عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار فرضها الله تعالى على المسلمين ولا يصح الإسلام من دونها، فإخراج الزكاة من أركان الإسلام الخمس التي يجب على المسلم الالتزام بها، فمع تخصيص النية لله عز وجل، فيجب أن تتضمن الزكاة عدة شروط وأوقات أكد عليها المولى عز وجل، حيث ثبت فروض الزكاة في الكثير من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار

جاءت كلمة زكاة من الفعل زكا ومعناه زاد الشيء، لذلك أُطلق عليها ذلك الاسم، لأنها تزيد من مال من يتزكى، والزكاة تُطهر صاحبها وتنقيه كما ودلالة ذلك قوله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”، كما عرّف علماء الدين الزكاة بتعريفات كثيرة ولكن اجمعوا على أنها تشير إلى الزيادة، النماء، البركة والصدقة، وشروط وجوب الزكاة تتمثل في الآتي:

  • مُكيلة: بمعنى أن يكون موزوناً، فقد روى يحيى عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضوان الله عليهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين.
  • مُدخرة: يجب أن تكون الحبوب والثمار الذي يريد المرء أن يزّكي بها توجد في منزله ويأكل منها.
  • تبلغ النصاب: أن تكون بالغة النصاب الذي أوجبه الله عز وجل وهو خمسة أوسق ويعادل 612 كيلو جرام.
  • النصاب مملوك وقت الزكاة: لا يجب فيما يأخذه اللقاط أو يأخذه بحصاده، أو ما يجتنبه من المباح كالبطم، والزعبل ولو نبت في أرضه.

حكم وجوب الزكاة في المذاهب الأربعة

زكاة الحبوب الأصل في نصابها هو الكيل، وهي تجب بإجماع العلماء، فعن جابر رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:” لسي فيما دون خمس أواقً من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذودً من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسقً”، حيث أنزل الله عز وجل في كتابه الكريم عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار، وكان لكل مذهب رأي كالتالي:

أولًا: في الحنفيّة

لا يوجبون الزكاة في مال المجنون والصبي، ويجب أن تكون الأرض عشريّة أي الأرض التي يخرج منها العُشر من ريعها، ولا تجب الزكاة في الأرض الخراجية التي فُتحت عنها، حيث يؤكد علماء الحنفية في أنه لا زكاة في أرض لا تخرج أي ما يخرج منها بقصد النماء والاستثمار، أما بالنسبة للحطب أو العشب فلا زكاة به.

ثانيًا: في المالكيّة

الخارج يكون من الحبوب، مثل التمر، الزبيب، الزيتون، فأكد علماء المالكية أنه لا زكاة في الفواكه والخضراوات والبقول، سواء كانت الأرض عشريّة أو خراجيّة، ويشترط بلوغ النصاب (خمسة أوسق)، وهذا يعادل 653 كيلو جرام.

ثالثًا: في الشافعيّة

الخارج مما يقتات ويمكن إدخاره ولا زكاة في الخضروات والبقول والفواكه، والحب تكون الزكاة فيه بعد تصفيته بشرط يكون بلغ النصاب (خمسة أوسق)، ويجب أن يكون تابع لشخص معين، ولا زكاة على الأرض الوقفية، أو النخل الذي يوجد في الصحراء لأنه ليس له مالك.

رابعًا: في الحنابلة

أما شرط الحنابلة في عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار هو أن يكون الخارج قابل للادخار، ولا زكاة في الفواكه أو الخضروات، وشرطهم بلوغ النصاب (خمسة أوسق)، والحب يكون بعد تصفيته كما في الشافعية وجفاف الثمر، يجب أن يكون مملوك للحر المسلم في وقت إخراج الزكاة.

حيث تضم ثمرة العام الواحد على بعضها إذا كانت من نفس الجنس، مثل: (التمر بأنواعه)، أما بالنسبة للأدوات والأجهزة الزراعية فلا يوجد زكاة فيها، وتكون الزكاة في الحبوب والثمار بعد حصاده.

شروط الزكاة

عند إخراج الزكاة من الحبوب والثمار يوجد مقدار فرضه الله عز وجل، ويكون واجب إخراجها عندما يشتد ولا يحتاج إلى سقاية بعد، أما بالنسبة للثمر فعندما يكون صالح وطيب، حيث يتضمن إخراج الزكاة من الحبوب والثمار عدة شروط منها الآتي:

  • في حالة سقايتها تسقى بالسيل والمطر أو الأنهار فالمقدار العشر.
  • أما إن كانت تسقى بالمكاين والدواليب أو الحيوانات فالمقدار نصف العشر.
  • إذا كانت تسقى بالأمطار والأنهار بدون مئونة فالمقدار العشر.
  • بينما إذا كانت بالمئونة والدواليب والمكاين فالمقدار نصف العشر.

مصارف الزكاة

بعد بيان عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار يجب الإشارة إلى أنه يجب إخراجها في وقت وصولها للطيب والنضج، فقال الله تعالى “وآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ”، وذلك ما يمكن قصد به عدة مناحي يُطلق عليها مصارف الزكاة وهي تتمثل في الآتي وذلك استدلالًا لقوله تعالى: “إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”:

  • الفقراء والمساكين: وهم من ليس لهم مال أو مصدر رزق، ولا يكون لهم أحد من الأقارب يمكنه أن ينفق عليهم، حيث لا يتمكنون من تلبية حاجات يومهم الأساسية كالملبس والمأكل.
  • العاملون عليها: الذين ترسلهم الدولة لجمع الزكاة وتقسيمها وتوزيعها.
  • المؤلفة قلوبهم: يمكن أن يكونوا غير مسلمين لكن يجب إعطائهم لتأليف قلوبهم للدين الإسلامي ورحمته.
  • في الرقاب: هم العبيد من المسلمين لدى غير المسلمين وقد كتب لدى مالكه فله شروط معينة يصبح حُر إن وفاها، فهم أولى بالزكاة والإحسان.
  • الغارمون: من لديهم دين كبير ولا يتمكنون من سده، حتى وإن كان غني لكن لديه دين يجب أن تُصرف الزكاة.
  • في سبيل الله: هم المجاهدون في سبيل الله ويُفنى عمرها في الجهاد ولا يعد لهم مصدر رزق آخر.
  • ابن السبيل: هو المتوجه من بلده قاصدًا بلدًا آخر، فلم يتمكن من الكسب خلال طريقه ونفذ ماله لظروف قد تعرض لها ونفذ ماله.

أركان الإسلام هي أهم ما على المسلم مراعاته، حيث جاء المولى عز وجل في تعاليم الدين الإسلامي لإخراج الناس من ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور السلام والإيمان والعلم.