أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو ماذا؟ وما معنى الكفر بأسماء الله الحسنى؟ حيث إن الله عز وجل له تسعة وتسعون اسم علمهم البشر وعرضت على الكفار في الجاهلية من قِبل نبي الله صلى الله عليه وسلم، وتلك الأسماء كلها ما هي إلا صفات الله عز وجل التي تقرب العبد من ربه، وتجعله على دراية كبيرة بالإسلام، وسوف نتعرف على الاسم الذي أنكره الكفار في قريش، من خلال هذا الموضوع.

أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو

الشرك بالله واحدة من أبرز الصفات التي عُرفت عن الكفار، ولم يشرك كفار قبيلة قريش بالله عز وجل فقط، بل كفروا بما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم، وكفروا بالعدوة كلها والوحيد وجميع الأمور المتعلقة بالدين الإسلامي، هذا الأمر الذي دفع النبي لنشر الدعوة على نطاق أوسع.

كان أهل قريش هم أكثر أعداء الإسلام في الأرض منذ بداية الدعوة الإسلامية، وكان هذا نابعًا عن كرههم الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنكروا وحدانية الله عز وجل فأشركوا به وظلوا كذلك يفترون الأقاويل والأكاذيب، أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو الرحمن.

يمكن الاستدلال على ذلك بما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا”.

توضح الآية الكريم السابقة إنكار بني قريش لاسم الرحمن إنكارًا واضحًا، لذا فإن مصيرهم جهنم وبئس المصير، وعلى الرغم من كفرهم باسم الرحمن، إلا أن هناك إقرار واعتراف منهم بهذا الاسم في القرآن الكريم، قال تعالى: “وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ”.

توضح الآية الكريمة السابقة أن كفار قريش أقروا بأن الله عز وجل هو الرحمن، وكلام الله لا يوجد فيه تفاوت أو اضطراب، وفسر العديد من الفقهاء أن قول الرحمن في تلك الآية ما هو إلا تماشيًا مع عقيدة الطرف الآخر ليجدوا لغة في الحوار، لذا فإن كفار قريش كانوا أكثر أعداء الإسلام في جميع بقاع الأرض، ولهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة.

إلحاد الكفار بأسماء الله تعالى

إن الله عز وجل له تسعة وتسعون اسم عرضهم الرسول صلى الله عليه وسلم على كفار قبيلته قريش، ولكنهم ألحدوا بها إلحادًا تامًا، والإلحاد هو الابتعاد عن الشيء، وله العديد من الطرق، وهي على النحو التالي:

  • اعتقاد أن أسماء الله الحسنى ما هي إلا صفات لأشخاص أو لأشياء غير الله عز وجل.
  • إنكار أي اسم من أسماء الله الحسنى أو التشكيك به.
  • اشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله الحسنى مثل تسمية صنم العزّة والذي يشتقه من اسم العزيز، أو تسميتهم بأسماء صريحة من التي وردت في القرآن الكريم.
  • إدراج أي اسم من أسماء البشر إلى أسماء الله الحسنى.
  • تحريف أسماء الله الحسنى من صور الإلحاد بالله عز وجل.

حكم إنكار أسماء الله الحسنى

على غرار التعرف على إجابة سؤال أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو ماذا، يجب العلم أن الله عز وجل هو خالق هذا الكون وحده، له السلطة على جميع البشر في الأرض، والملائكة في السماء، وحتى على الحيوانات والطيور وكل دابة تسير على الأرض، ولكن لم يعلم ذلك كفار قريش فهم أول من كذبوا تلك الدعوة وأنكروا وجود الله بل وكذبوا الرسول وكل ما أتى به.

أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو الرحمن، والجدير بالذكر أن الإنكار أنواع، فإن قام أحد بإنكار أي صفة أو اسم من أسماء الله الحسنى الذي ثبت في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، فإنه كافرًا بإجماع كافة الآراء المأخوذة من الفقهاء وعلماء الإسلام، حيث إنه من شروط دخول الإسلام الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

النوع الثاني من أنواع إنكار أسماء الله الحسنى هو إنكار التأويل نفسه، وفي تلك الحالة يكون الإنسان كافرًا أيضًا، وهذا ما طُبق على كفار بني قريش الذين افتروا على الله عز وجل وعلى رسوله الكريم وقاموا بتكذيب كل ما أتى به في الدعوة من أسماء الله تعالى، وآيات الذكر الحكيم، وكذلك تعاليم الإسلام.

لم يكتفوا بذلك فقط بل اختلقوا الأكاذيب لكي يشوهوا صورة الإسلام وكانوا يعاقبون كل من يريد الدخول في الدين الجديد، لذا فإن الله أعد لهم عذابًا أليم، جهنم وبئس المصير خالدين فيها جزاء بما فعلوا في الدنيا.

فضائل أسماء الله الحسنى

بعد أن علمنا أن أنكر كفار قريش اسم من اسماء الله هو الرحمن، سوف نتطرق إلى ذكر كافة فضائل أسماء الله الحسنى التي تعود على الإنسان إن حفظهم وتعلمهم وتيقن بوجودهم، وذلك فيما يلي:

  • التوكل على الله في جميع أمور الحياة المختلفة، والصبر على الابتلاءات والمصائب والشدائد.
  • إن أسماء الله الحسنى تساعد المسلم على تقوية إيمانه بالله وبقدرته، نظرًا للعلم بصفاته التي لا يمتلكها أحد من البشر.
  • يمكن للعبد أن يقدم الثناء أو الشكر لله تعالى، وذلك لعمله بأنه الخالق المصور الغفور الرحيم.
  • تعتبر واحدة من أهم أنواع ذكر الله تعالى، وذلك وفقًا لقوله في القرآن الكريم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).
  • الدعاء بأسماء الله الحسنى واحدة من أكثر صيغ الدعاء المستجابة بإذن الله تعالى، وهو ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
  • التيقن بأن الله عز وجل قادرًا على إنهاء أي سوء مهما كان صعب بالنسبة لصاحبه، نظرًا لكونه هو القادر العزيز الحكيم خالق الكون وحده.
  • يمكن لأسماء الله الحسنى تحقيق معنى التوحيد لله عز وجل، والابتعاد عن جميع صور الشرك بالله، وذلك من خلال الاقتناع التام بأن الله واحدًا أحد لم يلد ولم يولد ولا يوجد له شريك في الملك.
  • تعليم أسماء الله الحسنى للأطفال واحدة من أهم الأشياء الواجب وضعها في الاعتبار، وذلك لغرز العقيدة وحب الله في نفوسهم منذ الصغر، فهو الغفور الرحيم، له قدرة كبيرة على التسامح بالرغم من أنه شديد العقاب.
  • معرفة أسماء الله الحسنى قد تكون سبب من أسباب دخول العبد المسلم إلى جنة الخلد، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ).
  • الفقه في أسماء الله الحسنى قد تكون سببًا في تفريج الهم، وفك الكرب، والتحرر من المعاصي والذنوب التي يرتكبها الكافرين.
  • الاطلاع على صفات الله عز وجل والتقرب إليه بشكل أفضل، وذلك من خلال دراسة كل اسم من تلك الأسماء.
  • تساهم في تعزيز النفس والاستمتاع بحسن الظن في الناس وفي الله عز وجل.
  • في الكثير من الأحيان تكون أسماء الله الحسنى سببًا في الشفاء، حيث إن الدعاء لها والتوسل إلى الله عز وجل من خلالها من أكثر الأشياء المستحبة لدى الله عز وجل.
  • التوسل لله عز وجل بأسماء الله الحسنى التي وجدت على الأرض أو في السماء من الأشياء التي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوله: (اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أمتِكَ، ناصِيتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ، أن تَجعلَ القرآنَ ربيعَ قَلبي، ونورَ صَدري، وجلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللَّهُ همَّهُ وحزنَهُ، وأبدلَهُ مَكانَهُ فرجًا).
  • تعود أسماء الله الحسنى على الإنسان بفضائل عديدة ومن أهمها التحلي بقدر لو بسيط جدًا من تلك الأسماء والصفات في الحياة لإتمام الرسالة التي أرسلنا الله بها، وهي تعمير الأرض.

إن كفار قبيلة قريش أنكروا الدعوة الإسلامية التي أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم كاملة، ومن بين صور هذا الكفر نفيهم وإنكارهم لأسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم.