ما أجر ختم القرآن في شهر رمضان؟ وما حكم ختمه؟ إن شهر رمضان هو شهر الغفران وشهر القرآن الكريم، هو الشهر الذي اجتمعت فيه ألوان من العبادة، ليتمم العبادات بأسرها، ففيه نصوم ونقيم الليل ونصلي وندعو الله ونقرأ كتاب الله متدبرين آياته.. وفي ذلك كل الفضل والثواب العظيم من عند الله.

أجر ختم القرآن في شهر رمضان

قد أُنزل القرآن الكريم في شهر رمضان، وما أجلّ من هذا ليوضح أجر ختم القرآن.. وتحديدًا قد أنزله الله تعالى في ليلة القدر، مصداقًا إلى قول الله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”، وقوله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ”.

مما يدل على استحباب ختم القرآن في شهر رمضان المبارك، وعلى قدر الاستطاعة، فمن المسلمين من يختمه أكثر من مرة، ومنهم من يقدر على الختم مرة واحدة، وفي كل ذلك الفضل والثواب العظيم.

فالإكثار من تلاوة آيات الله في آناء الليل وأطراف النهار يجعل المؤمن في حفظ الله ورعايته، ألم يخبرنا الله أن بذكره تطمئن القلوب؟ فيما يلي نوضح تفصيلًا أجر ختم القرآن في شهر رمضان:

  • من يقرأ القرآن في شهر رمضان ويختمه يحصل على أعلى الدرجات في دار النعيم.
  • يُضاعف الأجر والثواب للمسلم المتدبر في آيات الله وهو يتلوها.
  • من ختم القرآن تلاوةً في رمضان، له بكل حرف يقرأه من آيات الله حسنة.. والحسنة بعشرة أمثالها.
  • يرتقي المسلم في منزلته عند الله سبحانه وتعالى حينما يرتل آيات الله ليلًا ونهارًا.
  • يكون القرآن الكريم شفيعًا للمسلم الصادق في الآخرة.
  • منزلة المرء تكون عند آخر آية قرأها من كتاب الله إن مات وهو يتلوه.

هل هناك دعاء لختم القرآن في رمضان؟

لم يُذكر في السنة النبوية المطهرة دعاء بعينه يُقرأ عند ختم القرآن في العموم لا في رمضان فحسب، إنما يدعو المؤمن بكل ما تكن به نفسه ويستقر له فؤاده عندما يستشعر حلاوة ختم كتاب الله تلاوة عن ظهر قلب.

فينتقي من الأدعية ما يأمل فيها من خالقه أن يجعل القرآن ربيع قلبه ونور صدره وهدى له يهتدي به إلى طريق الحق والرشاد فلا يحيد عنه أبدًا، كما له أن يُثني على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ويختار من الأدعية ما يطلب فيها من الله الحصول على أجر ختم القرآن في شهر رمضان.

كما من الممكن أن ينتقي مواطن استجابة الدعاء، كأن يدعي وهو أٌقرب ما يكون إلى ربه، وهو ساجد.. أو يدعو وهو قائم في جوف الليل يصلي في ثلثه الأخير، أو يدعو قبل الإفطار، ففي شهر رمضان الكريم تكثر مواطن الاستجابة.

حكم ختم القرآن في رمضان

من الجدير بالذكر بعد الإشارة إلى أجر ختم القرآن في شهر رمضان أن نذكر أن حكم ختم القرآن في رمضان ليس بواجب، إنما هو من قبيل الاستحباب والتقرب إلى الله تعالى، فهو سًنة كذلك عن أشرف الخلق والسلف الصالح.

كذلك في العموم على المسلم أن يحرص على تلاوة آيات الله، في رمضان ودونه، حتى ينال من الفضل والثواب العظيم، ويكون من المتقين، فقد كان أشرف الخلق محمد –صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.

على أن من لا يختم القرآن في رمضان لا يأثم، فقط هو أضاع الفضل والثواب العظيم، فقد كان الصحابة يتنافسون على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، فيختمون القرآن كثيرًا.

نأخذ مثالًا من الصحابة الأشراف “قتادة” –رضي الله عنه وأرضاه- من كان يختم القرآن في رمضان مرة كل 3 ليالي.. و”مجاهد” رضي الله عنه، من كان يختم القرآن في كل ليلة مرة، أما عن الإمام الشافعيّ –رحمة الله عليه- فإنه كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة، أملًا في الحصول على أجر ختم القرآن في شهر رمضان.

كيفية ختم القرآن في رمضان

لمّا علمنا أجر ختم القرآن في شهر رمضان نشير إلى أن اليسير هو ما يكون بقراءة جزء كل يوم، فتكون ختمة واحدة في نهاية الشهر، على أن التلاوة أكثر من مرة تزيد من الأجر والثواب.

لذا إن أردت الختم مرتين في رمضان، يُمكن تقسيم أجزاء القرآن الكريم على الصلوات الخمسة، أي أن 30 جزء من القرآن يعادل 600 صفحة، لأن الجزء الواحد 20 صفحة، لذا في كل صلاة يُقرأ قبلها أربع صفحات، وبعدها أربعة، وفي خلال 30 يوم ستكون ختمت كتاب الله مرتين.

أما الراغب في الاستزداة، ويريد الختم 3 مرات، فإنه يُمكن أن يخصص ما يقرب من ساعة ونصف يوميًا للتلاوة، وفي كل نصف ساعة فيهم يقرأ جزء من القرآن، فتكون محصلة اليوم 3 أجزاء.. وفي خلال الشهر المبارك يكون قد ختم القرآن 3 مرات.

من لديه وقت كاف لأن يستزيد عن تلك المرات، ويرغب في ختمه 5 مرات على سبيل المثال أو ما يزيد، فمن الممكن أن يقرأ ما تيسر من القرآن قبل وبعد كل صلاة، ما يقرب من 5 أجزاء يوميًا.. أي قبل الصلاة الواحدة 10 صفحات، وبعدها 10 صفحات.

هل يجوز ختم القرآن أثناء الصلاة؟

من أفضل القربات إلى الله والسنن أن يجمع المسلم بين (الصلاة، قراءة القرآن) فما بال أن يجمعهما بالصوم أيضًا.. فهناك من المسلمين في شهر رمضان المبارك من يحرصون على ختم القرآن أثناء صلاتهم خاصة التراويح.

نشير إلى أن هذا من اليسير على من يحفظ كتاب الله تعالى عن ظهر قلب، فماذا عمن لا يحفظه؟ لذا تحدث الفقهاء عن إمكانية الاستعانة بالمصحف أو حامل المصحف لقراءة القرآن في الصلاة.

كما أن قراءة القرآن من العبادة، والنظر في المصحف من قبيل العبادات أيضًا، من هنا فإن الجمع بين عبادتين لا يوجب منعهما، بل هو زيادة في الأجر والثواب بإذن الله تعالى.. من هنا فإن قراءة القرآن أثناء الصلاة جائزة في الشرع، لا كراهة فيها إن كانت حفظًا أو من خلال المصحف.

هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان؟

إن ختم القرآن من العبادات المستحبة طوال العام، لا في شهر رمضان فحسب، فللمسلم أن يشرع في ختمة أخرى بعد رمضان، بعد أن يختتم الختمة الأولى.. أما من لم يقدر على استكمال الختمة الأولى في رمضان فله أن يكملها بعده، فالأمر فيه من السعة والتيسير ما يخول له التلاوة، فالختم في رمضان كما ذكرنًا ليس واجبًا إنما هو من قبيل التقرب إلى الله بصالح العبادات.

أهمية ختم القرآن في رمضان مع تدبر آياته

علمنا في أجر ختم القرآن الكثير من الفضائل التي تعود على المسلم، أما عن قارئ القرآن بتدبر آياته فهو من أرفع الطاعات وأجلّها.. لأن ذلك فيه ترسيخًا لإيمان العبد.

إن فاضلنا بين كثرة القراءة وقلة التدبر، فإن العكس هو الأصح والأحرى، فالتدبر يأتي نتاجًا له الإيمان الصادق والعمل بآيات الله تعالى، وهذا هو الأفضل.

فإن ترتيب القرآن وتدبر آياته وإن كانت القراءة قليلة أفضل بكثير من القراءة دون ترتيل أو تدبر، لأن المقصود من قراءة القرآن هو الفهم والإدراك والعمل به، وأخذ منه العظة.

هذا لا ينفي أجر التلاوة دون تدبر أو تفكر وإمعان، ففي قراءة آيات الله كل الخير، فهو من أرقى العبادات وأخيرها، ومن الممكن أنه مع تكرار القراءة والمداومة عليها يجد المسلم سبيلًا للتدبر والتفكر في آيات الله.. فينال بذلك خير الجزاء.

يتفرغ المسلمون في شهر رمضان المبارك إلى أداء الكثير من العبادات بين صوم وصلاة وقراءة قرآن، وفي ذلك كل الفضل والثواب العظيم.