التكاسل عن الصلاة من علامات ماذا؟ وما هو حكم تارك الصلاة؟ حيث إن في كثير من الأحيان تلهي الدنيا العباد عن أداء الفروض والصلوات والعبادات، ويترتب على ذلك عدم رضا الله وغضبه عليه فلا هو ينعم بالدنيا ولا هو يكون من الفائزين بالآخرة، فالصلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، لذلك في هذا الموضوع سنتعرف على حكم التكاسل عن الصلاة، وإلى ماذا يشير من علامات.

التكاسل عن الصلاة من علامات

إن التكاسل عن الصلاة من علامات الغفلة وهي أيضًا علامة من علامات النفاق الأصغر؛ إذ وصف الله- عز وجل- في آيات الذكر الحكيم بالمنافقين لذكرهم الله قليلًا بالإضافة إلى التكاسل عن أداء الصلاة، فخاطبهم الله في سورة النساء قائلًا:

ِإنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا”.

بئس الأمر إذا وصل المسلم بتكاسله عن الصلاة إلى منزلة المنافقين الذين قد خسروا الدنيا والآخرة، فإذا قاموا إلى الصلاة قاموا رياء الناس-كما وصفتهم الآيات- ولا يذكرون الله تعالى إلا قليلا، فيظنون أنهم بفعلتهم تلك قد خدعوا الله –عز وجل- ولكنه لا يخفى ما في الصدور.

قد ذكر الله سبحانه وتعالى في غير موضع من القرآن الكريم عاقبة المتكاسلين عن أداء الصلاة في سياق معرفة التكاسل عن الصلاة من علامات النفاق، وتوعدهم الله بالعذاب الشديد، قال تعالى:خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً فتوعدهم الله بأنهم سيلقون غيا، وهو وادٍ شديد العمق في جهنم خبيث الطعم والمنظر.

الصلاة في اللغة العربية تعني الدعاء وذلك استنادًا لقوله تعالى: “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ، فالصلاة في الآية معناها الدعاء إذ انتقلت هنا من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي بعد ذلك عندما فرضها الله عز وجل على المسلمين.

كما تشير كلمة الصلاة إلى مجموعة من الأقوال والأفعال المقصودة بنية محددة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، فالأصل في أي فرضٍ النية، فلا تصح أي عبادة كانت دون وجود نية مسبقة بها، وذلك استنادًا لقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى..” فمن صحت نيته فقد صح عمله.

فهي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي من أحب الأعمال إلى الله -سبحانه وتعالى- ولأهمية تلك الفريضة كانت هي الوصية الأخيرة التي أوصى بها النبي –صلى الله عليه وسلم- قبل أن تفيض روحه للرحمن، فهي من أسباب الفلاح لمن حافظ عليها وعلى أدائها، ومن أسباب التعاسة والشقاء لمن ضيعها وتهاون فيها.

حكم تارك الصلاة

اتفق كل العلماء وكل المذاهب الأربعة على كفر من ترك الصلاة جحودًا، بينما اختلفوا فيمن أقر بوجوبها ثم تكاسل عنها، فنرى الإمام أبي حنيفة أنه لا يكفر، إذا فهو فالمذهب الحنفي وهو مذهب أتباع الإمام أبي حنيفة غير كافرٍ بل آثم وعليه التوبة، كما يرى كلٌّ من الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل صاحبا المذهب الشافعي والحنبلي أنه لا يكفر ولكنه يقتل حدًا.

ذلك استنادًا لبعض الأحاديث الصحيحة التي رويت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ومنها قوله بما رواه كل من البخاري والنسائي، قال: بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة” إذا فبنص الحديث النبوي الشريف الصحيح تارك الصلاة كافر ويقتل بالحد كما قال الإمامان.

الحقيقة أن أكثر جمهور العلماء قد رأى أن تارك الصلاة كافر ومرتد ذلك استنادًا لكثير من الأحاديث الصحيحة، حتى أنه يعامل بحد قتل الكافر والمرتد كما رأى الإمام مالك والإمام أحمد وإن اختلف معهما الإمام أبو حنيفة النعمان، وقد جاءت آياتٍ كثيرة بأمر الله بأداء الصلاة مثل قوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”.

أيضًا تعد للصلاة شروط حتى تصح منها الإسلام وهو الشرط الأول لقول الصلاة أن يكون المرء مسلمًا، والبلوغ والعقل؛ فلا تجب الصلاة على غير البالغ العاقل، النية واستقبال القبلة وهما من ركائز صحة الصلاة، وطهارة الجسد وطهارة المكان المحيط بأداء الصلاة، وستر العورة للرجل ما السرة والركبة، والمرأة كل الجسم عدا الوجه والكفين.

من معينات المداومة على الصلاة

يوجد بعض الأمور في سياق معرفة النتائج عن التكاسل عن الصلاة من علامات الغفلة إذا تبعها المتكاسل عن الصلاة إلى جانب النية الصادقة في البعد عن ذلك والتوبة إلى الله يبدأ في الحفاظ على الصلاة في أوقاتها فمن أعرض عنها أصابه الهم والحزن وذلك مصداقًا لقوله تعالى:وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” ونجملهم في الآتي:

  • معرفة قدر الصلاة ومكانتها عند الله، فالصلاة هي الصلة بين المسلم والله عز وجل بين المخلوق والخالق، فإذا أردت أن تشكو وتطلب وترجو فتحدث مع الله في صلاتك، كيف لمخلوق أن يواجه كربًا أو همًا وهو يعرض نفسه على الله على الأقل خمسة مرات يوميًا!
  • ترتيب المواعيد اليومية وفقًا لمواعيد الصلوات الخمس، فيكون كلام المسلم بعد صلاة كذا سأفعل كذا، فيرتبط كل عملٍ من أعماله اليومية بوقت صلاة ما، فيتذكرها دائما ولا يتكاسل عنها، ويلقى العذاب الذي ذكره الله تعالى قائلا: “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَفالذين يسهون عن صلاتهم توعدهم الله بالعذاب الشديد.
  • مجالسة الصالحين إن مجالسة الصالحين هي أكثر الأشياء المؤثرة في حياة المسلم، إذ تجد من يصحبك في الصلاة وتصحبه، تجتمعان على الطاعة وتتفرقان عليها، سُئِل الإمام الغزالي عن حكم تارك الصلاة فرد قائلا:” تأخذه معك إلى المسجد ليُصلىومن هنا يأتي دور الرفيق الصالح.
  • الدعاء إلى الله على الصبر والثبات، فيثبت الله عز وجل المسلم على الطريق القويم وعلى الصراط المستقيم، فالله هو الهادي المغير، مثبت القلوب وعالم الغيوب وما تخفي الصدور، قال سبحانه في سورة النحل:” يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُفالضلال والهداية بيديه سبحانه وتعالى.
  • البحث عن فضل الصلاة والقراءة عنها؛ تحفيزًا وتشجيعًا للقلوب على الثبات والمواظبة على أداء الصلاة في مواعيدها، فالصلاة طريق للصبر وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَفخير الاستعانة على نكبات الدنيا هي الاستعانة بالصبر والصلاة.
  • الصلاة في جماعة وهي من جانب مصاحبة الصالحين والعمل بعملهم والتقرب منهم، والتشبه بهم، فتحشرون معًا زمرًا في جنان الله، فكما قال النبي الكريم المرء مع من أحب، فحبذا من نحب إن كانوا من الصالحين، ذلك في سياق معرفة أن التكاسل عن الصلاة من علامات الغفلة.

الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، ولا يصح إسلام المرء دون أداءها حتى أن كثير من المذاهب الفقهية تعتبر تارك الصلاة في منزلة الكافر.