من هم أبرز الشعراء في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم-؟ وما مميزات أشعارهم؟ فالجدير بالذكر أنه على الرغم من صغر عددهم إلا أن تأثيرهم كبير، وذلك لأنهم كانوا صادقين في شعرهم حيث إن كلماته نابعة عن شدة حبهم وتعلقهم بالنبي- عليه الصلاة والسلام- لذا سنوضح كل ما يتعلق بهم في الفقرات التالية.

أبرز الشعراء في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم-

هناك الكثير من الشعراء الذين حرصوا على أن يكون محور قصائدهم هو ذكر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإظهار مدى حبهم له، ورغبتهم في رؤيته مرة أخرى بسبب اشتياقهم، واتصف شعرهم بذكر صفات النبي- عليه الصلاة والسلام- وبيان إنه لا تتشابه مع صفات باقي الخلق، ومن أهم هؤلاء الشعر ما يلي:

1- عبد الله بن رواحة

لقد لقب عبد الله بن رواحة بالكثير من الألقاب، من أهمها شاعر الرسول وشهيد مؤتة والقائد العسكري حيث إنه لازم النبي- عليه الصلاة والسلام- في الكثير من الوقائع منها غزوتي أحد وبدر، كما أنه هاجر مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وكان من بين الناس التي بايعت الرسول- عليه الصلاة والسلام- في بيعة الرضوان وبيعة العقبة، بالإضافة إلى إنه حضر شهد صلح الحديبية.

قام رواحة بالجهاد باللسان والسيف حيث إنه كان يمدح الرسول- صلى الله عليه وسلم- في شعره ويذم الكافرين، كما أنه دافع عن الإسلام والمسلمين، وكان كثيرًا ما يقول شعر حتى يشجع نفسه على استكمال الجهاد في سبيل الله لما له من أجر عظيم، لذا فهو من أبرز الشعراء في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم-وظل هكذا حتى توفى أثناء معركة مؤتة في العام الثامن الهجري.

2- حسان بن ثابت

حسان بن ثابت كان أصله من قبيلة الخزرج، وقد عرف بفصاحته وبلاغته في قول الشعر، ولذلك قامت قبيلة الخزرج قبل الإسلام باختياره ليمثلها في الحرب الشعرية التي كانت مشتعلة بين كلاً من قبيلة الخزرج والأوس، وذلك جعله أكثر تمكنًا من الشعر، لذا فهو من أبرز الشعراء في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم-

حيث إنه قام بمدح النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد الدخول في الإسلام، ومن أهم سمات شعره إنه كان يدخل به الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وذلك جعله أكثر فصاحة من ذي قبل، وظل حسان يقول الشعر إلى أن توفاه الله في عام 40 هـ أو سنة 50 هـ في عهد الخليفة علي بن أبي طالب.

هجاء كعب بن مالك للكفار

من الصحابة الذين اشتهروا في عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هجاء قريش والرد على كافة ادعاءاتهم، كما أنه وقف ضد اليهود المنافقين في المدينة المنورة، ورد عليهم في شعره، ونجد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد شجع كعب بن مالك على قول الشعر، كما أنه سمح له بقوله في المسجد، والدليل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك: “اهجُ قريشًا، فإنه أشدُّ عليهم من رشقِ النَّبلِ”.

نتعلم من هؤلاء الشعراء الدفاع عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- والدين الإسلامي بكل ما أوتينا من قوة حتى لو لم نمتلك إلا لسانًا فقط، فكل كلمة تؤثر في نفس المؤمن.