إذا أحرم الصغير المميز فإن حكم حجه جائز أم لا؟ وما هي شروط وحكم الحج؟ حيث إن الحج يعد من أهم العبادات التي تفرض على المسلم، فهو من أركان الإسلام الخمسة، وقد شرعه الله من أجل أن يتخلص الإنسان من ذنوبه، ولكن هناك العديد من الأحكام والشروط التي طرحت في هذا الأمر، وسوف نتعرف عليها بشيء من التفصيل عبر السطور القادمة.

إذا أحرم الصغير المميز فإن حكم حجه

يقصد بالطفل المميز الطفل البالغ القادر على التمييز ما بين الخطأ والصواب، وعادةً ما يكون هذا السن بعد بلوغه عمر السبع سنوات، سواء كان للذكر أو الفتاة، والجدير بالذكر أن خلال هذا العمر لا يكون الطفل مكلف بالحج ولكنه في حالة قيامه به يحصل على الأجر والثواب الكامل.

ذلك يكون استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا، فَقالَتْ: “يا رَسولَ اللهِ، أَلِهذا حَجٌّ؟ قالَ: “نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ”، ويجوز للصغير المميز الإحرام بالحج بعد استئذان ولي أمره وهذا شرط أساسي للإحرام ولا يصح بدونه، فقد أجمع العلماء على جواز الحج والإحرام والقيام بجميع مناسك الحج للصغير المميز، وتُقبل منه باعتبارها حجة للإسلام.

حكم إحرام الصغير غير المميز

في صدد التعرف على إذا أحرم الصغير المميز فإن حكم حجه، دعونا نتعرف من خلال هذه الفقرة على حكم إحرام الصغير الغير المميز، حيث وفقًا إلى الشريعة الإسلامية فهو جائز، ولكنه يحرم على من يتولى أمره، بمعنى أنه يجب على ولى أمره أن يقوم بما لا يمكن للصغير أن يفعله.

يتعين على ولى الأمر في هذه حالة أن يقوم برمي الجمرات عن الصغير، والجدير بالذكر أن ذلك لا يعني أن الطفل لا يمكنه الحج مرة أخرى بعد البلوغ، حيث من الأفضل أن يقوم بالحج مرة أخرى حتى إذا أحرم وهو صغير، ولكن المبهر في الأمر أن الطفل ينشأ على الطريقة والعادات والتقاليد الإسلامية، ويحصل على الأجر والثواب ويتعلم دينه بسهولة منذ الصغر.

شروط أداء الحج

استكمالًا لما نتعرف عليه اليوم من خلال إذا أحرم الصغير المميز فإن حكم حجه، دعونا نتعرف من خلال هذه الفقرة على شروط أداء الحج الصحيحة، وذلك على النحو التالي:

  • محرم مع المرأة: من أجل أن تؤدي المرأة فريضة الحج في أمان بشكل صحيح، يجب أن يتوفر معها المحرم، بمعنى أنه لا يمكنها أن تسافر خارج البلاد بمفردها، والمحرم قد يتمثل في الزوج أو الأب أو الأخ، فهو في جميع الأحوال يشير إلى دور الرجل في حياة المرأة.
  • التكليف: بمعنى أنه يجب أن يكون المسلم بالغ وعاقل، قادر على التمييز بين الحلال والحرام، حيث لا يفرض الحج على صغار السن، ولكنهم يحصلون على الأجر في حالة أداء الحج، ولكنه قد يتطلب منهم الأمر أن يتم أداء الحج مرة أخرى عند البلوغ.
  • المقدرة: الحج من الفرائض التي تتوفر لمن استطاع إليها سبيلًا، بمعنى أنه يجب أن يكون المسلم قادرًا ماديًا ومعنويًا، وجسمانيًا على أداء فريضة الحج، فإذا لم يكن المسلم قادر على ذلك، فلا شرط عليه أن يؤدي فريضة الحج.
  • الإسلام: الحج من العبادات والفرائض التي تفرض على المسلمين فقط، فمن أهم شروطها أن يكون الإنسان على دين الإسلامي، فهو من العبادات الأساسية به.

حكم الحج

يعد الحج من العبادات الأساسية المفروضة في الدين الإسلامي، وهناك عدة شروط يجب توفرها من أجل قضاء هذه الفريضة، وفي حالة إذا كان المسلم يتوفر به هذه الشروط، يجب أن يقوم بأداء فريضة الحج، وذلك استنادًا إلى القرآن الكريم حين ذكر أن {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}”.

أداء فريضة الحج في السنة النبوية

ورد إلينا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي من شأنها أن توضح لنا أهمية فريضة الحج، وذلك يكون على النحو التالي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاءَني جبريلُ فقالَ يا محمَّدُ مُر أصحابَكَ فليَرفَعوا أصواتَهُم بالتَّلبيةِ فإنَّها مِن شعارِ الحجِّ).

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (سُئل أيُّ الأعمالِ أفضلُ قالَ العَجُّ والثَّجُّ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، و كَتب له بها حسنةً).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسولَ اللهِ، فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم…)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تابِعوا بين الحجِّ والعُمرةَ فإنَّهما يَنفيان الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبثَ الحَديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليس للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلَّا الجنَّةَ وما من مؤمنٍ يظلُّ يومَه مُحرِمًا إلَّا غابت الشَّمسُ بذنوبِه).

عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه، قال : (أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلت: ابسُطْ يمينَك فلْأُبايِعْك، فبسَطَ يمينَه، قال: فقَبَضْتُ يَدي، قال: ما لَك يا عمرُو؟! قال: قلتُ: أردتُ أن أشتَرِطَ، قال: تشتَرِطُ بماذا؟ قلتُ: أن يُغفَرَ لي، قال: أمَا عَلِمْتَ أنَّ الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قَبْلَه، وأنَّ الهجرةَ تَهدِمُ ما كان قبلها، وأنَّ الحَجَّ يهدِمُ ما كان قَبلَه)

الحج فريضة في الإسلام وفقًا لعدة شروط يجب توافرها، وهو من أهم العبادات التي تساهم في محو الذنوب والحصول على الأجر والثواب والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، وذلك لأنه يجعل الإنسان يعود في الحياة كما ولدته أمه.