هل مياه الآبار تعتبر من المياه الجوفية؟ وما هي كيفية تكوينها؟ للمياه في مختلف أنحاء العالم العديد من المصادر منها ما هو طبيعي ومنها ما تدخل الإنسان بتعديله، وقد ساعده التطور التكنولوجي في هذا التطور والتعديل لذلك، رزق الله الإنسان العديد من المصادر للحصول على المياه، لذا نلقي الضوء على أحد المصادر في هذا الموضوع.

هل مياه الآبار تعتبر من المياه الجوفية

من المهم أن نعرف أن مياه الآبار تعتبر هي من المياه الجوفية حيث إنها في فترة من الزمن كانت هي من المصادر الرئيسية للمياه العذبة، حيث إنها يتم تكوينها بداخل الأرض وتخزينها في فجوات بين الرمال والصخور في باطن الأرض، المياه الجوفية هي جزء من الدورة الأرضية للمياه، بحيث إنها تتسرب بداخل الأرض.

نسبة المياه الجوفية

بعد أن تأكدنا من معرفة هل مياه الآبار تعتبر من المياه الجوفية فيجب علينا التطرق للمزيد من المعرفة حول أهم ومصادر المياه العذبة في العالم، فمن المعروف عن المياه أنها ذات مصدرين مصدر سطحي وهذا ما يراه الإنسان فوق الأرض كالأنهار والبحيرات ومجاري الوديان وغيرها.

أما عن المصدر الباطني ألا وهو الآبار والينابيع والكهوف والدحول أيضا، أما عن الإنسان فهي مقتصرة جدا لأنه يظن أن ما يراه في العالم من التقدم من خلال إقامة السدود والخزانات والقناطر وكذلك شق القنوات أنها هي مصدر المياه في كل مكان.

لكن في حقيقة الأمر فإن هذه المياه السطحية تشكل فقط نحو 3% من نسبة المياه على سطح الأرض، أما عن النصيب الكبر للمياه العذبة على سطح الأرض فهو يرجع إلى المياه الجوفية التي تشكل 97%، حيث قدره العلماء بحوالي (100.000) كيلومتر مكعب.

مع بيان مقارنة بسيطة بين المصدرين فإن المياه السطحية هي في حالة جريان على السطح، أما المياه الجوفية فهي في حالة تخزين في جوف الأرض، تشكلت المياه الجوفية عبر قرون طوال مع بعض الإضافات البسيطة لمياه الأمطار، كما أنه من الممكن للإنسان أن يعتمد على المياه الجوفية لسد احتياجاته من المياه وكذلك الحيوان وأيًضا النبات.

بالإضافة إلى أنه استطاع المصريين القدماء والصينيون الوصول إلى المياه الجوفية ولكن لعدم الفهم الكافي لطبيعة حركاتها وتواجدها في باطن الأرض فقد كان الاستخدام محدودًا.

تكوين المياه الجوفية

من الجيد معرفة هل مياه الآبار تعتبر من المياه الجوفية، حتى نستطيع أن نتعرف على المزيد من المعلومات حولها.

  • إن المياه بشكل عام تشكل النسبة الأكبر من الكرة الأرضية وخاصةً المحيطات الضخمة في هذه الأثناء يتبخر جزء من مياه المحيطات ويتصاعد إلى السماء وتحت ظروف معينة تتشكل السحب وتتكثف وتسقط على هيئة أمطار أو ثلوج وتعرف تلك بالمياه السماوية.
  • تشكل المياه السماوية المصدر الأساسي للمياه العذبة على كوكبنا الأزرق، حيث يجري منها جزء على الأنهار والأودية وغيرها.
  • أما عن البعض الآخر فهو يتسرب تحت الأرض في التربة السطحية ويبقي جزء منه لتغذية النباتات أما الجزء الآخر فيخرج مرة أخرى إلى السطح بمساعدة بعض العوامل الأخرى.
  • كما أنه من الممكن أن تنشأ المياه الوليدة والتي قد تنشأ نتيجة للتفاعلات الكيميائية التي تحدث تحت سطح الأرض ولكنها تكون بكميات ضئيلة جدا.

تعريف المياه الجوفية

أما وقد عرفنا هل مياه الآبار تعتبر من المياه الجوفية فلنعرف ما هي المياه الجوفية وكيف تكونت عبر السنين، فيما يلي أبرز المعلومات عنها:

  • هي المياه التي توجد داخل مسام الصخور الرسوبية، والتي تكونت عبر الأزمنة المختلفة والتي قد تكون حديثة وقد تكون قديمة جدًا ترجع لملايين السنين.
  • مصدر هذه المياه قد يكون المطار الدائمة أو الموسمية أو ذوبان الجليد، تتسرب هذه المياه إلى داخل البطن فيما تعرف بعملية التغذية Recharge)).
  • عملية التسرب تلك تحتاج إلى عوامل ملائمة لها كأن تكون التربة السطحية مفككة، لأنه كلما كانت مفككة كانت ذات فتحات كبيرة وذات مسام كثيرة تساعد على تسرب المياه إلى داخلها، وينتج عن هذا وجود مخزون من المياه الجوفية بشكل جيد عبر الزمن.
  • يستطيع الإنسان الاستفادة من المياه الجوفية بعدة طرق منها حفر الآبار أو عن طريق الينابيع أو غيره.
  • المياه الجوفية في تسميتها عكس المياه السطحية، كما أنه قد ذكر العلماء أنها توجد في منطقتين هما المياه المشبعة بالماء والمنطقة غير المشبعة بالمياه.
  • أما عن المنطقة غير مشبعة بالماء فهي تقع تحت سطح الأرض في الكثير من المناطق وتشمل المياه والهواء، حيث إن الضغط بهذه المناطق منخفض عنه من الضغط الجوي مما يساعد على منه المياه من الخروج منها، بالإضافة إلى إنها منطقة مختلفة السمك كما يقع تحتها مباشرة المنطقة المشبعة.
  • المنطقة المشبعة بالماء وهي طبقة تشمل مواد مختلفة حاملة للمياه، كما أنه كل الفراغات التي بها متصلة ببعضها البعض ممتلئة بالمياه، كما أن ضغطها أكبر من الضغط الجوي لذلك تسمح للمياه للخروج على السطح من خلال بئر أو عيون.
  • تغذية المنطقة المشبعة بالماء يتم عبر تسريب المياه من السطح مرورًا بالمنطقة غير مشبعة.

تلويث المياه الجوفية

بشكل عام فإن المياه الجوفية من المياه الخالية من التلوث والبكتيريا الضارة، ولكن بطبيعة الحال أنها تتعرض للتلوث بعوامل خارجية نذكر بعض منها فيما يلي:

  • من الممكن وأثناء الإنسان لصنع الآبار لحفظ المياه الجوفية حصول العيوب التي قد تحدث في تصاميم الآبار، وكذلك أيضًا الإهمال في عزل الآبار المهجورة.
  • استخدام الطرق الخاطئة في التخلص من الفضلات والمياه المبتذلة التي تكون فضلات ونواتج الصناعة والزراعة والحيوان.
  • تواجد الآبار في مناطق التي تجري بها السيول والفيضانات.
  • كذلك أيضا من الممكن أن يرجع السبب إلى وجود الآبار بالقرب من المجاري الصحية.
  • كما أضاف العلماء أن أكثر المياه المعرضة للتلوث هي المياه السطحية، أشاروا إلى وجود علاقة طردية بين قرب المياه من سطح الأرض وزيادة قابليتها للتلوث.
  • بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تتسرب البكتيريا إلى طبقات أعمق من سطح الأرض في حالة أن الطبقات الصخرية عالية المسامية والنفاذ.

الخزانات الجوفية وخصائصها

تعمل الخزانات الجوفية على أساسيتين هي التخزين والتوصيل، حيث إن الفتحات الموجودة في الطبقة الموجود بها المياه تعمل كفراغات لتخزين المياه، كما أنه تعمل كشبكة من الأنابيب لكي تمرر المياه من خلالها ويعتمد الخزان على خواص منها:

1- تخزين المياه

تعتمد الوظيفة التخزينية للمياه على خاصيتين هما المسامية وهي ((Porosity الحيز من الحجم الكلي للمادة الصخرية والتي تحويه الفتحات البينية (Voids) كما أنه يتم التعبير عنها بالنسبة المئوية من الحجم الكلي كلها ويسمي معامل المسامية كما انه تعتمد أيضا على الإنتاج النوعي (Specific Yield).

2- خاصية التوصيل المائي

تسمى خاصية التوصيل بالتوصل المائي أو الهيدروليكي والتي يرمز لها العلماء بالرمز K)) ومن المعروف عنها أنها قدرة المادة المسامية على تمرير المياه، كما أنها في القدم كانت تسمى بالخاصية النفاذية Permeability)) ولكن من الأفضل استعمال لفظة التوصيل المائي والذي يعتمد على الحجم والشكل وكذلك درجة الاتصال للفراغات البينية للمادة الصخرية.

من أعظم ما رزق الله الإنسان هي المياه، كما أنه لا ريب في كون المياه هي المصدر الأساسي لعيش الإنسان على سطح الأرض وليس فقط الإنسان.