ما حكم المايكروبليدنج للحواجب ابن عثيمين؟ وما هو حُكم النمص في الإسلام؟ يُعتبر المايكروبيلدنج للحواجب من التقنيات الحديثة التي تُستخدم لرسم الحواجب وزيادة كثافتها، وهي تُشبه الوشم كثيرًا وتستخدمها النساء بكثرة مؤخرًا، الأمر الذي دفع الكثير إلى البحث عن حُكمه في الإسلام وعند العُلماء البارزين كابن عُثيمين.

حكم المايكروبليدنج للحواجب ابن عثيمين

يُعتبر المايكروبليدنج للحواجب أحد التقنيات الحديثة المُستخدمة لرسم الحواجب والتي تقوم بإجرائها العديد من النساء، حيث إنها تُساهم في زيادة كثافة الحواجب بطريقة مُشابهة للطبيعية دون وجود أي فراغات فيها، وتُعتبر من التقنيات المُشابهة للوشم، حيث إنها دائمة ولا يُمكن إزالتها بسهولة.

اختلف العُلماء في حُكم المايكروبليدنج على عدة آراء وعن البحث عن حكم المايكروبيلدنج للحواجب ابن عثيمين وهو أحد العُلماء البارزين قام بإيضاح حُكمه، حيث قال إنه يُعد من أنواع الوشم فهو يُعتبر إيصال لون تحت جلد الحاجب وهو من الأمور المُحرمة شرعًا، لِما يتضمنه من الكثير من أسباب التحريم.

حيث يُعد المايكروبليدنج من باب الزينة لغير المحارم وهي من الأمور المُحرمة كما يُعد من باب تغيير أصل الخلقة التي خلقنا الله بها، ويدخل تحت باب الوشم، والوشم من الأمور المُحرمة سواء كان في الحاجب أو في أماكن مُختلفة.

يُمكن الاستدلال على حكم المايكروبيلدنج للحواجب ابن عثيمين في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قَالَ:

“لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ؟ فَقَالَ: وَمَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ…”.

حكم بالمايكروبليدنج عند هيئة كبار العُلماء

بعد معرفة حكم المايكروبليدنج للحواجب ابن عثيمين، يُمكن التعرف على آراء هيئة كبار العُلماء فيه، فاتفق العُلماء في المملكة العربية السعودية على حُكمه في الإسلام، فهو من الأمور المُحرمة والمحظورة لعدة أسباب.

حيث إنه يمنع من الوضوء بسبب مُشابهته للوشم فهو من التقنيات الحديثة التي تعمل على إدخال لون تحت البشرة من أجل ملء فراغات الحاجب وزيادة كثافته، كما يُسبب الكثير من الأمراض، واستدلوا بقوله تعالى:

(لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).

النمص في الإسلام

وجدنا أن حكم المايكروبليدنج للحواجب ابن عثيمين يدخل تحت بند النمص، لذا كان لابُد لنا من ذكر حُكم النمص، حيث إنه من الأمور التي اختلف فيها العُلماء في المذاهب المُختلفة، ويُمكن التعرف على الاختلاف من خلال ما يأتي:

  • مذهب الحنفية: يُعتبر النمص عند عُلماء الحنفية هو إزالة الشعر الزائد من الحاجبين من أجل الزينة وهو من الأمور غير الجائزة، ويُمكن إزالتها في حالة واحدة فقط إذا كان شكل حاجبيها يُنفر زوجها منها، حيث إن التزين للزوج من الأمور الواجبة في الإسلام.
  • مذهب الشافعية: النمص عند الشافعية هو إزالة شعر الوجه وهو مُحرم عندهم إلا في حالة نمو شعر في اللحية، حيث يُمكن إزالته في تلك الحالة بل هي من الأمور المُستحبة، فالنمص هو إزالة الشعر للزينة وليس لإخفاء عيب.
  • مذهب المالكية: يرى المالكية أن النمص مُحرم في حالة المرأة التي لا يجوز لها التزيُن، وذلك في حالة المرأة المتوفى عنها زوجها، وفي حالة وجود زوجها لا حرج في النمص، حيث إنه من الأمور الجائزة بل من المُستحب أن تتزين المرأة لزوجها.
  • مذهب الحنابلة: لا يجوز النمص للمرأة فهو يُعد من باب الزينة للأجانب وهي من الأمور المُحرمة شرعًا، ويجوز في حالة واحدة وهي طلب الزوج منها ذلك، ودليل تحريم النمص عندهم ظاهر الحديث في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله النامصة والمُتنمصة”.

حكم قص الحواجب

هُناك بعض الأحكام التي تتعلق بإزالة الشعر الزائد من الحاجب من بينها قص شعر الحاجب وهو إزالة الشعر الزائد الخارج من الحاجبين، دون التغيير في شكلهما، وهو من الأمور التي تختلف على النمص الذي هو نتف الحاجب، فهو يُعتبر أخذ الجُزء الزائد من الشعر من مُنتصفها دون إزالة الشعر نفسه.

اختلف العُلماء في تفسير حُكم قص الحواجب، ومن أبرز آراء العُلماء في حُكمه ما يأتي:

  • جمهور أهل العلم: اتفق الجمهور على تحريم قص الحاجب حيث إنه يدخل تحت باب النمص.
  • الحنفية: خالف الحنفية جمهور أهل العلم حيث إن قص الحاجب عندهم من الأمور الجائزة التي لا حرج فيها.

حكم حلق الحاجب بالموس

من الأحكام التي تتعلق بنمص الحواجب والمايكروبيلدنج، قص الحواجب أو حلقها بالموس سواء إزالتها نهائيًا ورسمها مرة أخرى أو تخفيفها، وهي من الأحكام التي اختلف عليها العُلماء، ويُمكن التعرف عليه من خلال ما يأتي:

  • جمهور أهل العلم: اتفق مُعظم العُلماء على أن حلق الحاجب يدخل تحت بند النمص أيضًا لذا فهو من الأمور غير الجائزة لما فيها من الزينة لغير المحارم وإظهار الفتنة، كما أنها تغيير في خلق الله.
  • الحنفية: يرى الحنفية أن النمص يتعلق بنتف شعر الحاجبين فقط، لذا لا يُعد حلق الحاجب مُتعلق بها ويختلف عنها في حُكمها حيث يُمكن قص شعر الحاجب أو حلقهما بالموس.
  • ابن عُثيمين: يرى ابن عُثيمين أن النمص هو إزالة شعر الحاجبين من الجذور وهو حرام شرعًا، أما الحلق بالموس أو القص من الأمور التي يرى بعض العُلماء أنها من الأمور المكروهة، لذا على المُسلم الابتعاد عن كُل أمر فيه شك.

هل المايكروبليدنج يمنع الوضوء

يُعتبر المايكروبليدنج للحواجب من التقنيات الحديثة التي تُستخدم لرسم الحواجب بشكل دائم، من خلال استخدام الحُقن التجميلية التي تحتوي على المواد الكيميائية، ويُشبه الوشم إلا أنه التقنية المطورة منه، يُستخدم من أجل الزينة ويُعد من التقنيات المؤقتة ولكنها تظل ثابتة مُدة طويلة.

يدخل المايكروبليدنج تحت حُكم الوشم حيث يُستخدم من خلال الحقن وإدخال اللون تحت البشرة، لذا تردد العديد من التساؤلات حول إذا كان يُمكن الوضوء والصلاة عند استخدام تلك التقنية أم لا؟

في حال كانت المادة الكيميائية المُستخدمة في الحقن سميكة وتظل ثابتة لفترة طويلة تحت البشرة، ولا يُمكن إزالتها بسهولة وتؤثر على إيصال الماء إلى جميع البشرة فإنه يُعد مانعًا للوضوء، وبالتالي لا تصح الصلاة به، وغير ذلك فإنه يُمكن إزالتها والوضوء للصلاة، ولكن من الأفضل الابتعاد عن تلك الأمور.

يُعد حُكم المايكروبليدنج للحواجب من الأمور التي يهتم بها الكثير من الناس، والتي حرص العُلماء على بيان حُكمها ومن بينهم ابن عُثيمين.