ما حكم وصف انسان بمالك الملك؟ وهل يجوز تسمية المولود مالك؟ يوجد الكثير ممن يصفهم غيرهم بمالك الملك، أو الملك، وكذلك الكثير ممن يسمون مولودهم باسم مالك، ومن المعروف أن مالك الملك الوحيد هو الله عز وجل، وهو الذي يتصف بتلك الصفة، فينتابهم القلق في بعض الأحيان بشأن حُكم القيام بأي من الأمرين، لذا من خلال السطور التالية سنوضح حُكم الشريعة الإسلامية بشأن الوصف بمالك الملك أو تسميته مالك.

حكم وصف انسان بمالك الملك

يُطلق لقب مالك الملك على الله وحده لا شريك له، فهو الواحد الكامل الذي ليس كمثله شيء، وعندما يتأمل البعض هذا الأمر قد يختلط عليهم حكم وصف ‘نسان بمالك الملك، لذلك جدير بالذكر أنه لا يجوز تسمية شخصٍ ما مالك الملك أو مالك الأملاك، وكذلك جعله لقب أو صفة لأي شخص خلقه الله، حيث إنه صاحب الجلالة عز وجل الوحيد على امتلاك الكون كله.

استعان علماء الفقه والشريعة الإسلامية في إطلاق هذا الحُكم بما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “إنَّ أخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأمْلاكِ، زادَ ابنُ أبِي شيبَةَ في رِوايَتِهِ لا مالِكَ إلَّا اللَّهُ عزَّ وجلَّ” صحيح مسلم.

كذلك تم الاستعانة برواية أخرى من روايات أبي هريرة بهذا الشأن، حيث قال رسول الله: “أخْنَعُ الأسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ- رَجُلٌ تَسَمَّى بمَلِكِ الأمْلَاكِ. قالَ سُفْيَانُ: يقولُ غَيْرُهُ: تَفْسِيرُهُ شَاهَانْ شَاهْ” صحيح البخاري.

جدير بالمعرفة أن المقصود من كلمة (أخنع الأسماء) الواردة في أحاديث النبي أحقر الأسماء وأوضعها وأصغرها عند الله يوم القيامة، فيرى الله أن الشخص الذي وصف نفسه بمالك الملك أو الأملاك هو شخص متكبر سمى نفسه بصفة من صفات الله التي تبغض عنده إذا كانت اسم لمخلوق من عباده، فلا يسحق العبد مهما بلغ من درجات الكمال وصفه بصفة تابعة إلى الله تعالى وحده.

حكم تسمية المولود باسم مالك

بعد التأكد من أن حكم وصف إنسان بمالك الملك لا يجوز شرعًا وقد تمت الاستعانة بما ورد في سنة النبي صلى الله عليه بما يثبت ذلك، نجد الكثير ممن عرفوا ذلك اختلط عليهم الأمر بين الحكم الموضح سابقًا وحكم تسمية المولود الجديد باسم مالك.

لذا جدير بالذكر أن تسمية الطفل باسم مالك لا يشكل أي مشكلة في الشريعة الإسلامية، فتجوز تلك التسمية نظرًا لأنه لم يتم وصف الله بالمالك، بل بمالك المُلك أو الأملاك كلها، وأيضًا بملك الأملاك وبملك الملوك، وهو ما يُحرم على العبد التسمية أو الاتصاف به، أما اسم مالك فليس فيه حرج على المسلم.

كذلك هناك الكثير من الأسماء الأخرى التي تُشبه اسم (مالك) ويتهيأ لمسميها أنها قد تكون من صفات الله، نظرًا لأنها من أسماء الله الحسنى، وهي الأسماء التي تصلح أن تكون تابعة لله تعالى أو لغيره من عباده، مثل الأسماء: رؤوف، وسيد، وعزيز، وكريم، وما يُشبه ذلك من الأسماء الأخرى.

بالرغم من أن الاسم يُطلق على الله تعالى ويُعد اسم من أسمائه الحسنى، إلا أنه من الجائز تسمية العبد بنفس الاسم، وذلك نظرًا لأن حقيقة الصفة التي نبع منها اسم الله تعالى غير الحقيقة الخاصة بالصفة التي نبع منها اسم المخلوق، حيث يختلف كلٍ منهما عن الآخر في حقيقة الذات.

يُمكن فهم ذلك عند ملاحظة الفرق في المعنى بين المسميات التي تُطلق على الله تعالى وعبده في نفس الوقت، حيث يُعد المعنى وراء الاسم الذي يُطلق على الله من المعاني الثابتة التي لا تتغير والتي لا يستطيع أي شخص أن يتشبه بها في المعنى، فيستطيع العبد التسمية بأي اسم من أسماء الله ما دام الاسم لا يُطلق على صاحب الجلالة على جهة الاختصاص والانفراد.

لذا أصدرت دار الإفتاء قرار جواز التسمية باسم مالك وقد أشارت إلى أن هذا الاسم ورد في القرآن الكريم عندما تمت تسمية أحد الملائكة به، وهو مالك خازن جهنم، وجاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ” الآية 77-78 من سورة الزخرف.

من المهم أن يتعرف الفرد على التفاصيل المتعلقة بالأحكام الصحيحة في الشريعة الإسلامية نظرًا لأن هناك الكثير ممن قد يقومون بأفعال لا يعرفون حُكم تحريمها.