لم يستطع ياسر أن يحكي قصة لأخيه بسبب عدة أمور سوف نوضحها في السطور التالية، كما أننا سنسرد القليل من القصص التي يسردها ياسر لأخيه كل ليلة، بالإضافة إلى العديد من الحكم الخاصة بالأطفال، لأنه الجدير بالذكر أنه من المستحب جدًا قراءة تلك القصص للأطفال حتى يتمكنوا من معرفة الحكم الموجودة بها، ومحاولة تطبيقها في حياتهم اليومية.

لم يستطع ياسر أن يحكي قصة لأخيه بسبب

الأخوة هم الدعامة الثانية لنا في الحياة بعد الأم والأب، لذلك كان يسعى خالد دائمًا لأن يحكي قصة لأخيه الصغير في كل يوم، كما أن أخيه كان يحب تلك الأوقات كثيرًا، بالإضافة إلى أنها تعطيه الكثير من الأمان والراحة، وتزيد من درجة قربه من أخيه، ولكن في يوم من الأيام لم يستطع ياسر أن يحكي قصة لأخيه بسبب كونه مشغول كثيرًا في العمل الخاص به.

حيث عن ياسر من أصحاب الشركات الصغيرة المبتدأ والتي تحتاج لكثير من الوقت والجهد، حتى تستطيع الانضمام والتواجد في السوق، ولكن كان ياسر محب لأخيه الصغير بشكل كبير، كما أنه يسعى دائمًا لأن يتواجد معه في كثير من الوقت، وذلك بسبب كون أبويهما مشغولان باستمرار، لذلك حاول أن يحكي لأخيه قصته اليومية في يوم الأربعاء.

تعويضًا عن اليوم السابق الذي لم يستطع ياسر أن يحكي قصة لأخيه بسبب عمله، وبالفعل تمكن خالد من توفير بعض الوقت لأخيه، والذي سعد كثيرًا بهذا، وكانت القصة التي يسردها ياسر لأخيه في تلك الليلة مشوقة جدًا، وكانت تحتوي على الكثير من الأحداث والمواقف والشخصيات، وهي:

قصة التفاهم والتسامح

في أحد الأحياء القديمة والتي يوجد بها الكثير من الدفء والأمان، كان هناك الكثير من الأطفال يلعبون كرة القدم هنا وهناك، وكان من بينهم ولد أسمر اللون جميل الملامح، أسمه أحمد، يلعب بشكل احترافي، كما أنه كنا يلعب باستمرار دون أن يكل من اللعب، حتى أنه لم يترك فرصة كبيرة لأصدقائه بأن يحرزوا الأهداف مثلما فعل هو.

مما أغضب أصدقائه منه بشكل كبير، كما أنهم شعروا ألأنهم غير ماهرين في اللعب مثله، الأمر الذي جعل الغيرة تنشب في قلوبهم الصغيرة، وذلك حاولوا أن يوقفوا أحمد عن اللعب معهم، لفترة من الوقت، كما أنهم قالوا له أنهم لا يريدون اللعب معه مرة أخرى، مما أحزن أحمد بشكل كبير.

كما أنه بكى لفترة من الوقت، بسبب شعوره بعدم رغبة أصدقائه في بقائه معهم، ولذلك حاول مصارحتهم بمشاعره تلك، وأراد أن يوصل لهم مدى استيائه من فعلتهم تلك، ولأنهم كانوا يلعبون مع بعضهم البعض منذ الصغر، فكانوا يحبون بعضهم بشكل كبير، وفي اليوم التالي من لعب الكرة، أخبر أحمد أصدقائه بمدى حزنه منهم.

كما أنه يحبهم بشكل كبير ولا يريد أن يحزنوا منه، كما طلب منهم أخباره بسبب عدم رغبتهم في اللعب معه، ولقد كان الأطفال متفاهمين جدًا معه، وأخبروه أنهم لم يرغبوا باللعب معه، بسبب عدم قدرتهم على مجاراته، في اللعب بالإضافة إلى عدم تركه فرصة لغير بإحراز الأهداف أو اللعب مثله، ففهم أحمد خطأه وأعتذر لهم، كما أنه أوضح لهم، أنه في حال أراد أي أحدًا منهم أن يتعلم لعب كرة القدم منه، فهو مرحب جدًا.

مما أدى إلى شعور الأطفال بالسعادة، كما أنهم اعتذروا لأحمد على تصرفهم الخاطئ معه، ودعوة للعب معهم مرة أخرى، وبعد أن أنتهى أحمد مكن سرد قصته أخبره أخوه الصغير أنه تعلم منها التسامح مع الأخرين، بل أنه سيحاول إيضاح موقفه في حال حزن منه أحد أصدقائه، أو حزن منه هو، ونام نومًا عميقًا.

قصة الكرم والمساعدة

كما ذكرنا في السابق أن ياسر يحب أن يوفر الكثير من الوقت ليجلس مع أخيه ويحكي له القصص، ولكن عمله يأخذ الكثير من وقته في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يمنع أن ياسر يحاول جاهدًا إيجاد وقت ليحكي فيه لأخيه قصة قبل النوم، وفي أحد الأيام مر ياسر بمتجر الألعاب الخاص بالأطفال في المدينة الخاصة بهم واشترى لأخوه لعبة صغيرة منه، واتجه مباشرةً على المنزل، وحاول أن يحكي قصة لأخوة ولكن لم يستطع ياسر أن يحكي قصة لأخيه بسبب الاتصال المفاجئ الذي ورد له.

يخبره فيه أحد أصدقائه، صدقهم أصطدم بسيارة على الطريق وعليه أن يتوجه له الآن حتى يساعده، الأمر الذي جعل ياسر يهرع ليساعد صديقه في محنته، وبعد فترة ليست بقصيرة من الوقت وصل ياسر إلى المشفى وحاول الوصول إلى صديقه فيها، فاتجه إلى الاستقبال العام في المشفى ليساعده في ذلك، ومن ثم أخبروه بأن صديقه في الطابق الثالث، في غرفة عادية ينتظرون أن يأتي أحد ويدفع ثمن العملية الخاصة به.

كما ذكرنا من قبل أن ياسر من أصحاب الشركات المبتدئة، والتي تحتاج إلى الكثير من المال حتى تنمو وتزدهر، ولكن في حالة التي يوجد فيها صديق ياسر في المشفى لم يفكر لحظة في أن يساعد صديقة، ويدفع له ثمن العملية، على الرغم من أن المبلغ لم يكن بالهين أو الصغير.

من ثم أجرت المشفى جميع الإجراءات اللازمة ليدخل صديق ياسر إلى غرفة العمليات، وبعد ساعتين من الزمن، خرج صديق ياسر، وتم نقله إلى غرفة عادية، وظل ياسر مع صديقه لفترة كبيرة من الوقت حتى أسترد عافيته ومن الله عليه بالشفاء، ومن ثم ذهب ياسر إلى بيته مر أخرى، بعد يومين كاملين خارج المنزل، وقد وجد أخاه في ذلك الوقت عائد لتوه من المدرسة، فاعتذر له على تأخر في رواية القصة له.

كما طلب منه أن يستعد ليروي له تفاصيل الأيام الماضية له، وبالفعل تمكن ياسر من توصيل الرسالة التي كان يريد أن يفهمها لأخيه الصغير، وهي أنه إذا وجدت أحدًا في حاجة إلى مساعدتك فلا تتردد، حتى وإن كان هذا مقابل أن تخسر القليل من المال أو الجهد، كما أخبره أن هذا ما يدعو له الإسلام الحنيف، كما أنه يدعو دائمًا للتسامح والرحمة والمصادقة بين الناس.

بعد فترة من الوقت حل الليل وطلب أخو ياسر الصغير منه سرد قصة مشوقة له، وبالفعل انصاع ياسر لأخوة، وحاول سرد قصة له، والتي كانت بالفعل مشوقة، وكانت تتكلم عن التعامل باحترام مع كبار السن وهي تتمثل فيما يلي:

في أحد الأيام، كان هناك طفل يلعب في حديقة الأطفال الموجودة في مدينتهم يُسمى مروان، بصحبة أمه وأخته الصغيرة، وقد كان الأخوين يلعبان باستمتاع كبير، وفي لحظة اصطدم أحد الأطفال بأحد كبار السن المتواجدين مع أحفادهم في نفس الحديقة، والذي كان في اتجاهه لأن يحمل أحد أحفاده في يده، ولكن مع اصطدامه بمروان لم يستطع ذلك.

كما أنه أنزعج بشدة من الأطفال، بسبب عدم حرصهم على اللعب في المنطقة المخصصة لهم وتدعوها، الأمر الذي يزيد احتمالية إصابتهم، ولكن مع انزعاج الرجل، حاول أن يوصل فكرته للأطفال، بدون أن يجرح مشاعرهم الرقيقة، وبالفعل استمع الأطفال له، كما أنهم اعتذروا منه بشدة على خطأهم.

على الرغم من أن القصة قصيرة استطاع ياسر كعادته توصيل المعلومة التي يريدها إلى أخيه، وهي أن الاحترام والتسامح مفتاح حب الناس، كما أنهما من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المرء.