هل الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب؟ هل يغفر الله صغائر الذنوب وكبائرها؟ الصلاة هي أكثر الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله سبحانه وتعالى وتساعد العبد على تحقيق ما يرغب به في حياته ولكن يجب على المسلم أن يكون على وضوء حتى تقبل صلاته، لذا من خلال مقالنا لهذا اليوم سوف نذكر بشيء من التفصيل صغائر الذنوب وما التي يكفرها.

الذنوب التي يكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

الله سبحانه وتعالى فرض على عباده الصلاة حيث يجب أداء خمس صلوات في اليوم الواحد ويسأل اليوم عن ذلك يوم القيامة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ”.

كما أن الله فرض صلاة الجمعة والتي يؤديها المسلمين جماعة حيث تصلى ركعتان وتقوم على ومن تفوته صلاة الجمعة حينها عليه أن يؤديها ظهرًا أربع ركعات، ومن الشروط الاساسية للصلاة الوضوء وذلك ما جاء في قول الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَسورة المائدة الآية 6.

يغفر الله سبحانه وتعالى لعباده العديد من الذنوب التي يرتكبها المسلمين يوميًا ويستغفروا الله فيغفر لنا بعفوه العظيم وتسمى تلك الذنوب بصغائر الذنوب التي يفعلها الكثير وقد يظنها البعض أنها أمور غير هامة ولا يعلم أنها قد تقود لارتكاب كبائر الذنوب التي لا يغفرها الله.

لذا عند التحدث عن عبارة الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب هي عبارة صحيحة بالكامل ” عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ” فيجب على مسلم ارتكب صغائر الذنوب التوبة والاستغفار.

ما هي صغائر الذنوب

في صدد حديثنا عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب نذكر أن صغائر الذنوب هي اللمم أو ما تعرف بالهفوات والتي يرتكبها المسلم في حياته يوميًا ويظن أنها أمور عادية ولا يعلم إن الاستمرار بها قد يقوده لارتكاب كبائر الذنوب التي لا يغفر لها.

هناك العديد من الأمثلة على صغائر الذنوب حيث يصعب ذكرها جميعًا لأن كل ذنب دون الكبائر يعد من الصغائر، وجاءت على النحو التالي:

  • السب والشتم أمر يفعله الكثير يوميًا ولا يعلمون الذنب الذي يقع عليهم وأن يجب عليهم الاستغفار فيجب على المسلم ألا يسخر من آخر وألا يقول لفظ سيء ويشتم الآخرين وألا ينادي أخيه المسلم باسم لا يحبه ويقلل من شأنه كل ذلك يحاسب الله سبحانه وتعالى عباده عليه فالرسول صلى الله عليه كان يعرف بأخلاقه واحترامه للآخرين.
  • إيذاء الجار أمر يفعله الكثير في الوقت الحالي حيث يسيئون التصرف إليه ويرفضون تقديم المساعدة فالجار بمثابة الأخ يجب على المسلم احترامه فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى على سابع جار.
  • الغش في البيع من الأمور التي حذر الله منها ومن يفعل ذلك يا ويله لأن المسلم الذي يفعل في البداية يظن أنه أمر بسيط ولكنه سيقوده إلى ارتكاب ذنوب كبرى فهو يرسم صورة سيئة عن دينه.
  • الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الغيبة والحديث عن الآخرين وأن من يقوم بذلك يفعل أمر سيء للغاية وعليه التوبة والاستغفار كما أنه سيفاجئ يوم القيامة بحسناته التي تقل بسبب هذا الفعل قال الله تعالى “ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” سورة الحجرات الآية 12، هذه الآية توضح مدى بشاعة هذا الفعل لذا يجب على المسلم اجتناب تلك الأمور.
  • الحقد والحسد على الأشخاص وكرهه للنعمة التي معهم وتمنى زوالها والمسلم الذي يتمنى ذلك لأخيه المسلم يكون له نفس المصير ستزول أيضًا النعم التي يمتلكها لذا يجب على الشخص الاستغفار وحمد الله والمداومة على الصلاة وقراءة القرآن.

هل يغفر الله صغائر الذنوب وكبائرها

أثناء تناول الحديث عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب نجد أن الله سبحانه وتعالى يكفر عن صغائر الذنوب التي يرتكب المسلمين ولكن كبائر الذنوب حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:

اجتَنبوا السَّبعَ الموبِقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ: وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ”.

لا يغفر الله صغائر وكبائر الذنوب إلا إذا تاب العبد وندم عن جميع أفعاله التي ارتكبها وتوقف نهائيًا عن ارتكاب الذنوب والمعاصي واقترب من الله وقرر عدم الرجوع إلى هذا الطريق مرة أخرى.

قال الله تعالى سورة المائدة الآية 34 إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” إلا الذنوب التي اقترنت بوعيد شديد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم” مَن حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجَع كما ولَدَتْه أمُّه”.

الله سبحانه وتعالى غفور رحيم بعباده ويعفو عنهم ولكن يجب على المسلم أن يتوب توبة خالصة لله من جميع ذنوبه والندم على كل ما فعله في حياته والعزم على تركه.