إذا اعتقد الإنسان أن التمائم تؤثر بذاتها فما حكمها؟ بعض الأسئلة الشرعية لا تكون مألوفة بالنسبة للبعض، وإن العلم وفهم أحكام الله –عز وجل- وشريعته يجعل الإنسان ملم بدينه وما يجب فعله وما يجب الابتعاد عنه لأنه محرم، ودراسة الأحكام الشرعية تكون تيسير من الله، وفيما يلي نذكر واحدًا من أهمها.

إذا اعتقد الإنسان أن التمائم تؤثر بذاتها فحكمها

يعرف الحكم الشرعي أو الأحكام الفقهية لغة: بأنه القضاء، واصطلاحًا: ما اقتضاه خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين من طلب أو تخيير أو وضع، وعند الفقهاء عرف بأنه: الحكم الثابت بخطاب وكلام الله -سبحانه وتعالى- للمكلفين إما تخييرًا بالفعل والترك أو أمرًا واجبًا أو تركًا محرمًا أو مكروهًا.

التمائم (التصميمات) مفردها تميمة وهي ما يعلقه الناس في رقبتهم أو على باب منزلهم أو في السيارة وهي تكون عبارة عن عين أو خرزة زرقاء، ويمكن أن تكون قرآن أو دعوات وكلام طيب، وتكمن المشكلة في اعتقادهم بأنها تحميهم من نفسهم ومن الحاسدين والأرواح الشريرة.

يعتقد كثير من الناس أن استخدام التمائم لها دور فعال وتؤثر بشكل إيجابي لمن يرتديها، فقد انتشرت في الجاهلية، ولكن إذا فكرنا لوقت قصير نجد أن هذا الكلام لا صحة له من القول وبعيدًا عن المنطق، إلا أنه يعنينا معرفة إذا اعتقد الإنسان أن التمائم تؤثر بذاتها فما حكمها الشرعي؟

هنا نذكر أنه لا يجوز بالإجماع فهذا تشبه بالجاهلية الأولى، ونبه بعض من السلف والصحابة بأنه لا يجوز تعليقها والاعتقاد بأنها ستحميهم لأنها من الأمور المحرمة والمنكرة، فمن يحمي هو الله عز وجل.. ولا شريك له في ذلك.

الدلالة على حكم الاعتقاد في التمائم

بيّنا فيما سبق حكم من يعتقد أن التمائم تؤثر بذاتها، والدليل على ذلك هو قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك“.

هناك دليل آخر من السنة النبوية المطهرة فيما ورد عن رسول الله عن عمران بن الحصين –-رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله وعليه وسلم-: “رأى رجلًا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذا؟ فقال: من الواهنة يعني علقتها من أجل الواهنة، قال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: أنزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا“.

هكذا جاءت الأدلة السابقة في بيان حكم الاعتقاد في تأثير التمائم، ونشير إلى اختلاف بعض العلماء في الحكم في التميمة التي تحتوي على قرآن أو آيات، حيث مجموعة منهم منعتها لعدم وجود تخصيص أو وجود دلائل واضحة، والبعض الآخر لم يحرمها نظرًا لفحواها، إلا أنه من الأجدى عدم التطرق إلى الأمر برمته أو الاعتقاد فيه.

إن معرفة أصول الدين وما هو محرم وما هو مباح ومستحب أمر يجب أن يتعلمه كل مسلم ومسلمة، بدراسته بإتقان من مصادر موثوقة ومعروفة.