حكم التكبير في أيام العيدين وأيام عشر ذي الحجة من الأحكام التي يحرص المسلمون على معرفتها، وذلك لأنهم دائمًا يرغبون في إظهار السرور والفرحة بالأيام المباركة، لذا يكررون التكبيرات لِما تُنشئهُ من ذلك الجو الرباني، ولكن يهابون أن يكون ذلك الأمر غير مستحب، لذا سنزيل هذه الحيرة من خلال توضيح الحكم فيما يلي.

حكم التكبير في أيام العيدين

يستحب التكبير في أيام العيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، وذلك لأنها بمثابة شكر لله تعالى على إتمام صيام شهر رمضان المبارك، كما أن ذكر الله تعالى بمثابة شكر له على تأدية فريضة الحج أو التوفيق في ذبح الأضحية، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ) (سورة البقرة: الآية 185).

حكم التكبير في أيام عشر ذي الحجة

إن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الأيام المباركة التي أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من ذكر المولى عز وجل فيها، بالإضافة إلى عمل الخيرات والتقرب من الله بكل سبل الطاعة الممكنة، والاستعداد لذبح الأضحية، وذلك إن لم يكن ذهب لتأدية فريضة الحج، لذا لا حرج على المسلم من قول التكبيرات في هذه الأيام.

كما أن الله تعالى حثنا على ذكره في هذه الأيام المباركة، والدليل على ذلك قوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).

صيغ التكبير في عشر ذي الحجة والعيد

في ظل التعرف على حكم التكبير في أيام عشر ذي الحجة، يجب أن نكون على دراية بأن هناك العديد من الصيغ التي وردت في الأقوال والروايات، ومنها ما يلي:

  • قال النووي إن أكثر الصيغ المستحبة هي: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر).
  • أكثر الصيغ شهرة هي: (الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر).
  • قال الشافعي هذه الصيغة: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).

أوقات التكبيرات في العيد

في إطار العلم بحكم التكبير في أيام العيدين، ينبغي أن نعلم أن الفقهاء لهم آراء مختلفة بشأن الوقت المستحب لقول التكبيرات، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • رأى البعض: يبدأ المسلم قول التكبيرات قبل أيام التشريق، ومنهم من يقول إنها لا تبدأ إلا بعد تأدية صلاة الظهر في يوم النحر.
  • المالكية وبعض الشافعية: قالوا إن المسلم يبدأ في قول التكبيرات بدايةً من فجر يوم عرفة المبارك.
  • الحنفية والحنابلة وباقي الشافعية: كانوا يقومون بقول التكبيرات في الأيام الأوائل من ذي الحجة، وذلك في كلًا من المساجد والطرقات، والأسواق، وقالوا إنه لا حرج في أن يكون الأمر جماعي.

ينبغي على المسلم أن يتبع حكم التكبير في أيام العيدين وأيام عشر ذي الحجة، ويظهر فرحته من خلال تكرارها، وذلك لأنها من ضمن الشعائر التي تخلق جو قادر على إزالة أي هم.