إنّ الدعوة إلى التوحيد أفضل الأعمال وأحسنها عند الله، ولها الكثير من الأجر والثواب العائد على المسلم، في حياته وبعد الممات، وفيها أسوة بالرسل والصالحين ممن كانوا يدعون الناس إلى عبادة الواحد الأحد ولا يملون من دعواهم ولا يكلّون من عنادهم وكفرهم.. والتوحيد هو إفراد الله بالربوبية وأسمائه وصفاته العلا.

الدعوة إلى التوحيد أفضل الأعمال وأحسنها

هذا من ضمن فضائل الدعوة إلى التوحيد، أنها من أفضل الأعمال، مصداقًا إلى قول الله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” سورة فصلت الآية 33، علاوة على أن للدعوة إلى التوحيد فضائل أخرى منها ما يلي:

  • إن الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وعدم الشرك به شيئًا من وظائف الرسل المصطفين من الله عز وجل، وذلك من أجلّ ما يكون، حيث إن السير على تلك الدعوة فيه تشبهًا بصفات الرسل وأعمالهم الحسنة.
  • هداية شخص إلى طريق الرشاد أفضل من كل المال الذي يمتلكه العبد، فقد شبهه الرسول بـ “حُمر النعم” فإن الله إن يسر أي من عباده لهداية رجل إلى طريق الفلاح فهذا أفضل من امتلاك تلك الحُمُر.
  • كما أن الدعوة من شأنها إنقاذ مصائر العباد من جهنم، فيهتدون إلى النور والحق الذي يجعل النعيم مصيرهم ومنتظرهم في الجنة بإذن الله تعالى.
  • من يكون سببًا في هداية شخص إلى الإسلام نتاجًا لدعوته إلى التوحيد بالله عز وجل، فإن كل الأعمال التي يقوم بها هذا الشخص له بها أجرًا مماثل.
  • يستمر أجر الدعوة إلى التوحيد في الحياة وبعد الموت، فيصل الأجر للعبد ممن دعاه.

أنواع التوحيد

نعلمُ أن الدعوة إلى التوحيد أفضل الأعمال وأحسنها والتوحيد هو إقرار يقيني بتفرد الله سبحانه وتعالى، كما أن توحيد الله عز وجل يكون بأقسامه كافة من الربوبية والألوهية والصفات، حتى لا تشوبه شائبة ويكون كاملًا لتفرد الله عز وجل في صفاته العلا.. لذلا نذكر أنواع التوحيد فيما يلي:

  • الربوبية: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لا يشاركه في الملك شيء، وهو من يتحكم بقدرته وجلاله في كل المقادير.
  • الألوهية: ألا إله إلا الله سبحانه وتعالى، متفرد في حق الطاعة والعبادة، لا يجب أن تُعصى أوامره، وهو الوحيد من يجب علينا عبادته وتقديسه.
  • الصفات والأسماء: فالله عز وجل يمتلك من صفات الكمال وحده لا يشاركها فيها سواه، ولا يماثله أحد في أسمائه الحُسنى وصفاته العلا.

مراتب دعوة التوحيد

لمّا كانت الدعوة إلى التوحيد أفضل الأعمال وأحسنها فإننا نذكر مراتبها الجليلة التي أتت على النحو التالي:

  • الحكمة: التي تجدي مع من يرى الحق بعينيه ويريد الحكمة في القول.
  • الموعظة الحسنة: لمن كان مشغولًا بالباطل، لكنه إن عرف الحق سيتبعه.
  • المجادلة بالتي هي أحسن: من كان يعرف الحق ولكنه يعاند ويكابر ولا يتبع إلا أهوائه، ويعرض عن الطريق القويم ويؤثر طريق الباطل والضلال.

فالدليل على تلك المراتب ما جاء في محكم التنزيل في الأمر الإلهي لأشرف الخلق في دعوته إلى العباد بالدخول في الإسلام.

أخلاق دعاة التوحيد

من يدعو إلى توحيد الله عز وجل فإن هناك من الصفات يجب أن تتوافر فيه، حتى يكون خير داعيًا إلى الله، فكان الرسل هم خير خلق الله، ومن تلك الصفات:

  • أن يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد من يظهر ذلك في أفعاله وخصاله لا في أقواله فقط، حتى يكون أسوة يُحتذى بها منهاجًا، ويكون الناس راغبين في الهداية.
  • الحُلم والصبر في الدعوة، تأسيًا بالرسل ممن كانوا يصبرون على الأذى من أقوامهم، ويتمهلون في الدعوة إلى الله.
  • اللين في الدعوة، فلو كان الرسول فظًا في قوله لما كان الناس آمنوا به، وهكذا أمر الله سبحانه وتعالى رسوله باللطف واللين في الدعوة، وهكذا يصير حال من يدعو الناس إلى التوحيد.
  • أن يبتعد عن العنف والشدة والفظاظة والتطرف والمغالاة في النصح.. فتلك الصفات تنفر من اتباع الدين لا تحفز على الدخول فيه.
  • الإخلاص إلى الله سبحانه وتعالى في الدعوة إلى الله، فلا يكون المقصد من دعوته الرياء أمام الناس حتى يكتسب السمعة بكونه داعيًا، ويكون الناس له طائعين.. لكن يجب أن يتوافر فيه شرط الإخلاص وتكون دعوته لوجه الله تعالى ابتغاءً لفضله.
  • أن يكون عارفًا بالدين ومتفقهًا في أصوله، حتى يتسنى له الدعوة دون ابتداع في الدين أو تطرف، كذلك حتى يثبت صدق دعوته.
  • يكون قادرًا على إثبات دعوته بالحجج والبراهين والنصوص الدينية نقلًا عن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حتى يُضعف حجج المعاندين والمعارضين له، وحتى يتسنى له الرد على ما يواجه من تساؤلات.

وُجد الإنسان في الأرض ليكون خليفة لله يُعمرها ويعبده سبحانه وتعالى ويقدسه، ويعمل لآخرته حتى يُحشر مع المتقين، ويكون في كنف الله ورعايته في الدنيا.