أقسم الله تعالى في سورة العصر بالعديد من الأشياء، وكلها كانت في غاية الأهمية، وذلك لأن قسم الله عز وجل لا يكون إلا لعظيم، وهناك العديد من المواضع الأخرى التي أقسم بها الله تعالى في القرآن، مرات بأمور عظيمة كما بسورة العصر، ومرات بنفسه سبحانه وإذا كنت تود التعرف على معاني قسم الله سبحانه بسورة العصر إضافة إلى كافة المواضع التي أقسم بها بنفسه فإنه لشيء جلل لا يتسع في كلمات قليلة.

أقسم الله تعالى في سورة العصر

إن الله سبحانه وتعالى يمكنه أن يقسم بما شاء، مرات يقسم بخلقه، ومرات أخرى يقسم بنفسه، كقوله تعالى: “فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين” َلكن لا يمكن لخلقه إلا أن يقسموا به سبحانه.

أما عن سورة العصر، فقد أقسم الله في بدايتها بالعصر قال الله تعالى: “وَالْعَصْرِ “ أي الدهر، وهو من أكبر الأشياء التي خلقها الله سبحانه، ولا يقسم الله إلا بعظيم، كما قال بعدها (إن الإنسان لفي خسر) أي أنه دائمًا سيبقى في نقص، لا يمكنه الوصول إلى الكمال الذي لا يتصف به سوى الله سبحانه.

لكن الله سبحانه عقب هذا القسم باستثناء للذين آمنوا وعملوا من الصالحات، أي أنهم عبدوا الله حق عبادته، وأدوا ما عليهم من زكاة، ووصلوا رحمهم وقضوا ما عليهم من حقوق وأمانات واتصفوا بالأخلاق الكريمة التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم.

كما ذكر الله من بين هذا الاستثناء أولئك الذين صبروا على ما أصابهم من شدائد، فالصبر لا يتصف به غير المؤمن الذي يرضى بقضاء الله سبحانه، شعور بالرضا لا يمكن للجميع الوصول إليه، فالصبر هو شعور الإنسان الداخلي كم أن هذه الدنيا فانية، لا يهم ما يحدث بها من فواجع، فيبقى وجه الله ومن ثم يذهب كل شيء سواه.

ما هو سبب قسم الله في سورة العصر

يقسم الله بالدهر في سورة العصر حتى يعلمنا أن هذا الدهر سيأتي له يوم وينتهي، فالإنسان مهما كان طيبًا أو غير ذلك سيأتي يوم ويرجع فيه إلى المولى عز وجل، كما أن بعض المفسرين يذكرون أن هذا النعيم بهذه الدنيا ينتهي عند من عصى.

أما من امتثل لأوامر الله سبحانه وتعالى فإنه يعود إلى الله بجميل صنعه فيدخله الله الجنة، ومن ثم فإنه يرزقه النعيم الذي لا يضاهيه نعيم الدنيا الذي تركه، كما يعطيهم الله الأبدية في هذه الحياة الجديدة.

متى أقسم الله سبحانه في القرآن

إن الله سبحانه حين يقسم في القرآن فإنه يرغب في أن ينبه المؤمنين إلى عظم الحديث الذي سيتبع هذا القسم، فهم يعلمون جيدًا أنه سبحانه لا يقسم إلا لعظيم، ومن المواضع التي أقسم بها الله سبحانه في كتابه الكريم:

  • قال الله عز وجل: “فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ”.
  • قال الله سبحانه وتعالى: “فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ”.
  • قال الله عز وجل: “لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ”.
  • قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ”.
  • قال الله سبحانه وتعالى: “فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ”.
  • قال الله سبحانه وتعالى: “لَا أُقْسِمُ بهذا الْبَلَدِ”.
  • “فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ”.
  • قال الله عز وجل: “فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ”.

إنه حين أقسم الله تعالى في سورة العصر فإنه لعظيم شأن الحديث الذي يلي هذا القسم العظيم.