آيات قرآنية جميلة وقصيرة يمكن الاستعانة بقراءتها كل ليلة بنية قضاء الحاجة.. فأنزل الله عز وجل آيات يصل عددها إلى 6236 آية تحمل كافة الأحكام الخاصة بالدين الإسلامي التي يحتاجها العبد، حيث شملت آيات القرآن الكريم كل الوسائل التي تجعل العبد يعيش الحياة الدنيا بسلام، كما يتمكن من الفوز بأعلى درجات الجنة في الآخرة، وهنا يكمن سبب أهمية معرفة تلك الآيات والبحث وراء تفسيرها.

آيات قرآنية جميلة وقصيرة

الآية هي العلامة أو المعجزة حيث تم تسمية آيات القرآن الكريم بذلك الاسم نظرًا لإعجاز المولى عز في ترتيبها، حيث اجتهد العلماء منذ الأعوام الأولى من الهجرة في مواضع الآيات وتفسيرها، بينما أشار الصحابة رضي الله عنهم جميعًا والتابعين لهم إلى عدد آيات كل سورة وترتيبهم.

فمن الجدير بالذكر أن آيات القرآن جميعها من عند الله عز وجل، لكن توجد عدة آيات قرآنية جميلة وقصيرة يمكن حفظها بسهولة وترديدها في الصلوات وفي الأوقات المختلفة من الليل، وهي تتضمن الآتي:

1- من سورة الكهف

قال الله تعالى (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)، وهي أفضل ما تحمل معنى تقديم مشيئة المولى عز وجل، حيث سأل قوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه عن أهل الكهف وذي القرنين وعن خروج الروح.

فقال لهم سوف أجيبكم غدًا بدون مشيئة الله عز وجل، حتى نزلت الآيات بعد ذلك بعدة آيام لذلك أنزل الله أن لا يمكن أن يتم أمر إلا بمشيئته وعلينا أن تقوم بذكر مشيئته في كل قول وفعل.

2- من سورة البقرة

قال الله عز وجل: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، حث المولى تعالى عباده في تلك الآية من سورة البقرة إلى طاعة الله والتوجه إلى الجهاد في سبيل الله، فأكد على عدم منع النفس من التطع في ذلك أو الإنفاق في ذلك عند الاستطاعة لما في ذلك إثم كبير.

أيضًا تعد الآية الكريمة: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) من آيات قرآنية جميلة وقصيرة من سورة البقرة، وفيها يقصد الله المشركين الذين فضلوا السحر بدلًا من الإيمان والتقوى، فاليهود طالما كذبوا الأنبياء والمرسلين، لذلك أشار الله إلى جهلهم وظلمهم إلى أنفسهم.

بالإضافة إلى قول المولى عز وجل (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، الذي يقصد به أن الصبر بدون جزع والمداومة على أداء الصلوات من أفضل ما يقوم به العباد.

3- من سورة العنكبوت

أنزل المولى عز وجل أفضل ما يشمل أهمية الصلاة في سورة العنكبوت، حيث قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)، وفي ذلك لتأكيد على أهمية الصلاة لأنها عماد الدين كما أكد رسول الله عليه وسلم.

حيث أمر الله عباده في سورة العنكبوت بقراءة القرآن الكريم وهو ما أُنزل من الوحي، ثم يليه في المرتبة التالية الصلاة لعدم الوقوع في المعاصي، فالصلاة تمنع القلب من التعلق بالشهوات وبفعل كل ما يغضب المولى عز وجل.

4- من سورة الإسراء

قال الله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)، أكد المولى عز وجل على أسماءه الحسنى التي لقبها لنفسه وهي أنه ليس له ولد، بالإضافة إلى انفراده بالحكم فهو مالك الملك وحده وكل من عليه من مخلوقات.

5- من سورة الأحقاف

قال الله عز وجل: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ)،أمر المولى تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الآية أن يصبر على أحمال النبوة، حيث أكد له أن أولو العزم من الرسل قد صبروا على قوم أكثر كفرًا وأشد عندًا من قومه.

فمن الجدير بالذكر أن أولو العزم هم سيدنا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فهم من أكثر من تعرضوا للإيذاء من قبل أقوامهم بالإضافة إلى تكذيبهم لهم بشكل مستمر وعدم قبول سماع الدعوة، بالرغم من المعجزات التي أنزلها الله عز وجل عليهم ليتأكدوا أقوامهم من صدقهم وأنهم بالفعل مرسلون من الله.

6- من سورة القلم

أيضًا تتناول سورة القلم آيات قرآنية جميلة وقصيرة منها قول المولى عز وجل: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ)، يأمر المولى تعالى عباده بالصبر لما أنزل عليهم عز وجل من بلاء أو كرب ولا يظهرون أي جذع أو ضيق للنفس من ذلك الصبر.

كما منعهم من أن يكونوا كصاحب الحوت وهو سيدنا يونس عليه السلام الذي لم يصبر على حكم ربه، لذا ألقى المولى عز وجل به في بطن الحوت لمدة ثلاث أيام حتى أخذ يناجي ربه ويستغفره حتى خلصه الله من ذلك الابتلاء وأمر الحوت بلفظه إلى البر.

7- من سورة المعارج

تتضمن سورة المعارج عدة آيات قرآنية جميلة وقصيرة لكن أشملها قول المولى عز وجل: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)، في تلك الآية أمر الله لعباده بالصبر وعدم الجزع حيث شملك الآية الصبر الجميل الذي لا وجود للشكوى فيه ولا يضيق به الصدر أو تختنق به الروح.

حيث نزلت تلك الآية للرسول الله عندما كان يأمره أن يصبر على إيذاء قومه وإعراضهم عنهم، فأمره بالصبر لمشاهدة ما يحدث بعد ذلك، وهو ما تضمنه الآيات بعد ذلك وهي أن يوم العذاب قريب له لكنهم لا يدرون أنه بذلك القرب.

8- من سورة الزلزلة

قال الله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، حيث أشار المولى عز وجل إلى أن كل فرد يُحاسب بما عمل في حياته الدنيا.. فمن قام بعمل خير حتى لو كان صغير بقدر حجم النملة يُحاسب به، بينما من يعمل عمل أذى من الأعمال التي نهى عنها المولى عز وجل يُحاسب به.

فشمل الله عز وجل الذرة وهي الشيء الحقير الذي لا يقدر، حيث توضح تلك الآية الجميلة أن كل ما يقوم به العبد من عمل أو حتى تفكير في أمر معين يعمله المولى عز وجل، وفي ذلك ترهيب للعبد بعدم الاقتراب إلى الأمور المحرمة حتى الحقير منها.

آيات قرآنية مؤثرة

أنزل الله الوحي في صورة آيات متفرقة وقد تم تجميعهم في عهد رسول الله صلى الله عليهم وسلم، فلكل آية من آياته قصة وسبب في النزول للرد على موقف معين طرحه الصحابة على رسول الله، أو تكون لسبب بيان الحكمة من عذاب الله لقوم آخرين ليأخذ الأقوام القادمة العبرة منهم ولم يقتربوا مما أتوا به من معصية.

حيث توجد بعض الآيات التي تثير الشعور وتزيد الخشوع في عبادات الله عز وجل، بالإضافة إلى أنها مؤثرة للبعد عن المحرمات ومنها الآتي:

  • قال تعالى في سورة النور: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ).
  • قال الله تعالى في سورة الأنبياء: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).
  • قال تعالى في سورة النور: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا).
  • قال تعالى في سورة المائدة: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
  • قال تعالى في سورة الحديد: (فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیر مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ).
  • قال تعالى في سورة النجم: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ).
  • قال الله تعالى في سورة فاطر: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).

التدبر في آيات القرآن الكريم من العبادات التي يؤجر عليها العبد بالإضافة إلى زيادة إدراكه بأمور دينه، لذا على المسلم التفكر والتأمل في آيات القرآن الكريم وحكمة المولى عز وجل منها.