اذكر بعض الآيات والأدعية التي يحسن أن تكون في الرقية؟ وما شروطها؟ قد أباح الإسلام الرقية وجعلها من الأمور الشرعية لأغراض متعددة، فتقي من العين والحسد، وتحصن المرء من شرور الإنس والجن، وتُردد بنية الشفاء من المرض، هكذا وهناك بعض الأدعية والنصوص القرآنية التي يفضل ترديدها في الرقية الشرعية، كما سنوافيكم بذكره.

اذكر بعض الآيات والأدعية التي يحسن أن تكون في الرقية

في آيات القرآن الكريم شفاء للروح والجسد، وفي تدبرها تهذيب للنفس وتقويم لها، على أن الآيات القرآنية تستخدم للتحصين أيضًا، من الشرور والأمراض والكرب.. وهو ما يُسمى بالرقية الشرعية.

إن الرقية الشرعية تحمل في طياتها معانٍ شتى منها العلم بأن كل ما يصيب العبد إنما هو مقدر له، مع إحسان الظن بالله والتوكل عليه قولًا وفعلًا، فما هي إلا سبب يسره الله للمسلمين للتقرب إلى الله تعالى، فالرقية الشرعية هي التي تجتمع فيها بعض الشروط، حتى تكون نافعة لعبد الذي يرقي نفسه أو يرقيه غيره.

فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن عوف بن مالك الأشجعي: كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في ذلكَ؟ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ” (صحيح مسلم).. وفيما يلي يسعنا تقديم الرقية الشرعية كما يفضل أن تُردد على النحو التالي:

أولًا: الآيات التي تحسن أن تكون في الرقية

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا” (صحيح مسلم)، فلا ضير من قراءة آيات القرآن الكريم في الرقية الشرعية بغرض التحصن والشفاء والمعافاة، ففي آيات القرآن كلها خيرًا وشفاءً إلا أننا جمعنا الآيات التي تحسن أن تكون في الرقية الشرعية، كما يلي:

  • خواتيم البقرة: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ“.
  • وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (163، 164) سورة البقرة.
  • “شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (الآية 18 من سورة آل عمران).
  • “لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (آخر أربع آيات من سورة الحشر).

قد أجمع العلماء على أن الرقية الشرعية هي العلاج الأمثل لكثير من المشكلات، البدنية والنفسية وكذلك الروحية، فمن كانت نفسه قلقة غير مطمئنة، عليه بالرقية الشرعية وترديد بعض الآيات والأدعية التي يحسن أن تكون في الرقية مما ذكرنا سلفًا.

ثانيًا: الأدعية التي تحسن أن تكون في الرقية

إن الرقية الشرعية من السنن الواردة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها الإمام البخاري ومسلم حثيثًا في صحيحهما مما يدلل على مدى مشروعيتها، لعلّ من أكثر الأدعية التي تردد في الرقية وأحسنها وأكثرها فضلًا هي تلك الأدعية المذكورة فيما يلي:

  • أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا.
  • أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ وكلّ عينٍ لامةٍ.
  • أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق.
  • أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ سبع مرّاتٍ.
  • بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
  • بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم؛ ثلاث مراتٍ.
  • بسم الله يبْريك، ومن كل داءٍ يشفيك، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد، وشرّ كلّ ذي عينٍ.
  • بسم الله (ثلاثًا) أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر؛ سبع مراتٍ.

ما أوردناه من الأدعية يجب أن يقترن بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى، فللدعاء آداب، منها حضور القلب والجوارح لا اللسان فحسب، كما يجب أن يكون تأدبًا مع الله والثناء عليه.

ثالثًا: السور التي يُفضل أن يُرقى بها المريض

بعد أن ذكرنا بعض الآيات والأدعية التي يحسن أن تكون في الرقية، من شأننا الإشارة إلى أسماء السور التي يُمكن الاستعانة بها في الرقية الشرعية، كما يلي:

  • آية الكرسي: التي عادة ما تُقرأ على المرضى بنية التوسل إلى الله بالشفاء، وهي الآية 255 من سورة البقرة.
  • سورة الفاتحة: إن قُرئت كل يوم 7 مرات بنية التحصين يكون في ذلك كل الخير، وهي أم الكتاب.
  • سورة الفلق: التي تحرس المرء من العين والحسد والحقد بقدرة الله وإذنه.
  • سورة الإخلاص: يتم ترديدها مع سورة الفلق والناس يوميًا ثلاث مرات.
  • سورة الناس: حافظة للمرء من كافة الشرور والأذى.

شروط الرقية الشرعية

غنى عن البيان أن للرقية الشرعية شروط، تنأى عن الغرابة فهي كشروط الدعاء والتلاوة، ومنها ما يلي:

  • أن تكون بكلام الله تعالى وأسمائه وصفاته العلا، أو مما هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • شرط الاعتقاد في الله واليقين أن الرقية لا تشفي وتقي بمجرد ترديدها إنما بالعزم والتوكل على الله ووجود النية في أن لها فضل بتقدير الله وقدرته.
  • تحوي كلماتها على ما يُفهم معناه، لاسيما الأدعية فلا يجب أن تكون مخلة بآداب الدعاء ذاته.
  • أن تكون بلسان عربيّ، وهذا شرط ابن تيمية شيخ الإسلام.

فضل الرقية الشرعية

بعد ذكر بعض الآيات والأدعية التي يحسن أن تكون في الرقية نشير إلى أن فضلها يجعل المرء ساعيًا إلى ترديد تلك الآيات والأدعية على الدوام:

  • تزيد من قوة نفس العبد، وتطمئنه.. تلك القوة المستمدة من آيات كتاب الله.
  • تقود المسلم الحق إلى التفكير الصائب المستقيم، البعيد عن الانحراف والحيرة.
  • تُحجم النفس عن الشهوات والاستمتاع بالمعاصي، وترشدها إلى الهداية والصواب.
  • تُحصن المسلم من أي سوء وأذى.
  • تزيد من السكينة، والفرج، وتحمل الابتلاء.

من المستحب قبل الرقية الشرعية

حتى تحقق الرقية الهدف منها، هناك أمور مستحبة يُمكن اتباعها كما يلي:

  • استحضار النية، على أن تكون خالصة لله تعالى.
  • مراعاة اختيار اللفظ المناسب في الرقية.
  • استقبال القبلة.
  • تدبر كلمات الله والخشوع في ترديد الدعاء.
  • أن يكون الراقي على طهارة ووضوء.
  • وضع اليد اليمنى على موضع الألم إن كانت الرقية بغرض الشفاء.
  • من الممكن تكرار الرقية غير مرة في الأسبوع الواحد.
  • الأفضل أن تتم الرقية جهرًا لا سرًا، على أن تكون بصوت معتدل غير منفر.

إن الرقية الشرعية هي التي تحتوي على الأدعية المشروعة والآيات القرآنية، بنية الشفاء من الأسقام والتحصين بالله عز وجل من الشرور.