آيات تدل على التأمل كثيرة حيث إنها تعمل على إراحة النفس والعقل وتجعل الإنسان على يقين بأنه يتبع الدين الصحيح الذي يرضي الله عز وجل، وعندما يقوم الإنسان بتكرار التفكر في هذه الآيات يرق قلبه بشكل تلقائي ويصبح هين لين سهل وتزداد محبة الله له، لذا سنوضح هذه الآيات بشيء من التفصيل فيما يلي:

آيات تدل على التأمل

هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلم على التأمل في مخلوقات الله عزو وجل حيث إن ذلك يزيد من إيمان العبد بربه، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران: 191).

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (آل عمران: 190).

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (سورة يس: من الآية 38 إلى 40).

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (سورة البقرة: 164).

{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ} (سورة يونس: 101).

{ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (سورة الزمر: 6).

{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} (الحجر: 14 و15).

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (سورة الإسراء: 44).

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الزمر: 67).

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}.

{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}.

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.

{وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ}.

{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}.

{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

{َفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}.

{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ}.

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.

فوائد التأمل في خلق الله

في إطار العلم بآيات تدل على التأمل، ينبغي أن نعلم أن هناك الكثير من الفوائد التي تعود على الشخص الذي يتأمل في مخلوقات الله سبحانه وتعالى بشكل مستمر أولها الإحساس بالراحة والطمأنينة، وغيرها من الفوائد التي سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

أولاً: إحياء القلب من جديد

كلما قام الشخص بالتأمل والتفكر في مخلوقات الرحمن، كلما تذكر الإنسان الآيات القرآنية الكريمة وأخذ في التفكير في المراد منها ومعناها، ويتعرف على رحمة الله أكثر فيزداد تعلقه به أكثر من ذي قبل، ومع مرور الوقت يصبح القلب لين لا يعرف طريق القسوة، والدليل على ذلك قول وهب بن منبه: (ما طالت فكرةُ امريءٍ إلا فَهِمَ، ولا فَهِمَ امرؤٌ قطُّ إلا عَلِمَ، ولا عَلِمَ امرؤٌ قطُّ إلا عَمِلَ).

ثانيًا: تعظيم الله عز وجل

عندما ينظر الإنسان إلى الكون من حوله يستشعر بعظمة الله تعالى في كل شيء حيث يوجد الكثير الأشجار التي تختلف ثمارها في لونها ومذاقها وشكلها، كما يوجد الكثير من الحيوانات منها الأليف والمفترس، وارتفاع السماء الشاهق، كل هذه الأمور تجعل الإنسان على إدراك تام بمدى عظمة الله تعالى وقدرته على فعل أي شيء.

وذلك من شأنه أن يشعر الإنسان بالاطمئنان إلى أن كافة الأمور ستكون جيدة بفضل الله تعالى، كما أن شعور الخوف من الله تعالى يتسرب إلى قلب العبد، فيعمل على اتباع كافة الأوامر الربانية الواردة في القرآن الكريم، والامتناع عن فعل أي معصية خشية من عقاب المولى عز وجل.

ثالثًا: الإحساس بمحبة الله تعالى

كلما حاول الإنسان التقرب إلى الله تعالى من خلال استعمال عبادة التفكر وقراءة آيات تدل على التأمل كلما شعر بمحبة الله له وإنه يحيط به في كل مكان يذهب إليه، فيشعر بالأمان والراحة النفسية خاصة إذا كان يفكر فيما يلي:

  • التأمل في كم الحيوانات التي خلقها الله تعالى على اختلاف أشكالها وألوانها، وبالرغم من ذلك اختار الله تعالى الإنسان حتى ينعم عليه بنعمة العقل.
  • التأمل عند القيام بعدد من الأعمال الصالحة وشكر الله تعالى إنه وفقه في تأديتها على أكمل وجه.
  • التدبر في أن الله اختارك من بين جميع الناس حتى ينعم عليك بنعمة الإسلام التي لا تضاهيها نعمة على عكس الكثير من الناس التائهة في طرق الضلال والكفر بالله عز وجل.
  • التفكر في أن الله قد أنعم عليك من بين باقي العباد بألا تقيم ذنب معين.
  • التأمل في أن الله حفظك من الفواجع والأمور التي لا تطاق في الحياة الدنيا.

رابعًا: تثبيت العقيدة

لقد قال الله تعالى الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على التفكر والتدبر واستعمال العقل عند النظر إلى كل شيء يوجد حولنا من بحار وجبال وإبل حتى يصل العبد إلى إنه لا يوجد إلا الله الواحد الأحد لا شريك له وإنه وحده الذي يستحق العبادة.

وذلك الأمر يزيد من تعلق العبد بالدين الإسلامي فلا يتأثر بالأقوال الأخرى التي تقال في الديانات الأخرى ولا يسهل فتنته في دينه، وذلك لأن الإيمان يكون قد استقر في قلبه وعقله.

مجالات عبادة التأمل

في ظل التعرف على آيات تدل على التأمل، يجب أن نعرف أن التأمل لا يقتصر على مجال واحد فقط حيث يوجد الكثير من المجالات التي يمكن أن يوظف بها الإنسان عبادة التأمل، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط المتمثلة فيما يأتي:

  • التفكر في خلق الله تعالى للإنسان الذي وجد في أفضل صورة ممكنة حيث إن أعضائه لا ينقصها أي شيء حيث إنها تقوم بكافة الوظائف دون وجود أي خلل.
  • التفكر في الكائنات الحية الأخرى سواء كانت حيوانات أو طيور أو زواحف وغيرها والتأمل في سبل عيش كلاً منهما.
  • التفكر عند قراءة آيات تدل على التأمل والآيات القرآنية الأخرى واستشعار ما فيها من تناسق لغوي، وفصاحة، وبلاغة لا مثيل لها.
  • التدبر في المكون بأكمله بداية من السماء والبحار والأشجار إلى النجوم والكواكب والأقمار، وكيف يسير الكون تبعًا لنظام محدد دون حدوث أي خلل.
  • التأمل في قصص الأمم التي سبقتنا حيث يمكن للعبد أن يتعظ منها، ويتعلم الكثير من القيم مثل الحكمة والإخلاص والصدق والأمانة.

آيات تدل على التأمل متعددة، ولكن لن يشعر الإنسان بمدى تأثيرها في حياتها إلا بعد التعمق من أجل فهم معناها واستشعار رحمة الله تعالى وقدرته.