ما هو حد الزاني البكر؟ وما هي شروط ثبوت حد الزنا؟ حيث يعد الزنا من الظواهر التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم كما أن رسولنا حثنا على الابتعاد عنها نظرًا لكونها من الكبائر، لذا من خلال موضوعنا اليوم دعونا نتعرف على عقوبة الزاني وكافة المعلومات التي تتعلق بهذا الأمر عبر السطور القادمة.

حد الزاني البكر

الزنا هو أن تعاشر امرأة لم تحل لك شرعًا، بمعنى عدم وجود وثائق شرعية لذلك، وهو ما ينتشر كثيرًا في بلاد الغرب ويتسبب ذلك في انتشار هذه الظاهرة بين الكثير من الشباب صغار السن نظرًا لعدم وجود توعية دينية بشكل كافي، لهذا الأمر من الضروري معرفة حد الزاني البكر، والعقوبة التي تنتظره في ذلك الأمر، وذلك استنادًا إلى القرآن الكريم والسنة، على النحو التالي:

  • تعرف عقوبة الزاني في الدين الإسلامي إلى أنها مائة جلدة، وهذه العقوبة تشمل الرجل والمرأة، وذلك تطبيقًا لقول الله تعالى {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}
  • اتفق علماء الدين الإسلامي في أن عقوبة الزاني مئة جلدة، ولكن تم الاختلاف على التغريب حيث هناك مذاهب تزعم أن الزاني بل يغرب إلا إذا رأى الحاكم مصلحة في ذلك.
  • أما مذهب المالكية فقد ذهب إلى أن الزاني الحر يمكن تغريبه دون الزانية الحرة.
  • بينما مذهب الشافعية اتفق على تغريب الزاني لمدة عام.

حكم الزنا من القرآن الكريم

في صدد تعرفنا اليوم على حد الزاني البكر دعونا أن نقدم لكم حكم الزنا من القرآن الكريم، حيث وردت الكثير من الآيات القرآنية التي توضح تحريم الزنا على المسلم والمسلمة، وذلك على النحو التالي:

(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً).

(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).

(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانً).

(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ* الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

أحاديث تحرم فعل الزنا

الزنا من الكبائر التي يمكن أن يفعلها المسلم في حياته، وقد ورد إلينا من السنة النبوية الكثير من الأحاديث النبوية التي توضح لنا تحريم فعل الزنا، وذلك يكون على النحو التالي:

(لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فيها أبْصارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُها وهو مُؤْمِنٌ).

(ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ).

(أيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أكْبَرُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ).

(إذا زنى الرجلُ خَرَجَ منه الإيمان، كان عليه كالظُّلَّةِ، فإذا انقَطَعَ رَجَعَ إليه الإيمانُ).

(إذا ظهرَ الزِّنا والربا في قَريةٍ، فقد أَحَلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ).

أنواع الزنا

يعرف الزنا على أنه العلاقة الجسدية التي تقام بين الرجل والمرأة بطريقة غير شرعية، ويعد من الذنوب والمعاصي من الكبائر التي قد حذرنا منها الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم، والجدير بالذكر أن هناك أنواع مختلفة من الزنا، وهو ما سوف نتعرف عليه اليوم من ضمن عرضنا إلى حد الزاني البكر، وذلك على النحو التالي:

1- زنا العين

هناك ما يعرف بزنا العين، هو تعرض العين لرؤيا كل ما هو فاحش وسيء، وذلك من خلال النظر إلى عورات الآخرين بالإضافة إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، وهناك الكثير من الرجال والسيدات يقعن في هذا الأمر، وهو من الأمور الغير مستحبة عند الله سبحانه وتعالى.

حيث خلق الله لنا الحواس من أجل الاستفادة منها في الكثير من الأمور المفيدة وليس تعرضها إلى مشاهدة ما يغضبه فيجب علينا أن نستخدم ما خلقه الله لنا فيما يرضى الله عز وجل.

2- زنا الأذن

كما في حالة ترك الأذن تستمع إلى ما هو غير مستحب فهو يعد نوع من أنواع الزنا، حيث هناك الكثير من الكلام الفاحش والسيء سواء من الرجل والأنثى، حيث إن الأذن من الأعضاء التي خلقها الله سبحانه وتعالى من أجل الاستماع لما هو طيب ويرضى الله عز وجل، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى أنه في حالة الاستماع إلى كل ما هو فاحش بشكل متعمد فهو يصنف زنا مجازيًا.

3- زنا اللسان

في حالة قول اللسان إلى الألفاظ البذيئة والحديث الفاحش فذلك يعد نوع من أنواع الزنا، حيث يجب أن يحتفظ اللسان بطهارته ويعتاد على ذكر الله سبحانه وتعالى وقول الكلام الطيب والابتعاد عن كل ما هو يسيء إلى الإنسان.

4- زنا الأركان

يقصد بزنا الأركان هو كل ما يتعلق باليد والقدم، بمعنى كل ما تلمسه اليد وهو لا يحل لها سواء كان في لمس الأشخاص إلى مناطق في جسم المرأة أو الرجل لا يحل لها بشكل متعمد فهو زنا، كما الحال في الرجلين أو القدمين، وذلك في حالة ذهابها إلى الأماكن التي تحدث بها الفواحش وكل ما هو سيء، فذلك من شأنه أن يعد زنا.

كيفية الوقاية من الوقوع في الزنا

في سياق حديثنا المستمر حول حد الزاني البكر، هناك بعض الطرق التي تساهم في عدم الوقوع في الزنا، وذلك ما سنتعرف عليه من خلال هذه الفقرة على النحو التالي:

  • غض البصر بقدر الإمكان والابتعاد عن الأماكن التي بها الفواحش.
  • الصيام، وذلك لأن يساهم في التقليل من إفراز الهرمونات الجنسية في الجسم، حيث تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التوجه إلى فعل الرذيلة وممارسة العلاقات غير الشرعية.
  • التوجه إلى قراءة القرآن الكريم والمواظبة على الاستغفار والجلوس مع الصحبة الصالحة.
  • ممارسة التمارين الرياضية المختلفة، أو الانشغال في القراءة أو الخروج مع الأصدقاء، وذلك من أجل عدم الإفراط في التفكير والسعي وراء تلبية الاحتياجات الجنسية بطرق غير شرعية.
  • يجب على المرأة أن تلتزم بالملابس المحتشمة والزي المناسب للدين الإسلامي.
  • الالتزام بعدم الاختلاط بين الرجال والسيدات.

شروط ثبوت حد الزنا

هناك عدة شروط يجب أن تتوفر لثبوت حد الزنا، ومن ضمن تعرفنا اليوم على حد الزاني البكر، دعونا نتعرف على هذه الشروط وذلك على النحو التالي:

  • في حالة إذا كان الإنسان الزاني بالغ وعاقل وحر، بمعنى أنه يعلم الحلال من الحرام وكيفية التمييز بينهم.
  • يجب أن تنتفي صفة الزنا، فلا يقع الحد على المسلم الذي ظن المرأة زوجته.
  • تغييب حشفةِ الذكر في فرجِ المرأة
  • يجب أن يقر الزاني بفعل الفاحشة وارتكاب الزنا.
  • أن يكون في شهود على واقعة الزنا.

الزنا من الكبائر التي حذرنا منها الله في كتابه الكريم بالإضافة إلى حث رسولنا الكريم من خلال السنة النبوية بالابتعاد عن هذا الفعل كونه من المعاصي التي يجب أن يقيم عليها الحد في الدين.