صحابي يلقب بفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من كبار الذين عايشوا أشرف الخلق وآمن برسالته وحارب معه في معظم غزواته، فكلمة الصحابي لا تطلق إلا لمن آمن بالدين الإسلامي على يد النبي محمد وشارك في نشره وتوسيع الدولة الإسلامية بشرط أن يكون مات على التوحيد.

صحابي يلقب بفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو

إن صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هم من آمنوا به وساعدوا في نشر الرسالة ودافعوا عنه بكل ما لديهم من قوة، كما تولوا الخلافة من بعده، وكان لكل منهم دور كبير في ذلك.

فأشار العلماء إلى أن الإجابة عن سؤال صحابي يلقب بفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبي قتادة المعروف باسم الحارث بن ربعي الأنصاري، وهو من يُقال إن اسمه الحقيقي النعمان بن ربعي وقيل إنه عمرو بن ربعي، ومن الجدير بالذكر أن لقبه مشهور أكثر منه.

أبو قتادة من الأنصار الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما حدث بعد غزوة بدر، وشارك في الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس، حيث أسلم وهو في عمر صغير وشارك في غزوة أحد.

كان رسول الله يعتمد عليه في قيادة سريتين قام بإرسالهم عام 8 من الهجرة، إحداهما إلى نجد والأخرى إلى بطن إضم، فنال منهم الكثير من الغنائم، حيث تم إطلاق عليه فارس رسول الله بفضل ما قام به في غزوة قرد، عندما قتل محرز بن نضلة على يد مسعدة بن حكمة الفزاري.

لكن أبو قتادة قام بمطاردته بخيله حتى وصل إليه ونال منه، وذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له وقال “اللهم بارك له في شعره وبشره، ودامت بطولات أبي قتادة حتى خلافة عمر بن الخطاب حيث شارك في فتح بلاد فارس وتولى منطقة كانت تساوي 15 ألف درهمًا كانت ملك لإحدى قادات فارس الذي قام بقتله، فمنحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إياها.

كما شهد فترة الفتنة في عهد عثمان بن عفان وكان مع على بن أبي طالب رضي الله عليهما، وكان واليًا على مكة لفترة لكن تم عزله وتولي قثم بن العباس، بينما شارك مع علي بن أبي طالب كل معاركه.

صفات الحارث الأنصاري

إن أبي قتادة قال عنه عبد الله بن عمير: “أن عمر بعث أبا قتادة، فقتل ملك فارس بيده، وعليه منطقة قيمتها خمسة عشر ألفًا، فأعطاها إياه عمر”، كما وصفه أصحابه بأنه يمتلك من الصفات خيرها.

فقال أبي سعيد الخدري “أخبرني من هو خير مني “يقصد أبي قتادة”، فهو كان شديد الالتزام بدينه وكان يحاول الالتزام بكل تعليماته في أقواله وأفعاله ليتجنب النار، حيث سأله الصحابة عن امتناعه عن حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه سمع النبي يقول: “من كذب علي فليشهد لجنة مضجعً في النار”.

رواية الحارث بن ربعي الأنصاري للحديث

روى أبي قتادة الحديث النبوي عن عمر بن الخطاب وعن معاذ ابن جبل، لكن روى عنه عطاء بن يسار وعلى بن رباح اللخمي وعبد الله بن معبد الزماني وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري.

وفاة أبي قتادة

اختلف المؤرخين في وفاة أبي قتادة، ولكن قيل إنه توفى في العام الرابع والخمسون من الهجرة عن عمر سبعون، وإنه كان بالكوفة عند وفاته وكان ذلك في العام الأربعين من الهجرة في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث صلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عليه هو وأبناءه عبد الله وعبد الرحمن وعبيد.

دافع الصحابة عن رسول الله في مرات عديدة، فمنهم من يلقب بفارس رسول الله والآخر صديقه الوفي، فرضوان الله عليهم جميعًا لحفظهم لسنته ونقلها للأجيال القادمة بأزمنة طويلة.