ما هو حكم نزول دم خفيف قبل الدورة؟ وما أسباب نزول دم قبل موعد الحيض؟ فتعد تلك من المشكلات الشائعة بين السيدات، وهذا الأمر يسبب شعورها بالقلق الشديد خوفًا من أن يكون ناتج عن أي من المشكلات الخطيرة، كما تشعر بالحيرة عند أداء العبادات لأنها لا تستطيع التمييز إذا كانت دلالة على الحيض أو لا، لذا سنعرض لكم كافة الإجابات عن هذه الأسئلة فيما يلي.

حكم نزول دم خفيف قبل الدورة

قد تلاحظ المرأة نزول بعض القطرات من الدم قبل الموعد المحدد للدورة الشهرية وهذا ما يشعرها بالحيرة خاصةً في فترات الصيام أو حتى الصلاة وغيرها، وفي الحقيقة اختلف الفقهاء وعلماء الدين حول حكم نزول دم خفيف قبل الدورة الشهرية، حيث انقسم رأيهم إلى قسمين وهم:

1- مذهب المالكية

قد رأوا أن هذا الدم يندرج من ضمن الحيض، وذلك لأن فترة الحيض لا ترتبط بوقت محدد فقد تسبق الموعد المحدد أو تتأخر قليلًا، وبالتالي لا يجوز للمرأة الصيام أو الصلاة وترفع عنها تكاليف العبادة وذلك مستندين على قول صاحب الفواكه الدواني: “الحيض لا حد لأقل زمنه، وأما باعتبار أكثره فحده خمسة عشر يومًا لمن تمادى بها، وأما اعتبار الخارج، فله حد باعتبار أقله، وهو القطرة.

2- الحنفية والشافعية

قد رأوا أن هذه القطرات لا يمكن أن تكون حيض وذلك لأن فترة الحيض تكون 3 أيام بلياليهم وفقًا للحنفية، بينما الشافعية تؤول أن فترة الحيض تكون على الأقل يوم بليلة فمتى نقص عن هذه الفترة فما هو إلا استحاضة.

3- ابن عثيمين

حينما سأله أحدهم عن تفسيره للدم النازل قبل الحيض أوضح أن دم الحيض له شكل وصفات محددة معلومة، بالإضافة إلى الأعراض التي تصاحبه، بينما تلك القطرات لا تعد من الحيض واستند إلى ما ذهب إليه بقول أمِّ عطيَّةٍ قالت: “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا“.

4- ابن جبرين

أوضح أن هذا الدم لا يرفع التكاليف الدينية عن المرأة لأنه دم فاسد ليس إلا، فلن تحتاج المرأة سوى حماية ملابسها من التلوث وأن تقوم بالوضوء عند أداء كل صلاة مادامت تلك القطرات مستمرة في النزول، بينما في حال توقف الدم فيمكنها الصلاة بوضوئها السابق.

لماذا لا تندرج قطرات الدم قبل الحيض من الحيض

قد استند الفقهاء أنه ليس حيض على بعض الأدلة حتى وإن سبق موعد الدورة الشهرية بفترة وجيزة، لذا في صدد حديثنا عن حكم نزول دم خفيف قبل الدورة سنتعرف على هذه الأسباب وهي:

  • تنقسم الكلمات في القرآن إلى قسمين الأول يحتمل المعاني الشرعية الواضحة التي لا جدال بها والقسم الآخر يحمل المعاني اللغوية، وتعد كلمة الحيض ومن الألفاظ اللغوية التي تشير إلى السيلان، وبالتالي فإن قطرات الدم لا تعد سيلان لأنه لا يحقق المعنى المقصود لذا فهي ليست حيضًا.
  • يقال إن علي بن أبي طالب أكد أن المرأة لا تحتاج إلا التطهر والاغتسال إذا رأت بعض من القطرات بل في حين لاحظت دمًا سميكًا هنا يكون الأمر مختلف.
  • يقول بعض العلماء أن التكاليف الدينية لا يجب أن تعتبرها مرفوعة في تلك الأمور التي لا تكون هناك اتفاق عليها، وذلك لأن العبادة في ذمة المكلفة بيقين وبالتالي تحتاج إلى أمر يقين لكي تزول ولأن قطرة الدم ليس دلالة أكيدة على الحيض؛ فإنه يفضل احتياط العبادة لربما يكون دمًا فاسدًا.

أسباب نزول دم قبل الحيض

أحيانًا يكون نزول الدم قبل الدورة الشهرية أمر طبيعي يطلق عليه استحاضة ولا يشكل أي ضرر على صحة المرأة، ولكن قد يكون دلالة على بعض الأمور أو تحذير لك، لذا بعدما تعرفنا على حكم نزول دم خفيف قبل الدورة نطرح لك هذه الأسباب وهي:

  • خلل في الجهاز التناسلي: فقد يكون بسبب الأورام الليفية الحميدة التي أصيبت الرحم، وهنا ينتج عنها نزيف قد يكون حاد أو شديد.
  • معاناة المرأة من تكيسات المبيض: وذلك لأن الهرمونات الذكورية في جسم المرأة يتم إفرازها بمعدل أكبر عن غيرها.
  • الإصابة بانتباذ في الرحم: وهو ما يطلق عليه النمو الخارجي لبطانة الرحم.
  • الحمل: فحينما يحدث الحمل فمن المرجح أن تلاحظ المرأة في الشهور الثلاثة الأولى نزول بعض القطرات وذلك ناتج عن زرع الجنين في الرحم، ولكن تلاحظ المرأة أن لون هذه القطرات بنية.
  • الإجهاض: إذا كانت المرأة حامل بالفعل ولكن شعرت بتقلصات شديدة وألم حاد ثم لاحظت نزول هذه القطرات فهنا يجب التواصل مع الطبيب على الفور.
  • المعاناة من الالتهابات: قد يكون ناتج عن الإصابة بعدوى فطرية مثل الكلاميديا وهنا ستلاحظ تهيج شديد في هذه المنطقة، وزيادة عدد مرات التبول والرائحة الكريهة، وإن نزول هذه القطرات بعد حدوث الجماع أو أثناء حدوثه يدل على التهابات في عنق الرحم.
  • الأدوية: قد يكون من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي تعمل على تنظيم وظائف الغدة الدرقية، أو تلك الأدوية الخاصة بتنظيم مستوى الهرمونات بالجسم، العلاجات الخاصة بعلاج سرطان الثدي.
  • حبوب منع الحمل: هناك بعض حبوب منع الحمل التي تسبب انخفاض واضح في مستوى هرمون البروجسترون، وبالتالي يحدث النزيف عندما لا يتم ولوج أي من البويضات المخصبة.
  • الإصابة بسرطان عنق الرحم: في كثير من الأحيان قد يكون سرطان الرحم من أعراضه الأساسية هو نزول هذه القطرات، وهنا يجب استشارة الطبيب سريعًا لتجنب أي من المخاطر الصحية.

ليس بالضرورة أن يكون كل دم ينزل على المرأة حيض، لأن هناك أسباب عديدة قد يترتب عليها هذا الدم، ويفضل التواصل مع الطبيب للتأكد أنه لا يشير إلى أي من المخاطر، وفي حالة الشك بقرب الدورة الشهرية فلا يجب أداء العبادات.