تجربتي مع الاستغفار لجلب الرزق بدأت بعد أن سمعت شيخ المسجد يقول “ترديد الاستغفار باستمرار حل كل عُقدة ومشكلة” في البداية لم أفهم تلك العبارة جيدًا، وكيف لجُملة واحدة أن تفعل الكثير؟! لكن من خلال تجربتي وتجارب الآخرين من حولي بدأت أدرك حقيقة العبارة بشكل فعلي.

تجربتي مع الاستغفار لجلب الرزق

نعلم جميعًا أن الاستغفار هو أفضل ما يقوم به العبد عندما يضيق عليه حالُه، أو يُصيبه بلاءٍ ما، لكن هناك الكثيرون ممن لا يُدركون قيمته وتأثيرُه على النفس وحل المشكلات المُختلفة.

حيث إن الرزق لا يتمثل في الأموال فقط وإنما في العديد من جوانب الحياة الأخرى، فكل ما نحصل عليه من الله هو رزق، ولكل شخص رزقُه، ومن خلال تجربتي التي سأنقلها لكم الآن سيُمكنكم إدراك ما أقوله لكم بشكل أوضح:

بعد أن مررت بتجربة زواج فاشلة أصبحت أشعر وكأن لا فرصة لديّ في الحصول على حياة زوجية سعيدة مرة أخرى، خاصةً أنني رُزقت من زوجي السابق بثلاثة أطفال، وأنتم تعرفون جيدًا كيف ينظر المجتمع للمرأة المطلقة عندما ترغب في الزواج مرة أخرى.

الأسوأ من تجربتي تلك هو أنه لم يُحالفني الحظ في جوانب أخرى من حياتي، حتى في أي شخص من حولي من أقاربي وأفراد عائلتي، لذلك أردت أن أعتمد على نفسي واستقل بذاتي وأعمل بوظيفة ما حتى أستطيع الحصول على الأموال للعيش بمستوى جيد أنا وأولادي، لكنني دائمًا ما كنت أفشل في ذلك.

في يومٍ ما خرجت مع صديقة لي متزوجة ولديها أطفال، فذهبت أنا وأطفالي معهم للترفيه على أنفسنا، خاصةً أنها عرضت عليَّ ذلك عندما علمت بضيقي وقلة حيلتي.

في ظل حديثنا عن مشاغل الحياة نصحتني بأن أستغفر الله كثيرًا، وأن أداوم على تلك العادة ولا أمل منها وحتى لو لم أرى نتيجتها، أظل متيقنة أن الله لن يخيب ظني، وهو ما حرصت على القيام به بالفعل لمُدة شهر كامل دون ملل ولا يأس.

فكُنت أقول: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.

بالرغم من تيقني أن الله لن يخذلني فهو الأعلم بظروفي، إلا أن نتيجة المداومة على الاستغفار أبهرتني لدرجة لم أكد أصدقها، فأنا بعد مرور شهر استطعت الحصول على وظيفة تمنحني مرتب جيد جدًا، وعندما بدأت العمل رزقني الله بزوجي الآن الذي أحبني مثلما لم يحبني أحد من قبل.

أردت أن أخبركم أن الله كريم رحيم بعباده، لم يمنحني ما كنت أطلبه فقط وهو الوظيفة والأموال، وإنما رزقني أيضًا برجل تقبلني ولم يجد مشكلة أبدًا في الزواج مني رغم أني مطلقة ولديّ أطفال مثلما رأيت مع الرجال الآخرين.

تجربتي مع الاستغفار 1000 مرة في اليوم

تتوالى التجارب التي أقرأها ويزيد اقتناعي بأن المداومة والإكثار من الاستغفار هو السر وراء التعجيل بتحقيق الأماني المرجوّة، وقد تأكدت من ذلك عندما قرأت تجربة لرجل في الثلاثينات من عمرُه قد داوم على الاستغفار 1000 مرة كل يوم لفترة طويلة، حيث بدأ حديثُه قائلًا:

“حجم مشكلة عدم القدرة على تحصيل الأموال يزداد عندما يكون صاحب المشكلة رجل، وذلك نظرًا لِما يحمله على عاتقيه من المسئوليات المتعددة، خاصةً إذا كان متزوج حديثًا أو لديه أطفال.

وقعت في تلك المُشكلة لأول مرة عندما حدثت ظروف طارئة وتم إغلاق الشركة التي كنت أعمل بها، وذلك وأنا في الواحد والثلاثون من عمري، متزوج ولديَّ طفلين، أكبرهم في السابعة من عمرها والأصغر في الثالثة من عمره، ولا يحتاج الأمر توضيح إلى القدر الكبير الذي أحتاجُه من المصاريف لكل شخص في المنزل.

بالرغم من أن زوجتي كانت تهون عليّ الكثير إلا أنني دائمًا ما كنت أشعر بالحزن والضيق، وفي كثير من الأحيان كانت العصبية تُصيبني وأخرج من المنزل وأظل في الخارج ساعات طويلة، خاصةً أنني لم أتعرض من قبل لموقف مُشابه، فأنا طوال الوقت حياتي المهنية مستقرة.

في الحقيقة لا أتذكر متى وكيف بدأت تجربتي مع الاستغفار لجلب الرزق، لكنني أذكُر أنه بعد مرور شهرين على جلوسي في المنزل دون وظيفة، حاولت زوجتي أن تتناقش معي في الأمر وتخبرني بأن الاستغفار يفتح الأبواب المقفلة، لعله يفتح باب رزقي تلك المرة.

بالرغم من أنني قد فقدت الأمل في حل تلك المشكلة، خاصةً أنني قُمت بإجراء العديد من مُقابلات العمل الشخصية في شركات مُختلفة وفي محافظات أخرى، إلا أنني رغبت في إجراء آخر محاولة.

لجأت إلى الله خاضعًا متذللًا راجيًا رحمته بي ومساندته لي، دعوت كثيرًا أن يكرمني ويفتح لي باب رزق في أقرب وقت، وداومت على الاستغفار بعد كل صلاة، على أن أُردد الاستغفار 200 مرة بعد كل صلاة، وهو ما جعلني أُحافظ على صلاتي بشكل أكبر من ذي قبل.

بالفعل لم يمضي أسبوع واحد حتى وجدت أن شركةٍ ما كنت قد قدمت إليها الملف المهني الخاص بي تتواصل معي وتخبرني أنه تم قبولي وأن عملي سيبدأ معهم من الشهر الجديد، لا أعلم إذا كنت قد فقدت الأمل الآن أم لا، لكن ما أتيقن منه أنه إذا فعلت مثلي لن يذهب هباءً أبدًا.

أبرز فوائد الاستغفار

تجربتي مع الاستغفار لجلب الرزق عادت عليّ بإحدى فوائده فقط، لكن لا يُمكن إنكار حقيقة تأثيره الذي لا مثيل له في حل المشكلات المتعلقة بالجوانب المختلفة من الحياة، وقد جاء الله بالدليل على معظم الفوائد في كتابه الكريم، حيث تمثلت فيما يلي:

  • حماية المسلم من عذاب الآخرة من خلال التخفيف من ذنوبه، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” الآية 33 من سورة الأنفال.
  • كان هو السبب في نجاة سيدنا يونس من بطن الحوت “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” الآية 87 من سورة الأنبياء.
  • التخلص من الهم والكرب وكل ما يضيق صدر المسلم، ومساعدته على الشعور بالراحة والرضا عن حاله.

الصيغ المختلفة للاستغفار

ليس للاستغفار وقت معين فُرض القيام به فيه، وإنما يُمكن ممارسته في أي وقت وأي مكان، ولكن هناك الكثير ممن يتساءلون “كيف أبدأ تجربتي مع الاستغفار لجلب الرزق وماذا أقول؟” لذلك من خلال التجارب المعروضة وغيرها سأقوم بذكر أفضل الصيغ التي يُمكن الاستعانة بها للاستغفار، من أبرزها:

  • استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه.
  • أستغفرك ربي وأتوب إليك من كل ذنب فاقبل توبتي وعودتي إليك.
  • اللهم اغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر في السر أو العلن، وما أنت أعلم به مني يا أرحم الراحمين.
  • اللهم اغفر لنا ذنوبنا ويسر أمورنا وفرج همومنا واقضِ لنا حاجاتنا.
  • إلهي أني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي فأنت الغفور الرحيم.
  • لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فتجاوز عن سيئاتي.

يُعد الاستغفار من أفضل العادات التي يُمكن ممارستها بشكل يومي، فهي بمثابة المفتاح الذي يستخدمه المسلم في فتح أبواب عديدة، ومن أبرزها باب الرزق.