صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو؟ وكيف كان خير عون له؟ حيث حفّت المخاطر حول رسول الله من قِبَل قريش والمشركين جراء الدعوة إلى الإسلام، فقد أوحى الله إلى نبيه بالهجرة إلى المدينة، وامتثالًا لما أمره الله به فقد أعدّ نفسه من أجل الهجرة وأخبر صاحبه بإعداد نفسه لمرافقته في تلك الرحلة، ومن خلال الآتي تسرد مقتطفات عن ذلك الصحابي الجليل واُثره الطيب في حياة النبي.

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو

أبو بكر الصديق هو الذي صاحب النبي في غار ثور، الذي طالما تعجل في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم صحبته في الهجرة إلى المدينة، ذلك الصحابي الذي الجليل الذي عرف عنه سماحة الوجه وقوة الشخصية والأخلاق الحميدة، كما عرف بحبه وصدقه الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم.

حماس أبو بكر لمصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم

إن حب أبو بكر للرسول عليه الصلاة والسلام قد فاق الحدود وقد كان أقرب الصحابة له كما أنه هو أول من أسلم من الرجال وقد كان سيدًا من سادات قريش ومعروف عنه رجاحة العقل والتفكير، ومن هنا قد يستدل على أهم ما يوضح إيمان أبو بكر الصادق بالإسلام وحبه الجام لرسول الله:

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو، لا بد حقًا من أن يكون هو أبو بكر الصديق، الذي كثيرًا ما كان يطمح إلى الهجرة ومصاحبة رسول الله، فحينما استأذن أبو بكر النبي في الهجرة، فكان رده صلى الله عليه وسلم عليه” لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحباً.

عندما أذن الله لرسوله بالخروج إلى الهجرة فذهب إلى بيت أبو بكر الصديق وقال له” إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة“، فقال أبو بكر الصديق “الصحبة يا رسول الله؟” قال “الصحبة“، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها في هذا ” فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي“.

وشرع في إعداد راحلتين له وللرسول صلى الله عليه وسلم، وحينما خرجا وعلمت قريش بذلك أتبعتهم حتى يعترضوا طريقهم، فعمدا إلى غار ثور وهو جبل بأسفل مكة.

كما أمر أبو بكر ابنه عبدالله أن يتسمع لهما ما يذكره الناس خلال النهار، حتى إذا دخل الليل يأتيهما بما استمع، كما أمر عامر بن فهيرة الذي كان يرعى غنم أبي بكر أن يمسح أثار سيرهم حتى لا يستطيع المشركين تتبعهم، كما أن ابنته أسماء بنت أبي بكر كانت تأتيهما بالطعام في المساء.

حينما خرج المشركين من أجل اقتفاء أثر الرسول، وبلغوا الغار، واقتربوا منه حتى لو نظر أحد تحت قدميه لأبصرهم، وقد حدث أبا بكر أنس بن مالك في ذلك فيقول أنه قال للنبي” لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟”، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”.

وقد رأى المشركون على باب الغار نسيج العنكبوت فاستدلوا بذلك أن لو كان أحد دخل الغار ما كان نسج العنكبوت ظل على بابه، ويعد ذلك من تدبير الله عز وجل إذ اخفاهم عن أنظار المشركين وهم تحت ناظرهم.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة التوبة، آية40 ” إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو أبو بكر الصديق الذي مكث معه في الدار ثلاثة أيام حتى اختفت قريش عن الأنظار، ثم خرجا حتى وصلا المدينة المنورة.

حياة أبو بكر الصديق ومواقفه مع الرسول

هو عبدالله بن أبى قحافة التيمي القرشي، سمَّاه الرَّسول صلى الله عليه وسلم بعبد الله بعد أن كان يسمَّى بالجاهليَّة عبد الكعبة ، كما لقبّه بالعتيق، و الأوّاه، إضافةً إلى ما يلحق اسمه دومًا بصفة الصديق حيث لقبّه النبي إياه لكثرة تصديقه له، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة كما كان أكثر الصحابة إيمانًا وزهدًا، ومن أبرز مظاهر حبه للإسلام والرسول ما يلي ذكره:

بعد إسلام أبي بكر، بدأ يدعو إلى الإسلام مَن وثق به من قومه، فقد أسلم على يديه عددًا من الصحابة مثل، عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبى وقاص.

حينما اشتد أذى قريش والمشركين للمسلمين خاصةً المستضعفين، وكان منهم بلال بن رباح مؤذن الإسلام، فقد كان عبد يعذب من قبل سيده أمية بن خلف حتى يخرج عن ملة الإسلام، وعذبه بكل صنوف العذاب الموحش، من منعه عن الطعام والشراب إلى وضعه على ظهره فوق الرمال الملتهبة الحارقة، إلى وضع صخرة فوق صدره، وما زاده ذلك إلا تمسك بالإسلام حتى هيأ الله له أبو بكر الصديق.

عندما علم أبو بكر الصديق ما يتعرض له ذلك العبد من كل أنواع العذاب على يد سيده، فذهب إلى أمية بن خلف واشتراه منه وأعتقه لوجه الله، كما استمر أبو بكر في شراء المملوكين والعبيد من المسلمين والمسلمات وعتقهم.

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو أبو بكر الصديق الذي لم يتوانى لحظة في خوفه وحرصه على النبي في هجرتهم حيث كان شديد المراقبة، كما أنه لم يسمح لرسول الله بالدخول قبل أن يدخل هو اولًا، حرصًا عليه من الأذى إذ ما تواجدت دابة تصيبه قبله.

شهد أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات منها غزوة بدر التي كانت له مواقف مشهورة بها، منها حينما علم النبي بنجاة القافلة وتمسك قريش بالإصرار على رأيهم في قتال النبي، فاستشار أصحابه في هذا، فكان أبو بكر أول من قام وقال وأحسن.

كما شهد غزوة أحد، وقد شاع أن سيدنا محمد قتل عندما تفرّق الصحابة من حوله وتبعثر المسلمون، فكان أول من شق الصفوف ووصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر واجتمع به هو والصحابة.

إنجازات أبو بكر الصديق في خلافته

الذي التحق بخلافة المسلمين بعد انتقال الرسول للرفيق الأعلى، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور هو أبو بكر الصديق، الذي غمرت فترة خلافته الكثير من الأعمال الهامة للمسلمين، ومنها ما يلي ذكره:

تنفيذ ما كان النبي يسعى إليه قبل موته من أمر تيسير جيش أسامة بن زيد إلى معركة مؤتة، وقد نفذ أبو بكر ذلك رغم اقتراح بعض الصحابة بتأجيل المسيرة إلا أنه رضي الله عنه رفض ذلك.

بعد موت الكثير من الصحابة الذين يحفظون القرآن في صدورهم، تنبه أبو بكر رضي الله عنه إلى ضرورة جمع آيات وسور القرآن الكريم وضمها في مصحف واحد، وقام بجمعه من الرقاع اللحاف والحافظين.

قيام حروب الردة على المسلمين الذين امتنعوا عن دفع الزكاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و الذين ارتدوا عن دين الإسلام، وقد أصّر أبو بكر عليها كي يردع كل من يدخل الشك في الدين، وقد شملت حروب الردة عدة مناطق منها، بنى سليم، بني حنيفة، حضرموت والشام.

كما قام بالعديد من الفتوحات الإسلامية لمرور رسالة الإسلام لكل مناحي الأرض وكان ذلك دون جبر أحد على الدخول إلى دين الإسلام .

إضافةً إلى تنظيمه للدولة والتقسيمات الإدارية، حيث ولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه قاضيًا لأمور المسلمين، كما ولى أبي عبيدة مسؤولية بيت مال المسلمين.

إنَّ أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان خير الصاحب وأجلّ الصحابة المقربين لقلب الرسول صلّى الله عليه وسلم، فهو الذي لم يتوانى أو يتكاسل لحظة لخدمة رسالة الإسلام.