تجربتي مع الحوقلة والاستغفار لها فضل كبير على تغيير العديد من الأمور في حياتي للأفضل، وزيادة إيماني وتعلقي بالله وتوكلي عليه، فسابقًا كنت أنظر للحياة بمنظور ضيق، الأمر الذي كان يرهقني ويسبب لي آلام نفسية رهيبة، أما بعدما التزمت بالاستغفار وعرفت المعنى والغرض منه باتت مصاعب الحياة أخف وطأة على صدري.

تجربتي مع الحوقلة والاستغفار

طيلة سنين حياتي وأنا أواجه العديد من المشاكل والصعاب، حيث لم يخلو يوم إلا وقد قابلت عائلتي مصيبة ما، أما مرض أحدنا أو عثرة مالية أو حادثة فظيعة، أشياء كهذه تحدث دائمًا ولكل الناس ربما بكثافة أكثر منا، ولكن لأن عائلتي بأكملها وأنا من ضمنهم كنا نعاني من ضعف إيمان بالله وعدم رضا وقنوت، فكنا نسيء الأدب مع الله، مما يؤدي لمشاكل أكبر وأذي نفسي رهيب.

إذ أننا كنا نفرغ الأحداث من الحكمة التي وراءها، ومن الجانب الروحاني الذي يهدف لتهذيب النفوس في كل مأساة، حتى قرأت في مواقع التواصل عن فضل الاستغفار، وكيف أنه الحل لكل عقدة، كما أنهم كانوا يأتون بالدلائل والآيات القرآنية التي تؤكد على فضل الاستغفار مثل ما يلي:

  • الاستغفار من سمات الأنبياء وهم النموذج الذي نقتدي به في جميع مناحي الحياة، حيث ذكر في القرآن العديد من الآيات التي يقوم الأنبياء السابقين باستغفار الله، مثل حين كان نوح يدعو قومه قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا). الاستغفار يفتح سبل الخير أمام البشر ويمدهم بالرزق الوفير والخير، خصوصًا حين يأتي مع توبة صادقة مثل قوله تعالى في كتابه العزيز (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ).
  • الاستغفار يصرف عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، حيث قال الله في كتابه الحكيم (وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
  • الاستغفار ينزل الرحمات من الله على العباد التوابين (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
  • الاستغفار يخلص المرء من أعباء الحياة إذ يفك الكرب ويفرج ضيق الصدور (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
  • ذكر الله عباده الذين يستغفرونه في القرآن ووصفهم بالعديد من الصفات الطيبة، إذ أن الاستغفار يقترن دائمًا بالعبد الصالح (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

دعاء سيد الاستغفار

لي صديقة كانت ليست ملتزمة وغالبًا ما تغلبها نفسها وتحزن وتجلد ذاتها وتبتعد أكثر عن طريق الهداية، ظنًا منها أن الذنوب تفسد القلب ولا شيء يمكن إصلاحه، وأنها تجعل بيننا وبين الله حجاب وهو أمر غير صحيح، ومن هنا بدأت تبحث عن وسيلة لحل هذه المشكلة لكي تتمكن من الاقتراب من الله وعلاج روحها المضطربة، حتى تأملت في يوم، وهي تقرأ أذكار الصباح دعاء سيد الاستغفار:

“اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

ظلت تردده وتبكي تبكي بشدة، إذا أن هذا الدعاء مس قلبها كأنه لها وحدها دون سواها من البشر، كانت تحكي لي قصتها وهي متأثرة والدموع تفيض من عينيها، كأنها وجدت الراحة التي تطمح لها تقول لي ” من خلال تجربتي مع الحوقلة والاستغفار تعلمت أنه طبيعي أن ارتكب الذنب بعد الذنب، ولكني لا أقف أمامه وأدعه يحول بيني وبين ربي، بل أردد الدعاء وأسعى بكل طاقتي كيلا أعود لنفس الدرب مجددًا”

لقد علمتني هذه الصديقة معنى اسم الله الواسع فكم ربي رحيم ورؤوف بعباده وهم لا يشعرون، ظللت أردد أنا أيضًا هذا الدعاء في كل يوم مرتين مع أذكار الصباح والمساء، وقد كان له مفعول السحر حيث هدأ من روعي وسكن قلبي المضطرب.

الحوقلة شافية للأمراض

في كل هذا العالم ليس لي أي شخص إلا أمي هي حب حياتي وبلسمها من كل الصديقات كانت هي الأفضل فلا أحد سيخاف عليَ أو يحميني غيرها، لذلك حين علمت بمرضها كاد يغشي عليَ، وحين اجتمعت حولي المقربات لمؤازرتي في ذلك الوقت، أخبرتني صديقة قائلة إن تجربتي مع الحوقلة والاستغفار شفاء لكل داء.

إذ أنها كانت تعاني من مرض عضال في الأمعاء، وعرضت حالتها على العديد من الأطباء وجميعهم أخبروها بنفس الشيء أنه مرض نادر وليس لديهم حال شافي له تمامًا، رغم ذلك لم تستسلم إذ أن إيمانها بالله يفوق إيمانها بالعلم والطب، لذلك استمرت بالصلاة والدعاء، وواظبت على ترديد الاستغفار والحوقلة.

حتى في يوم من الأيام، وهي عائدة من العمل جلست بجانب سيدة في القطار، ومن خلال الحديث حكت لها عن مرضها، لتفاجئها هذه السيدة بأنها تعرف طبيب درس في الخارج، ويقوم بعلاج الحالات المستعصية مثلها، لأنها اختصاصه ومجال دراسته للدكتوراه في إحدى الدول الأوروبية، وبالفعل أخذت العنوان والهاتف، وذهبت لهذا الطبيب الذي كان شفائها بفضل الله على يده.

الاستغفار لتوسيع الأرزاق

بعد التخرج كنت ابحث في مواقع التواصل وادخل جميع غرف الدردشة المخصصة للباحثين عن عمل مثلي لتبادل الخبرات وخلافه، وإذا بشاب يحكي لنا قصته ويقول إنه كان في قرية ريفية مُعدمة، رغم ذلك أصر أبيه على تعليمه هو وأخواته، لذلك حين أنهى دراسته بدأ يبحث عن عمل لكن كافة القرى المحيطة به وضعها مثل قريته، وبعضها في حال مزري أكثر

الأمر الذي دفعه للذهاب للعاصمة حيث الفرص أكثر وأفضل، ولكنه هناك فوجئ بأنه مقارنة بأقرانه جاهل عديم الخبرة والمهارات، رغم ذلك استمر في السعي وبدأ يقبل بأي عمل من الأعمال البدنية التي يكلف بها من حمل أثقال للبناء أو حرفة ما وهنا ذكر بالنص ” تجربتي مع الحوقلة والاستغفار كانت مذهلة وقد أتت بنتائج أفضل بمراحل مما كنت أتمنى”

إذ أنه كان يعمل ليلًا ونهارًا في النهار يحاول جني المال يبعث لأهله مساعدة ولو يسيرة وليلًا يجتهد من أجل أن يتعلم المهارات اللازمة للعمل بوظيفة أحلامه، وفي هذه الأثناء يقوم بالصلاة والاستغفار طيلة الوقت حتى في أحد الأيام كان يقوم بعمل لرجل يظهر عليه علامات الثراء، وحين سأله الرجل بدافع الفضول بضعة أسئلة أكتشف قدرات هذا الشاب وصبره وعزيمته.

نتيجة لذلك طلب منه العمل في شركته والتي دهش حين عرف أنها الشركة التي رغب أن يعمل بها من البداية وبمرور الوقت لم يتوقف عن المداومة على الاستغفار، حتى بعد أن حاز على المنصب الذي كان يريده وختم الحكاية بجملة تشجيعية “من خلال تجربتي مع الحوقلة والاستغفار انصحكم بالسعي والاستمرار بالمحاولة مع الإيمان بأن فرج الله قريب دائمًا”.

تجربتي مع الحوقلة لسبعين مرة  

تحكي فتاة تجربة تختلف عن تجربتي مع الحوقلة والاستغفار إذ أنها تبدأ قصتها بأنها كانت في سن الثلاثين ولم تتزوج بعد، وقد أثر هذا الأمر بها كثيرًا ليس لأنها تريد زوج وأولاد، رغم أنها بالتأكيد ترغب بالحصول على هذه النعم، ولكن لأن الأهل والأصحاب كانوا يضغطون عليها بسبب هذا الأمر، وكأنه بيديها هي وليس رزق من عند الله مثل الأكل والشراب.

كانت ترغب في الزواج فقد لتتخلص من إلحاحهم وكلماتهم الجارحة التي لا تعرف رحمة، إذ أن اللسان قد يكون له فعل السوط في بعض الأحيان، لذلك بدأت تدخل على مواقع التواصل لتهرب من هؤلاء القوم تحادث غرباء لم تلتقيهم سابقًا غرباء لا يعرفون أنها تجاوزت الثلاثين ولا تحمل طفلًا أو تزين أصبعها بخاتم زواج.

في هذا الوقت تعرفت على سيدة أربعينية تعيش في أحد الدول الأجنبية وتقوم بتزكية وقتها بالدخول على الإنترنت لمحادثة العرب من بني جنسها الذين يفهمون نكاتها ويعرفون معانتها جيدًا، وحين علمت هذه السيدة أنها غير متزوجة نصحتها فورًا بالالتزام بأذكار الصباح والمساء، حيث إن ضمن هذه الأذكار ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم نصحتها بترديد الحوقلة 70 مرة على الأقل كل يوم مرتين وأخبرتها أن الله سيرزقها بكل ما تتمناه، وليس الزوج المثالي فقط، وبالفعل بعد فترة دق بابها الخاطب المناسب، وقد شعرت بارتياح لهذا الرجل وارتبطت به وأنجبت منه طفلين حتى الآن، وهي سعيدة وراضية.

ذكر الله يرطب اللسان ويساعد القلب على الخشوع والامتثال لله العزيز الحكيم، كما أننا تعلمنا من النبي الكريم وجوب الحفاظ عليه بشكل يومي، للحماية والتحصين من كل شر.