ما هو أفضل شهر يستحب الصوم فيه؟ وما فضل الصيام فيه؟ فالصيام أحد أفضل العبادات التي تقرب العبد لله -سبحانه وتعالى- وبه كثير من الأجر، ويسعى كثير من المسلمين من أجل نيل جزاء الصوم، وهو من الأركان الخمسة للإسلام، ففيه يُمسك الإنسان عن المأكولات والمشروبات، ولم يقتصر على ذلك فقط بل لابُد من الابتعاد عن المعاصي وكل ما شأنه أن يغضب الله عز وجل، ونسرد فيما يلي أفضل شهر يستحب للمسلم الصوم فيه.

أفضل شهر يستحب الصوم فيه

إن للصوم أحكام، فهناك صوم فرض، صوم سنة، صوم محرم، صوم مكروه، فتختلف أحكامه بين الوجوب والاستحباب والكراهة والتحريم، ويحرص المسلمين على نيل جزاء الصوم من خلال الصيام في أفضل شهر يستحب الصوم في غير شهر رمضان، حيث إن صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة.

كما يعتبر أن أفضل شهر مُستحب الصوم فيه هو شهر الله المحرم، لِما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ”، فالأشهر الحرم هي: “محرم، ذو القعدة، ذو الحجة، رجب”، ويستدل من ذلك أن أفضل شهر هو محرم.

فضل الصوم في شهر الله المحرم

شهر محرم، أول أشهر السنة القمرية، الصوم فيه مستحب، وهو أفضل الأيام صوم النفل بعد شهر رمضان، سواء كان صيامه في أوله أو أوسطه أو آخره، ويمكن بيان فضل شهر محرم فيما يلي:

  • إضافة النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم هذا الشهر إلى اسم الله لِما زاده تجليلًا وتعظيمًا، فكان يطلق عليه شهر الله المُحرم.
  • يعد شهر الله المحرم بداية السنة الهجرية، ويأتي عقب انتهاء شهر ذي الحجة الذي يحج فيه الناس لبيت الله الحرام.
  • شهر محرم يحتوي على فضل خصصه الله لصيام اليوم العاشر به لما به من فضل عظيم الأجر، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على صومه.

صيام يوم عاشوراء من شهر محرم

أفضل شهر يستحب فيه الصوم شهر محرم، وأفضل يوم يستحب فيه الصوم في هذا الشهر هو اليوم العاشر به الذي يطلق عليه يوم عاشوراء، لِما يحتويه من فضل جليل، حيث إن صومه يكفر سيئات المسلم سنة كاملة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “صيامُ يومِ عاشوراءَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه”.

الجدير بالذكر أن صيام عاشوراء كان فرضًا على المسلمين قبل فرض صوم شهر رمضان المبارك، حتى فُرض صوم رمضان فصار صوم عاشوراء مستحبًا، كما أنه يوم نجاة سيدنا موسى من فرعون.

مراتب صيام يوم عاشوراء

لقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيام هذا اليوم المُعظّم، فكان يتحرى عنه وينتظره، وقد تعددت مراتب صوم يوم عاشوراء في ثلاث مراتب سنوضحهم فيما يلي:

  • المرتبة الأولى: أفضل المراتب وهي: صوم ما يسبق وما يلي يوم عاشوراء.
  • المرتبة الثانية: وهي صيام اليوم الذي يسبق عاشوراء وهو تاسوعاء، وقد جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لئن بقِيتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ“.
  • المرتبة الثالثة: تعد أدنى المراتب وهي التفرد بصيام يوم عاشوراء وحده، لكن لا يحمل التفرد بصومه أي كراهة.

فضل صيام التطوع

الصوم وسيلة جليلة من أجل التقرب لله -سبحانه وتعالى- وقد ورد في فضل صيام النوافل عظيم الأجر، ومنه ما يلي:

  • إن للصائمين بابًا مخصص بهم في الجنة لا يدخل منه أحدًا غيرهم، فقد ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ”.
  • يعتبر الصوم من مكفرات الذنوب والسيئات للمؤمن، كما يقيه من الوقوع في براثن الشهوات.
  • يرفع درجات المؤمن في الجنة ويعد ذلك وسيلة يشكر الله بها عباده ومن نعمه على عبيده.
  • رفع الله من فضل الصيام بإضافته إلى نفسه، فكل الأعمال الصالحة تكون للعبد، عدا الصوم فإنه لله، فقد أخبر الله النبي صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به”.
  • يأتي الصيام شفيعًا لأصحابه يوم القيامة مثل القرآن، فإنه يتطلب من المؤمن جهادًا كبيرًا من النفس لذا يعد نوع من أنواع الصبر والصبر طاعة لله، فيجازيه الله عنه جزاءً لا مثيل له.

إن الصيام المستحب من أكثر الطاعات التي تُقرب المسلم المؤمن لله عز وجل، حيث تُعتبر الطاعات من جنس الفرائض، إضافةً إلى أن الله خصص لها أجرًا عظيم الشأن.