيئون، يجيئون، بيئة، هيئة، خطيئة.

أنواع الهمزة

في سياق معرفة متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء، نذكر أهم أنواع الهمزة التي تختلف حسب هيئة رسمها وتختلف أيضًا حسب قيمتها البلاغية ودلالتها، وتنقسم الهمزات في اللغة العربية إلى ثلاثة أنواع منها لوصل الكلام وتلك همزة الوصل، ومنها ما يأتي في آخر الكلمة وهي الهمزة المتطرفة، ومنها ما يتوسط الكلمة وهي الهمزة المتوسطة، ونفصلهم في الآتي:

1- همزة الوصل تأتي في أول الكلمة

تكتب على هيئة ألف دون رسم همزة فوقه هكذا (ا) ومن الأخطاء الشائعة في اللغة العربية بين دارسيها ومتعلميها تسميتها بهمزة الوصل، فاسمها الذي اتفق عليه النحويون “ألف الوصل” وسميت بهذا الاسم؛ لأنها تصل بين حركة الحرف قبلها وحركة الحرف بعدها، وأهم مواضعها:

  • أمر الفعل الثلاثي المشتق من الأفعال ثلاثية الجذر الصرفي مثل قرأ والأمر منه اقرأ مبدوء بألف للوصل.
  • أمر وماضي ومصدر كل من الفعل الخماسي والسداسي كقولنا استغفار واستمتاع واستعلام واستفهام وما نحو ذلك من المصادر.
  • الأسماء العشرة وهي معروفة في اللغة العربية، وقد جمعها ابن مالك، قال:
  • في اسم است ابن ابنم سمع ** واثنين وامرئ وتأنيث تبع
  • وايمن همز أل كذا ويبدل**مدا في الاستفهام أو يسه

2- الهمزة المتطرفة

تكتب وتلفظ وترسم على آخر الكلمة، وترسم تبعًا لحركة الحرف قبلها، فترسم على ألف إذا كان ما قبلها مفتوحًا نحو كلمة ملجأ، ترسم على الواو إذا كان ما قبلها مضمومًا نحو كلمة تباطؤ، وترسم على ياء إذا كان ما قبلها مكسورًا نحو كلمة موانيء، ذلك في سياق معرفة متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء.

الهمزة بين الدلالة المعجمية والنحوية

نجد أن معاني الهمز في اللغة العربية من حيث اللغة منبوذ من جهة الديني؛ فالهمز معناه لغةً الغمز، وهو المنهي عنه في الدين الإسلامي إذ أنه من فعل الشيطان، يقول المولى –عز وجل- في كتابه الكريم: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِفهمزات جمع همزة، ومعناها الوسوسة.

من معاني الهمز أيضًا الدفع أو الضغط فكل كلمةٍ مضغوط على حرف فيها سواء في أولها أو وسطه أو آخرها نقول إن هذا حرف مهموز أي مضغوط، فالهمزة هي الضغطة أو النبرة الصوتية التي على الحرف فتحدث تغيرًا في نطقه.، وذلك من باب معرفة الإجابة عن متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء.

قد عرف الهمزة من باب الاصطلاح أكثر من عالم من علماء اللغة العربية نحو سيبويه وابن يعيش وكلاهما اتفق على نف التعريف، فعرفا الهمزة أنها نبرة في الصدر تخرج باجتهاد وثد يلزم أن تضبط بقواعد رسم معينة، ويرتبط رسمها بعلاقة الكلمة المرسومة فيها النحوية مع باقي كلمات الجملة من حيث المحل الإعرابي والوزن الصرفي الاشتقاقي للكلمة.

يعد بعض العلماء الهمزة حرفًا من الأبجدية العربية بذاته، واختلف بعد العلماء في ذلك الأمر ولعل أشهرهم ابن جني والذي كان لا يؤيد أن الهمزة حرف منفرد بذاته بل هو مجرد رسم يُوضع على الألف حتى يتثنى لناطقيه تحريكه بالحركات الأصلية في النطق وخاصةً إذا كانت الألف واقعة في أول الكلمة.

قد اختلف سيبويه مع ابن جني في عدم كون الهمزة من الحروف الأساسية من الأبجدية العربية، بل ذهب سيبويه أنها حرف أساسي من حروف الأبجدية بل أنه أول حروف اللغة العربية وهو حرف منفرد بذاته لا يجمع مع الألف كحرف واحد، ذلك في سياق تعلم متى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء.

الهمزة من الأصوات العربية المميزة إذ لا يقابلها في أي لغة من لغات العالم حرف ما، وتتميز الهمزة لعدة أشكالٍ في رسمها تتنوع حسب موقع الكلمة المرسومة فيها الإعرابي.