متى تثبت همزة ابن؟ وما هو نوعها؟ لعل هذه التساؤلات من أهم الأمور التي يرغب المهتمين بتعلم قواعد اللغة العربية الصحيحة في معرفتها، حيث نجد أن إثبات الهمزات أو حذفها من اختصاص علم النحو الذي تم وضعه من قبل أبو الأسود الدؤلي، وسنتحدث اليوم عن كل ما يتعلق بإثبات همزة كلمة ابن من خلال السطور التالية.

متى تثبت همزة ابن؟

لقد قام عالم النحو أبو الأسود الدؤلي بجمع قواعد النحو في مؤلف خاص به، وذلك بعد أن قام بالاطلاع على أدق الأحكام التفصيلية التي تخصه، بعد دراسته بشكل منفتح، ولقد تم هذا التدوين في عهد الإمام علي بن أبي طالب، وذلك نتيجة لاتساع الدولة الإسلامية بشكل كبير، الأمر الذي كان يُعرض اللغة العربية للاختلاط باللغة الأعجمية، فكان هذا التدوين من الأمور الهامة التي ساعدت على حفظ أصل اللغة.

لذا نجد أنه عندما نقوم بطرح أي سؤال له علاقة بهذه القواعد تكون الإجابة بالتأكيد في هذا المؤلف، ومن بين هذه الأسئلة المطروحة متى تثبت همزة ابن؟ حيث وجد أنه يتم إثبات الهمزة بها في العديد من الحالات، التي تأتي على النحو الآتي:

1- موقع همزة (ابن) بين علمين

يتم إثبات همزة ابن في حال كان موقعها في الجملة بين علمين، وكان اللاحق فيهم علم مؤنث، مثال على ذلك: (سيدنا عيسى عليه السلام عيسى ابن مريم)، فنجد في الحالة السابقة أنه قد تم إثبات الهمزة في كلمة ابن، حيث يقال إن الهمزة تُثبت إذا كانت الطفل ينسب بنوته للأم، وهي ليست من عصبته، فيتم إثبات الهمزة في هذه الحالة.

2- حالة تنوين العلم السابق (لابن)

في حال تم تنوين العلم الذي يسبق كلمة ابن، فهنا يتم إثبات الألف، على سبيل المثال: (محمدًا ابن عبد الله)، فعند دخول التنوين الكلمة يزيل عنها بعض المميزات النحوية التي تضاف إلى الكلمة في الحالات العادية، ومنها عدم حذف الألف في كلمة ابن.

3- عدم وجود أداة النداء قبل (ابن)

في حال عدم وجود أداة نداء قبل كلمة ابن، مثال على ذلك: قول يا بن خالد اذهب إلى النادي، أو نقل ابن خالد اذهب إلى النادي، في الحالة الأولى تم إلغاء الهمزة لعدم عرقلة النطق، أما في الحالة الثانية، أما الحالة الثانية فلا داعي لحذفها، لأنها تنطق بصورة عادية.

4- حالة وجود اسمين مذكرين قبل وبعد (ابن)

إذا وجد قبلها اسم مذكرًا، وما بعدها أيضًا مذكرًا، ولكن يجب أن يكون ما قبلها علمين، مثال على ذلك: (محمد وعمرو ابنا كريم)، فهنا لا يتم حذف الهمزة، وذلك لوجوب إضافتها ألف الاثنين، فإذا حُذفت الهمزة في هذه الحالة، تنطق بنا، وهنا نجد إصابة القارئ بالارتباك عند القراءة، كما إنها ستُصبح ثقيلة على اللسان.

5- عدم وجود أداة استفهام قبل (ابن) في الجملة الاستفهامية

ضمن الرد على سؤال متى تثبت همزة ابن؟ نجد أن هناك حالة أخرى وهي إذا لم يأتي قبل الكلمة همزة الاستفهام، وإن كانت الجملة ذات نفسها استفهامية، مثال على ذلك: قد يوجه شخصٍ ما سؤال لأحدهم فيقول (أبنك هذا، وهنا تم حذف همزة ابن وأثبت السؤال بهمزة الاستفهام، حيث كان الأصل هنا (أإبنك هذا؟).

لكن جاءت الجملة على هذا الشكل، وذلك لأنها إذا جاءت بهذا الشكل ستصبح ثقيلة في النطق، لذا تم حذف همزة ابن واستبدالها بهمزة الاستفهام، كما إنه إذا كانت الجملة الأساسية استفهامية، فلا يتم حذف الهمزة، وذلك لعدم الحاجة لها، حيث يقال: “أذهب ابنك إلى المدرسة؟” دون أن نقوم بحذف الهمزة.

6- حالة وقع كلمة ابن في أول الجملة

ضمن حالات إثبات همزة ابن عندما تقع في بداية الجملة، مثال على ذلك: (ابن المبارك)، وكان ذلك جوابًا على سؤال متى تثبت همزة ابن؟

نوع همزة ابن

تعتبر كلمة ابن من الكلمات الموصولة، لا المقطوع، حيث قام العرب بكتابتها على هذه الشاكلة منذ أن عُرفت قواعد اللغة العربية، وحتى يتم الكشف عن همزة القطع من همزة الوصل يتم إضافة حرف فاء أو الواو قبلها، فإذا تم نطق حرف الألف، فإنها تعتبر همزة قطع، أما في حال اختفاؤها خلال النطق، فإنها تعتبر همزة وصل.

لا يتم إثبات همزة كلمة ابن في القواعد الأساسية للغة، ولكن الأمر له عدة حالات استثنائية تثبت بها الهمزة، وهذا يعد من أهم قواعد اللغة العربية.