ما حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد لابن باز؟ وما دلائل جواز أو تحريم التهنئة قبل العيد؟ فحينما يقترب موعد العيد تلاحظ أن المسلمين يقوموا بتهنئة بعضهم البعض سعداء باقتراب تلك الأيام المباركة، ولكن ظهرت الكثير من الأقاويل خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي توضح أن التهنئة قبل الصلاة غير مباحة، لذا سنعرض لكم حكم التهنئة من قبل كبار الفقهاء مع توضيح الأدلة التي تم الاستناد إليها.

حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد لابن باز

قد أصبح متداول بين الكثير أن تهنئة المسلم بالعيد قبل أداء الصلاة أمر مُحرم ولا يجوز، وقد نتج عن هذا اختلافات كبيرة فانقسم المسلمون لفريقين الأول يوضح أن هذا الأمر لا يجوز والفريق الآخر يؤول أنه يجوز بل أن المسلم يؤجر عليه.

بالتالي كان يجب الوصول إلى رأي قاطع وموثوق حتى ظهر حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد لابن باز، فبالرغم أن ابن الباز لم يتحدث بشكل صريح عن أمر التهنئة بالعيد قبل موعد الصلاة، لكنه طرح حديثه عن التهنئة بالعيد بصورة عامة موضحًا أنه من الجائز أن يهنئ المسلم أخيه، مؤكدًا أن الصحابة كانوا يتصافحون ويهنئون بعضهم بمناسبة العيد، ويأتي حديثه قائلًا:

لا أعلم لهذا أصلًا، لكن كان السلف يهنئ بعضهم بعضًا: تقبل الله منك، تقبل الله منا ومنك، فإذا قابله، وصافحه، وقال: تقبل الله منا ومنك، وعيدك مبارك؛ فلا نعلم به بأسًا، هذا من العهد الأول بارك الله لك في العيد، أو تقبل الله منا ومنك، وكلمات نحو هذا، لا بأس، يكفي، أما المعانقة لا نعلم لها أصلًا، لكن معروفة بين الناس فيما بينهم إذا تقابلوا، وإلا تركها أولى، تكفي المصافحة، أو الدعاء بالقبول عند اللقاء”.

حكم التهنئة بالعيد عند ابن العثيمين

استكمالًا لحديثنا عن حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد لابن باز، فيرجى العلم أنه حينما سئل الشيخ حول رأيه في هؤلاء الذين يهنئون بعضهم البعض بمناسبة العيد قبل أدائهم مناسك الصلاة، كانت إجابته:لتهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنئ بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام”.

بالتالي يرى الشيخ أنه تصرف اعتاد عليه المسلمين عند اقتراب كل عيد من باب إدخال السعادة على أنفسهم بأن خير أيام الله السعيدة قد اقتربت ولا بأس فيه.

أقاويل وردت عن المشايخ حول التهنئة بالعيد قبل الصلاة

هناك بعض المشايخ على قدر من الشهرة ويثق بهم الناس قد سُئلوا عن حكم التهنئة قبل صلاة العيد وكان كل منهم لديه رأي مختلف مستندًا فيه على أدلة دينية، لذا في صدد الحديث عن حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد لابن باز سنتعرف على تلك الأقاويل التي تتمثل في:

1- الشيخ صالح الفوزان

حينما سئل أحد الأشخاص الشيخ صالح حول رأيه عن أمر التهنئة بعد ظهور آراء كثيرة تحرم هذا الأمر أوضح بأنه لا يرى أصلًا لهذه الشائعات؛ فلا يوجد ما يمنع المسلم من تهنئة أخيه، ولكن لكي نقطع هذا الشك يفضل التهنئة بعد صلاة العيد.

2- المغني لابن قدامة

يقول إن السلف كانوا يهنئون بعضهم بعد أداء الصلاة، فمحمد بن زياد قال: “كنت مع أبي أمامه الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك، وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامه إسناد جيد، وقال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة”.

3- الشيخ الألباني

بالرغم أنه لم يرد له حديث صريح عن رأيه في التهنئة سواء قبل الصلاة أو بعدها لكنه كان يرى أن التهنئة بشكل عام ـ كل عام وأنتم بخير ـ من صفات تحية الكفار وكان يرى أن استبدالها بعبارة “تقبل الله منكم طاعتكم” أفضل.

عادةً حينما يختلف الفقهاء على أمر ما يكون المستحب فيه هو الحل الأوسط فإن كان هناك اختلاف حول التهنئة قبل الصلاة فيفضل أن يهنئ المسلمين بعضهم بعد أداء مناسك الصلاة تجنبًا للشك.