هل أقدر أصوم عرفة وأنا علي قضاء؟ وهل سأحصل على أجر صيام يوم عرفة كامل إذا صمته؟ تتوالى الأسئلة حول تلك القضية بكثرة، وتعد من أهم الأحكام الشرعية التي يجب أن يكون المسلم على دراية تامة بها، نظرً للرغبة في الحصول على أجره من تكفير ذنوب سنة سابقة وسنة لاحقة.

أقدر أصوم عرفة وأنا علي قضاء

يُعد يوم عرفة من أعظم الأيام التي لا يجب التغافل عن فضائل صيامها، وذلك نظرًا لما يقدمه للعبد من فرصة للتوبة عن ذنوبه وتكفير الله لها، لكن مع قصر الفترة بين أيام رمضان ويوم عرفة بالنسبة للبعض نجد أن سؤال أقدر أصوم عرفة وأنا علي قضاء يتكرر كثيرًا.

فنعم، يجوز صيام عرفة ولم يتم صيام أيام القضاء بعد، حيث جاءت العديد من الدلائل في الأحاديث النبوية الشريفة على أنه من الجائز تأخير قضاء أيام رمضان ما لم يأتِ رمضان الذي يليه، وليس من الواجب أن يتم القضاء مباشرةً بعد شهر رمضان، وذلك في حالة أن الإفطار في أيام رمضان كان بسبب عذر شرعي مثل السفر الحيض، والمرض.

الجمع بين صيام يوم عرفة وقضاء رمضان

بعد التعرف على إجابة سؤال أقدر أصوم عرفة وأنا علي قضاء؟ نتطرق إلى نقطة هامة ألا وهي حُكم الجمع بين صيام يوم عرفة وقضاء رمضان، حيث يوجد عدد كبير من الأشخاص التي ترغب في الجمع بينهما لأداء أيام القضاء وفي نفس الوقت تحصل على الأجر العظيم ليوم عرفة.

لذا جدير بالذكر رأي أهل العلم الذي ينص على جواز صيام يوم عرفة لكن بنية قضاء رمضان، فينجز الصائم يوم من أيام القضاء وفي نفس الوقت يحصل على أجر صيام يوم عرفة كاملًا بإذن الله، لكن ما لا يجوز هو الجمع بين النيتين، نية الفرض وهو صيام القضاء ونية السُنة وهي صيام يوم عرفة.

فضل صيام يوم عرفة

إكمالًا في عرض إجابة سؤال اقدر اصوم عرفه وانا على قضاء، نتناول شق هام في الموضوع حيث لا يرغب أحد في أن يضيع عليه الصيام فيه، نظرًا للفضائل المتعددة التي يجنيها العبد بعد صيامه، ألا وهي:

  • التخلص من الذنوب الصغيرة لعام سابق وعام قادم، أما الذنوب الكبيرة فمن اللازم أن يتوب العبد توبة صادقة ويتعهد على ألا يعيدها مرة أخرى وهو بين يدي الله تعالى حتى يغفرها له، والدليل على هذا الفضل قول النبي صلى الله عليه وسلم: صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ [صحيح مسلم].
  • يخلو قلب المسلم من الرياء عند صيام هذا اليوم؛ مما يساعده على إتمام الأعمال الصالحة.
  • صوم يوم عرفة فيه اقتداء بسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا عندما يصومه المسلم فهو يعظم اليوم ويهتم بالقيام بسنة الرسول.
  • نجاة العبد من النار، ورفع شأنه عند الله، وتعزيز موقفه يوم الحساب، حيث يتم التكفير عما قام به من ذنوب خلال سنة ماضية وسنة قادمة.
  • تعتبر النوافل فرصة للمسلم حتى يعوض ما قام به من أخطاء وتقصير في العبادات، لذا فإن صيام يوم عرفة يُمثل استفادة كبيرة لمن يرتكب الذنوب الصغيرة ويرغب في أن يتوب عنها.
  • تعزيز درجة التقرب من الله عز وجل، نظرًا لما يتم في هذا اليوم من صيام وتهليل ودعاء وتكبير، وهو ما يزيد من أجر المسلم في حياته.
  • أعظم ما يُمكن أن يحصل عليه العبد المسلم هو أن يفتخر به الله عز وجل أمام الملائكة، فيوم عرفة يمنح الله سبحانه وتعالى تلك الفرصة.

يُعد يوم عرفة من أحب وأشرف الأيام عند الله عز وجل، حيث ترتفع منزلة العبد عند ربه ويغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه.