صحة حديث اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا أصبح حديث الساعة بين الكثير من المسلمين خلال الفترة الأخيرة، ويعود الأمر في ذلك إلى أن هناك عدد لا حصر له من الأحاديث النبوية الشريفة التي تنتشر مع قدوم المناسبات الدينية مثل رمضان والعيد بالإضافة إلى بعض الأدعية التي يتم نقلها إلى المسلمين ويرغب الكثير في التأكد من صحتها، وهذا ما سوف نتناوله اليوم عبر موضوعنا.

صحة حديث اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا

يشير نص حديث اللهم لا تجعله آخر العهد إلى ” عن الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، والذي قال: “دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بَصُر بي قال لي: يا جابر، هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا؛ فإنه مَن قال ذلك ظفِر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته”.

وفقًا للسنة النبوية، لا يوجد صحة للحديث السابق، ويعود الأمر في ذلك إلى أنه لا يذكر في أحاديث السنة النبوية من الأساس، فهذا الحديث يعد من الأحاديث الضعيفة للغاية والتي تعد مكذوبة عن الرسول، ويجب على المسلمين إيقاف انتشاره بينهم، وعدم تداوله حتى لا يتأثر به الآخرين دون علم.

حكم دعاء اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا

كما ذكرنا من قبل أن حديث اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا من الأحاديث الكاذبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن يتم تداوله بين المسلمين، أما عن حكم الدعاء باللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا دون أن ننسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

فرأى علماء المسلمين أنه يجوز شرعًا، ويعود الأمر في ذلك إلى أن الدعاء لا يشير إلى قطيعة أو أذى أو الشرك بالله، ولكنه يحمل معاني الخير، لذا يمكن الدعاء به دون نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

أحاديث منتشرة عن رمضان غير صحيحة

في صدد التعرف على صحة حديث اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا، دعونا نقدم لكم الكثير من الأحاديث التي تنتشر عن شهر رمضان، ولكنها ضعيفة ومكذوبة ولا يصح تداولها بين المسلمين، وذلك على النحو التالي:

“أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحطُّ الخطايا ويستجيب فيه الدُّعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنَّ الشَّقي من حرم فيه رحمة الله عزَّ وجلَّ”.

“اتَّقوا شهر رمضان، فإنَّ الحسنات تضاعف فيه، وكذلك السَّيئات”.

“من كان عليه في رمضان شيءٌ، فأدركه رمضان، فلم يقضه؛ لم يقبل منه، وإن صلَّى تطوعًا وعليه مكتوبةٌ؛ لم تقبل منه”.

“من قضى صلاةً من الفرائض في آخر جمعةٍ من شهر رمضان، كان ذلك جابرًا لكلِّ صلاةٍ فاتت في عمره إلى سبعين سنةٍ”.

أحاديث صحيحة عن شهر رمضان المبارك

بعد الاطلاع على جملة الأحاديث الضعيفة التي تتداول بحق شهر رمضان المبارك، دعونا أن نقدم لكم اليوم مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي يجب تداولها بين المسلمين في شهر رمضان المبارك من أجل الحصول على الفضل والأجر والثواب العظيم، وذلك كما يلي:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقالَ: لا تَصُومُوا حتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ أُغْمِيَ علَيْكُم فَاقْدِرُوا له“.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ“.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك ، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”.

أحاديث ضعيفة في رمضان إسلام ويب

في جملة التعرف على صحة حديث اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا، نجد أن الكثير من المسلمين يرغبون في البحث عن بعض الأحاديث الضعيفة الأخرى التي يمكن تداولها عن شهر رمضان المبارك، وذلك ما سوف نقدمه لكم عبر هذه الفقرة كما يلي:

“كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر”.

“من أفطر يوماً من رمضان فمات قبل أن يقضيه فعليه بكل يوم مد لمسكين”.

“شهر رمضان شهر أمتي ترمض فيه ذنوبهم، فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب ولم يغتب وفطره طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها”.

“إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى”.

“نسخ الأضحى كل ذبح، وصوم رمضان كل صوم، والغسل من الجنابة كل غسل”

 هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي يعتمد الكثير من المسلمين عليها، لذا يجب في البداية الرجوع إلى السنة النبوية للتأكد من صحة الحديث، حيث هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي يتم تداولها بين المسلمين دون إدراك.