تجربتي مع الاستغفار بنية الزواج تتضمن كافة الآداب الواجب مُراعاتها، حيث تُعاني الكثير من الفتيات من التأخر في الزواج الأمر الذي دفع الكثير منهن إلى البحث عن طُرق لحل تلك المُشكلة، ويُعد الدُعاء والاستغفار وذكر الله من أفضل الأمور التي يُمكنها قضاء حوائج العبد ونيل مطالبه والتي منها الزواج؛ وفقًا لبعض الشروط.

تجربتي مع الاستغفار بنية الزواج

يُعد الاستغفار وذكر الله بصفة عامة من الأمور المُحببة للمُسلم ولها الكثير من الفضل على صاحبه، حيث إنها سبب الخير والبركة وقضاء الكثير من الحوائج للإنسان، ولا يُشترط في الاستغفار أن يكون باللسان فذكر الله محله القلب ومن الأفضل الجمع بين الأمرين لنيل الدرجات العُليا في الدُنيا والآخرة.

بعد تجاوزي عُمر الثلاثين عانيت من الكثير من التدخلات من قِبل الآخرين عن تأخر زواجي، وقرأت من قبل أن الاستغفار له فضل كبير في قضاء حوائج الناس، كما يُمكن تخصيص الاستغفار بنية الزواج لِما يعود بالكثير من الخير على صاحبته، ومن الأفضل أن يكون الاستغفار سريًا، حيث إن الجهر بالأفعّال الصالحة يُضيع المنفعة والأجر.

عند مواظبتي على الاستغفار لعدة أيام تقدم أحدهم لخطبتي وشعرت بالقبول، وبعد مُدة من الوقت لم تتعدى العام تزوجنا، لذا بعد نجاح تجربتي أنصح الفتيات والناس عامة بالمداومة على الاستغفار بنية قضاء الحوائج المُراد تحققها.

الاستغفار بنية الزواج هل صحيح؟

قبل الخوض في تجربتي، وجدت أن هُناك الكثير من التجارُب التي خاضها الناس مع الاستغفار وكانت السبب في زواجهم، فتحكي إحدى الفتيات عن تجربتها مع الاستغفار بنية الزواج، قالت:

“قاربت على الخامسة والثلاثين من العُمر وقد كان يتقدم لها الكثير من الشباب وفي حال معرفة عُمرها كانوا يرفضون عقد الخطبة، الأمر الذي تسبب في شعورها بالرُهاب والقلق الدائم من الرفض، وكانت ترفض الجلوس مع الخُطاب، فنصحتها صديقة لها بالاستغفار الدائم بنية الزواج.

وعند التزامها بتلك النصيحة لم يمر عليها ثلاثة أشهر وتقدم لها أحد الشباب الصالحين وتمت الخطبة”.

الصيغ المناسبة مع الاستغفار للزواج

في إحدى التجارب المُميزة مع الاستغفار للزواج أن إحدى الفتيات كانت قد فرض عليها والديها الزواج من رجُل يكبُرها بالعديد من السنوات ولم يأبهوا لرفضها، وبعد أن استعانت بأحد أقاربها لمُساعدتها قام بحل الأمر.

بعد مرور العديد من السنوات ورفض أهلها تزويجها من أحد غيره، ظلت الفتاة تستغفر ربها بنية زواجها فما لبثت الفتاة إلى أن تقدم أحد لخطبتها وحظي بموافقة أهلها، الأمر الذي جعلها تتأكد أن السحر في الاستغفار.

فيُساهم الاستغفار في تيسير العديد من الأمور، حيث إن المداومة عليه يعود على صاحبه بالكثير من النفع وتحقق المُراد، وعلى الرغم من أنه لا يُفضل تقييد ذكر الله بنية مُحددة إلا أنه من المُمكن الجمع بين الاستغفار والدُعاء بالزواج ونيل المُراد في نفس الوقت.

يُمكن استخدام أي صيغة للاستغفار وفقًا للشرع أو الاستعانة بأحد الصيغ التي جاءت في القُرآن الكريم وحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي تتمثل في الآتي:

“رَبَّنَا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.

“رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

“رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ”.

(اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ).

(اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت).

الآداب المتبعة عند الاستغفار للزواج

نشرت إحدى الفتيات على الفيس بوك تأخر زواج إحدى قريباتها وطلبت من الفتيات نصائح والدُعاء لها وجاء في إحدى التعليقات أن الاستغفار هو سيد الأدعية، ونصحتها بجعل قريبتها تواظب على الاستغفار يوميًا بنية الحصول على الزوج الصالح، وبعد أن امتثلت قريبتها لها كان لها النتائج مُذهلة حيث طرق بابها الخطيب بعد عدة أشهر بسيطة.

في المداومة على الطاعات والتقرب من الله والاستغفار تحقيق المُراد وهذا ما دلّت عليه تجربتي وتجارب الآخرين، ومن الواجب عدم تعليق الاستغفار بعدد مُعين للزواج؛ نظرًا لأنها أقرب إلى البدع المُحرمة لتجنب الوقوع في الذنب.

لذا هُناك العديد من الآداب التي قيدها الفُقهاء في حالة الاستغفار مما يُساهم في قضاء الحوائج، وتتمثل تلك الآداب في الآتي:

  • لا بُد أن يكون الاستغفار خالصًا لله تعالى فهو من العبادات التي تكون بين العبد وربه.
  • يُشترط الطهارة عند ذكر الله والاستغفار، حيث إنها من العبادات التي يكون فيها العبد بين يدي الله، فلا بُد أن يكون طاهرًا من أجل استشعار محبة الله وعظمته وتحقيق المُراد.
  • من الأفضل تمجيد الله قبل الاستغفار وذكر الله بصفة عامة واتباع الاستغفار بالحمد والتسبيح أسوة بفعل الرسول.
  • في حال الاستغفار بنية الزواج يُفضل الاستعانة بصيغة التوحيد قبل الاستغفار؛ امتثالًا لقول سيدنا يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، رغبةً في الحصول على الرحمة والاستعطاف من أجل تلبية الحاجة.
  • الخشوع في الاستغفار وأن يكون من القلب وتضرع العبد إلى الله في كُل حين لِما في ذلك من فضل كبير وقضاء للحوائج.
  • الإلحاح والتذلل إلى الله في الاستغفار وطلب نيل المُراد، وترديد الكثير من الأذكار والتقرُب إلى الله بكافة الأعمال الصالحة.
  • اليقين في تحقق المُراد، حيث كُنت خلال تجربتي موقنة أن الله لن يرُد حاجتي، فالله تعالى لا يُعجزه شيء فهو قادر على أن يقول للأمر كُن فيكون.

فضل الاستغفار بنية الزواج

الفضل الأول في الاستغفار للزواج هو المُساهمة في تيسير أموره كما وضحت ذلك في تجربتي، كما له الكثير من الأفضال والفوائد في حال المداومة عليه، وفي حال تعسر أمور الزواج يُمكنك المداومة على الاستغفار والدُعاء وفعل الطاعات.

لا تقتصر فوائد الاستغفار للزواج على تيسير أمور الزواج فقط، بل إنه يعود على صاحبه بالكثير من الفضل إضافة إلى نيل مُراده، ويُمكن التعرف على فوائد الاستغفار من خلال ما يلي:

سبب في الحصول على الرزق والخير ودفع البلاء، قال تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارً” (سورة نوح، الآية 10، 11).

مغفرة الذنوب والخطايا، في قوله تعالى: “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” (سورة النساء، الآية 110)

يعتبر أحد الأمور التي تكون سببًا في الحصول على الرحمة، قوله تعالى: “لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (سورة النمل، الآية 46).

الاستغفار من أفضل العبادات التي تُقرب بين العبد وربه، ويُفضل اللجوء إلى الاستغفار والذكر في كُل الأحيان دون التقيد بحاجة مُعينة.