حرف ومهن الأنبياء من الأمور تشكل أهمية كبيرة ويجب على كل مسلم معرفتها حتى يقتضي بالأنبياء، فكانوا يتخطوا العديد من الأشياء في الوقت وثقتهم بالله سبحانه وتعالى لم تقل يومًا، فوراء كل عمل قام به نبي من الأنبياء حكمة إلهية كبيرة، ومن خلال السطور القادمة سوف نذكر لكم كل ما يتعلق بهذا الأمر بشيء من التفصيل.

حرف ومهن الأنبياء

الله -سبحانه وتعالى- هو من اختار الأنبياء حتى يكونوا قدوة حسنة لجميع الأفراد ويقتدون بهم ويوجههم إلى طريق الحق وإبعادهم عن الفواحش والذنوب، وكلفهم بالدعوة لجميع الأشخاص والإيمان بأن الله واحد لا إله إلا هو، فهم أشرف الخلق.

لذا يجب على كل مسلم معرفة ما كان يقوم به الأنبياء والأشخاص الذين يشككون أن الأنبياء ليسوا بشر مثلنا سيكون ذلك دليل قوي لهم، حيث إن كل نبي كان يعمل بالحرفة أو المهنة التي تتناسب معه للسعي وراء قوت يومه وجلب الرزق، لذلك ما رآه الأنبياء في حياتهم ليس قليلًا ونوضح كافة هذه المهن فيما يلي:

مهنة رسول الله (ص): كان الرسول يعمل منذ صغرُه في رعي الأغنام في قريش، وبعد ذلك ذهب مع عمه أبي طالب إلى الشام للقيام بأعمال التجارة ومع الوقت تخصص النبي في مهنة التجارة وعمل بها فترة كبيرة، ولكن بعد ذلك تفرغ إلى الدعوة.

سيدنا آدم: بعد أن نزل سيدنا آدم إلى الأرض مع حواء عمل في مجال الزراعة حتى يستطيع الحصول على قوت يومه فلم يكُن أمامه شيء آخر، فكان يجني “أرز” من زراعة الأرض، ويقوم بصناعة بعض الآلات التي تساعده على الحرث.

مهنة سيدنا يوسف: كان يعمل في القضاء والوزارة وذلك لشهرته بعلمُه الكبير وحكمته الواسعة، فكان وزيرًا للمالية وكان يقوم بإنهاء كافة الأعمال المتعلقة بالأموال والتخزين والإحصاءات والتوزيع، وذلك ما جاء في قول الله تعالى: “قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلْأَرْضِ ۖ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌسورة يوسف الآية 55.

داود عليه السلام: كان يعمل حدادًا، حيث يقوم بصناعة الدروع التي تستخدم في الحروب وكان ما يكسبه ينفقه على أهل بيته ونفسه ويتصدق أيضًا للفقراء، قال الله تعالى: “وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ” سورة الأنبياء آية 80.

نبي الله إدريس: حرف ومهن الأنبياء كان بينها الخياطة، وكانت تلك المهنة من نصيب إدريس عليه السلام، فكان يخيط الملابس لنفسه وللجميع حتى يوفر قوت يومه.

نوح عليه السلام: هو من صنع السفينة وذلك لأنه كان يعمل نجارًا، كما جاء في قول الله تعالى:وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَسورة هود الآية 37.

نبي الله عيسى: كان يعمل في مجال الطب، والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 49: وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ“.

سيدنا إلياس عليه السلام: كان يعمل في حرفة النسيج، فكان نساجًا.

سيدنا إبراهيم: كان يعمل في البناء فهو من قام ببناء الكعبة الشريفة ومن ساعده في ذلك ابنه اسماعيل -عليه الصلاة والسلام- وقال الله تعالى في سورة البقرة الآية 127: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ“.

إسماعيل عليه الصلاة والسلام: كان يساعده والده سيدنا ابراهيم في بناء الكعبة الشريفة وهو صغير، وقيل بعد ذلك أنه يقوم بصيد السمك من البحار وبعد ذلك يبدأ في بيعه بالأسواق.

زكريا عليه السلام: كان يعمل في النجارة، وذلك ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “كان زكريا نجارًا”.

شعيب عليه السلام: ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ شُعيب -عليه السلام- كان راعي.

صالح عليه السلام: كان يقوم بتربية الجمال حيث يتاجر في ألبان الجمال وكان يخرج قوت يومه من هذا العمل.

سيدنا إدريس: كان يعمل خياطًا حيث كان الأفراد يرتدون ملابس مصنوع من جلد الحيوانات وهو من يقوم بحيكاتها، وذلك ما جاء في قول الله تعالى: “وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ” سورة الأنبياء الآية 80.

الحكمة من عمل الأنبياء

أثناء تناول الحديث عن حرف ومهن الأنبياء نجد أن الله سبحانه وتعالى اختار الأنبياء بحكمة كبيرة، فكان يريد أن يظهر لجميع الأشخاص أن جميع الأنبياء بشر مثلنَّا وأنهم غير معصومون عن الخطأ.

فكانوا دائمًا يجتهدوا ويعملوا في مهن عديدة حتى يحصلوا على قوت يومهم وذلك ما جعل جميع الأنبياء قدوة حسنة للمسلمين، ويجب أن يعمل المسلم بجدَّ، ويبتعد عن الكسل، والسعي لجلب الرزق، وتحمل مسؤوليات وأعباء الحياة.

الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يرزق كافة الأنبياء دون أن يبذلوا أي جهد وذلك ليجتهدوا على الرسالة متفرغين لها، ولكن كان هناك بعض الأسباب لذلك، وجاءت على النحو التالي:

  • العمل يساعد على إعمار الأرض وبالتالي يستفاد الأفراد وينتشر الخير في جميع الأراضي.
  • يعلم اللين والصبر في إقناع الأشخاص بالإيمان بالله -سبحانه وتعالى- والابتعاد عن عبادة الأصنام.
  • العمل يجعل المرء مكتفي بذاته لا يحتاج لمساعدة الآخرين ويتجنب السرقة أو التسول.

الرسول -صلى الله عليه وسلم- حثنا على العمل فإن العمل عبادة، وهذا ما كان يفعله جميع الأنبياء، لذلك يجب الاقتداء بهم فهم قدوة حسنة، ومثل أعلى لنا في طاعة الله سبحانه وتعالى.