هل جميع أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها؟ وهل للرسول أبناء من زوجاته الأخريات؟ كان للرسول صلى الله عليه وسلم 11 زوجة وأنجب الرسول سبعة أبناء ثلاثة من الذكور وأربع إناث وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول زوجات الرسول فهل جميع أبناء الرسول منها أم أن له أبناء من أحد زوجاته الأخريات الأمر الذي سنتطرق إليه خلال موضوعنا.

جميع أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها

تُعد السيدة خديجة رضي الله عنها أول زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، يلتقي نسبها مع الرسول في قُصي بن كلاب، كانت ولادتها قبل هجرة الرسول بثمانية وستين عامًا وتوفيت بعدها بثلاثة أعوام أي عام خمسمائة ستة وخمسين هجريًا، كانت أول من صدق بعثة الرسول كما كانت تُسانده قبل البعثة أيضًا.

كان الرسول يُحب السيدة خديجة فقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ: إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ”.

أنجب الرسول سبعة أبناء ويُعد جميع أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم رضي الله عنه فقد أنجبت السيدة خديجة اثنين من الذكور وأربع إناث، ويُمكن التعرف على أبناء الرسول بشيء منك التفصيل من خلال ما يأتي:

1- القاسم بن مُحمد رضي الله عنه

يُعد القاسم أكبر أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها ولد في مكة قبل بعثة النبي وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكنى بأبي القاسم، وتوفي في صغره فقد توفي بعد عامين من ولادته وقيل لم يتعدى عُمر السبعة عشر شهرًا، وقد حزنت عليه السيدة خديجة حُزنًا كبيرًا كما حزن عليه الرسول.

ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على السيدة بعد موت القاسم ووجدها تبكي، فقالت: (يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان عَاش حتى يَستكمل رَضَاعَه لَهوّن عَليّ)، فقال لها: (إنّ لَه مُرضِعًا في الجنّة تستكملُ رَضَاعَتهُ)، قَالَ (إن شِئْت أَسَمِعْتك صوته في الجنّة)، فقالت: (بل أُصدّق اللهَ ورسوله).

2- عبد الله بن مُحمد

ولد عبد الله في مكة المُكرمة وهو ثاني أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها من الذكور وكان يُلقب بالطيب والطاهر، وتوفي وهو صغير في مكة فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا لوفاته، وبعد وفاة عبد الله قال العاص السهمي: عن النبي انقطع نسله فهو أبتر، الأمر الذي كان سبب في نزول سورة الكوثر حيث أنزل الله تعالى بعدها قوله تعالى: “إنا أعطيناك الكوثر فصلِ لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر”.

3- السيدة زينب

تُعد في المرتبة الأولى فهي أكبر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولدت السيدة زينب في مدينة مكة قبل بعثة الرسول وتوفت في السنة الثامنة هجريًا، عن عُمر يُناهز التاسعة والعشرين عامًا، تزوجت السيدة زينب من أبو العاص بن الربيع وأنجبت منه بنتين “عليا وإمامة” كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ معه إمامة إلى الصلاة ويحملها أثناء صلاته.

4- السيدة رُقية

إحدى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، تزوجت من ابن عمها أبي لهب وهو عُتبة بن أبي لهب كما تزوجت أختها أم كلثوم من أحوه عُتيبة ثم قاما بتطليقهن قبل الدُخل بسبب البُغض الذي كانا يُكنان به للرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول سورة المسد والتي قال الله تعالى فيها: ” تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارًا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبلٌ من مسد”.

ثم تزوجت بعد ذلك من سيدنا عُثمان ابن عفان رضي الله عنه، وانتقلت معه إلى الحبشة وكان لها ابن من سيدنا عُثمان وهو عبد الله والذي مات بعد أن بلغ الست سنوات، وتوفيت السيدة رُقية في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان.

5- السيدة أم كلثوم

تُعد السيدة أم كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضي الله عنها، وبعد وفاة أختها السيدة رُقية تزوجت من سيدنا عُثمان بن عفان الأمر الذي كان سببًا في لقبه ذو النورين حيث تزوج اثنتين من بنات الرسول، وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (لو كان عندي ثالثة لزوجتها عُثمان)، لم تُنجب السيدة أم كلثوم وظلت مع سيدنا عُثمان حتى توفيت في السنة التاسعة بعد الهجرة في شهر شعبان.

6- السيدة فاطمة

أصغر أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها وكانت من أحب أبناءه وأقربهم إليه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي ما آذَاها، ويُنْصِبُنِي ما أنْصَبَها)، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُطلق عليها لقب بنت أبيها فقد كانت تُلازمه وتقضي معه جميع أموره، لُقبت “بفاطمة الزهراء” كما لُقبت أيضًا بالبتول حيث كانت تتصف بالتُقى والعفاف.

تزوجت السيدة فاطمة من سيدنا علي ابن أبي طالب الذي هو ابن عمها وأنجبت له أربعة أبناء اثنين من الذكور وهُما الحسن والحُسين، وقد كان الرسول يحبُّ الحسن والحسين فيقول: (اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهما فأحبَّهما)، واثنين من الإناث زينب وأم كلثوم، ثُبت عن السيدة عائشة أن السيدة فاطمة رضي الله عنهما توفيت بعد وفاة الرسول بستة أشهر، وقيل ثلاثة وفي رواية آخر شهرين.

أبناء الرسول من زوجاته

جميع أبناء النبي من زوجته خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم رضي الله عنه، حيث تزوج الرسول أحد عشر مرة وأنجب سبعة أبناء ستة من السيدة خديجة رضي الله عنها وواحد من السيدة ماريا القبطية وهو إبراهيم، فقد تزوج الرسول من السيدة ماريا في السنة الثامنة بعد الهجرة في شهر ذي الحجة ولما أنجبت ولدًا تحررت.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وُلِدَ لي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ باسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ)، وتوفي إبراهيم في السنة العاشرة بعد الهجرة عن عُمر سنة وأربعة أشهر وعندما توفي حزن الرسول حُزنا شديدًا وبكى عليه النبي واستنكر أنس ابن مالك بُكاء الرسول، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم له: (تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا، وَاللَّهِ يا إِبْرَاهِيمُ إنَّا بكَ لَمَحْزُونُونَ).

لقد كان السبب في موت أبناء الرسول من الذكور في عُمر صغير حكمة من الله حتى لا يتخذ الناس أولاد الرسول من بعده ورثة له في النبوة حيث كانت النبوة في بني إسرائيل بالوراثة.

كان للرسول صلى الله عليه وسلم سبعة أبناء جميعهم من السيدة خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم، وكانت السيدة خديجة من أحب زوجات وحزن كثيرًا بعد وفاتها.