تتعدد خصائص الوقت ما يجعلنا نرغب في استثماره وعدم تركه يضيع سُدى، فهو أول معيار يجب أن نبني عليه مهامنا وما نحن منوطين بفعله، إنه السيف الصارم الذي إن لم تدركه سوف يزول، على أنه من أجلّ النعم وأعظمها التي منحنا الله إياها حتى نستغلها أمثل استغلال.

من خصائص الوقت

في تنظيم الوقت راحة للنفس وتهذيبًا لها، فلا تدرك كم أن أثمن ما لديك يضيع هباءً أمام ناظريك دون تحقيق الاستفادة المرجوة، فمن يهدر وقته لا يستشعر قيمة الحياة.. ولا نطيل عليكم في الحديث دونما ذكر بعض من خصائص الوقت فيما يلي:

  • أغلى ما نملكه: الوقت هو الحياة، فما حياة المرء إلا وقتًا يقضيه منذ الولادة وحتى الوفاة، فقل لي بحق ما يكون أغلى منه؟
  • لا يُمكن تخزينه: من خصائص الوقت أن ما يفقد من الوقت ليس هناك أمل في عودته ثانيةً.
  • تزيد قيمته عند استغلاله: حيث إن الكيفية التي نتعامل بها مع الوقت هي التي تزيد من قيمته ومن جودة استثمارنا له، وبقدر ما تبذل من جهد في قضائه تزداد قيمته في عينيك، والعكس صحيح.
  • إذا فني لا يعود: ما يحدث في حياتنا يمر ولا يُعوض، فكل حدث يكون مرة واحدة.. وهذا ما يجعل من الوقت أهمية نفيسة.
  • غير طوعيًا: من خصائص الوقت أنه خارج عن إرادة المرء وقدرته، لا يُمكنه التحكم فيه، أو إجراء أي تغيير أو تعديل أو تحويل عليه.. ولا يُمكن لأحدهم أن يتحكم فيه سواء بالزيادة أو النقصان.
  • سرعان ما يمضي: جميعه يمر سواء كان المرء مستمتعًا بما يفعله فيخول له وكأنما الوقت سريعًا، أو إذا كان يمر بحزن دفين فيتخيل أن الوقت بطيئًا.
  • القابلية للقياس: حيث إن الوقت يتكون من دورات منتظمة وهي الثواني.. فيُمكن قياسه بالثواني والدقائق والساعات.
  • مطلوب وضروري: لا غنى عن الوقت، ولا يحدث شيء دونه.. ولا يُمكننا القيام بأي مهام دون تخصيصها في وقت بعينه.

حقائق عن الوقت

ربما ما يبدو غريبًا بعض الشيء التطرق إلى الحقائق التالية عن الوقت، ربما تندرج تحت بعض من خصائص الوقت ولكن أغربها:

  • النظر إليه أنه غير حقيقي: هذا ما يمثل الصراع بين النسبية وميكانيكا الكم، ففي حين اعتبار الوقت بأنه حقيقة فإن الفيزياء تذهب إلى أنه غير حقيقي.
  • الوقت ذاتيًا: هنا نعني بأنه يبدو وكأنه يسير بوتيرة سريعة أو بطيئة، فهذا هو التباين في الإدراك البشري.
  • ليس له اتجاه: فهو يحافظ على النظريات الفيزيائية جنبًا إلى جنب مع نسبية الوقت المطلق، فلا يعني مرور الأحداث أن الوقت متجهًا إلى الأمام، فالحتمية هنا تكون في مرور الوقت لا بتحديد اتجاه لمروره.

أهمية الوقت في الإسلام

في غير موضع في القرآن الكريم دلالة على أهمية الوقت، بصيغ متعددة، فهو الزمن والدهر والحين والأجل، وقد أقسم الله تعالى به أكثر من مرة.. وما ذلك إلا دلالة على عظمة الوقت وأهميته.

على أن العبد سيُسأل عن نعمة الوقت التي طالما كان يُهدرها فيما لا ينفع، وما قدمه فيه.. ولما كانت أهميته واضحة في النصوص القرآنية والسنة النبوية المطهرة كان بذلك مرتبطًا بأكثر الآداب الاجتماعية المؤثرة.. وهي الالتزام بالمواعيد وعدم التخلف عنها.

هذا امتثالًا إلى قول رسولنا الكريم: لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعٍ: عن عُمرِه فيما أفناه؟ وعن عِلمِه ما عمِل به؟ وعن مالِه من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن جسمِه فيما أبلاه؟.

نصائح لإدارة الوقت

ستساعدك إدارة الوقت الرائعة على القيام بالمزيد في وقت أقل، وتقليل مستويات التوتر لديك، والحصول على مزيد من وقت الفراغ للأنشطة التي تحبها، وخلق المزيد من الفرص لنفسك.

بعدما علمنا الكثير من خصائص الوقت، لكي تكون جيدًا في إدارة الوقت، تحتاج إلى تطوير مهارات محددة واستخدام تقنيات إدارة الوقت.. وفيما يلي بعض النصائح اللازمة في هذا الصدد:

  • ابدأ دائمًا بـ “لماذا”، اعرف بالضبط سبب رغبتك في تحسين إدارة وقتك.
  • ضع أهدافًا محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة وفي الوقت المناسب، فعندما يتم تحديد أهدافك طويلة المدى بوضوح، يصبح تحديد الأولويات الأسبوعية واليومية أسهل بكثير.
  • تحديد أولويات المهام، وتعلم كيفية الفصل بين المهام العاجلة والمهمة، مع جدولة المهام المهمة وغير العاجلة.
  • ضع حدًا لمقدار الوقت الذي ستقضيه في مهمة ما، وستختلف جودة المخرجات وفقًا لذلك، ولكن تأكد فقط من عدم المبالغة في الأشياء أو قضاء الكثير من الوقت عليها، خاصةً إذا لم تكن مهمة.
  • الحد من العمل الجاري، وبالتحديد من خلال التأكد من عدم وضع الكثير في جدول أعمالك حتى تتمكن من إنجازه.
  • تجميع المهام المتشابهة معًا، لتخطط لها في نفس الفترة الزمنية.
  • أخذ فترات راحة منتظمة بين المهام، لإعادة شحن مستويات طاقتك.
  • تأكد من حصولك على إجازة كافية، وكذلك من كونك تأخذ وقتًا كافيًا بعيدًا عن التكنولوجيا وقضاء وقتًا كافيًا في الطبيعة.
  • اكتشف أين تضيع معظم الوقت، فعلى الأغلب جميعنا يقضي ببساطة الكثير من الوقت لسبب عاطفي، لذا ابدأ العمل على تقليل الوقت الضائع.
  • نشعر جميعًا بالإنتاجية الفائقة عند القيام بمهام متعددة، ولكن في الواقع، يعد هذا مضيعة كبيرة للوقت، فأنت أقل إنتاجية بكثير عند محاولة إنجاز عدة مهام في نفس الإطار الزمني.
  • عليك أن تتعلم كيف تقول لا للأشخاص والأنشطة التي لا تتناسب مع أهدافك أو وقتك.
  • عليك أيضًا أن تتعلم كيفية تفويض المهام والاستعانة بمصادر خارجية، واحرص على التركيز على أكثر المهام قيمة واستفد من وقت الآخرين لبقية المهام.
  • حاول أن تبدأ يومك مبكرًا، فعندما يكون الجميع نائمًا يمكنك القيام بالكثير من الأعمال المثمرة.
  • لكل واحد منا إيقاع بيولوجي شخصي مختلف، فاكتشف ما إذا كنت تقضي وقتًا أطول في الصباح أو المساء، ثم خطط للقيلولة والمشي والتدفق الإبداعي أو التنفيذ السريع لذلك الوقت من اليوم عندما تشعر أنك أكثر إنتاجية وحيوية.
  • إذا أمكن، لا تفعل شيئًا عندما يفعله غالبية الناس -على سبيل المثال- التنقل في ساعة الذروة أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية عندما تكون أكثر ازدحامًا.
  • إنشاء عادات صحية، فالروتين هو شيء تفعله تلقائيًا دون أي جهد، فإذا قمت بتطوير روتين لبدء يومك بالمهمة الأكثر أهمية، فسيصبح شيئًا تعتاد القيام به وسترتفع إنتاجيتك بشكل كبير.
  • سيساعدك شرب ما لا يقل عن 2 – 3 لترات من الماء يوميًا على البقاء منتعشًا وحيويًا، وأفضل طريقة لاتباع هذه النصيحة هي أن يكون معك زجاجة ماء في جميع الأوقات وشربها فقط طوال اليوم.
  • الأشخاص السلبيون هم مصادر تشتيت غير مريحة في حياتك، فإنهم لا يضيعون وقتك فحسب، بل يمتصون أيضًا الطاقة منك، لذا أحط نفسك بالأشخاص الذين يحفزونك ويشجعونك ويساعدونك في تحقيق أهدافك.

هناك وقت محدد لكل شيء في الحياة، للعمل وقت، والراحة وقت، وهناك أوقات للذروة وأوقات للتركيز.. لذا فيجب إعطاء الوقت مزيدًا من الاهتمام.