فضل آية الكرسي عظيم، لذلك حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على قراءتها قبل النوم وفي أوقات عديدة، ولقد أكد العلماء على أن قراءة القرآن بشكل عام تزيد من البركة والرزق، حيث إن لكل سورة من في القرآن الكريم لها فضل وفوائد كثيرة تعود على المسلم، وسوف نتعرف من خلال هذا الموضوع على فضل آية الكرسي.

فضل آية الكرسي

تُعد آية الكرسي من أعظم الآيات القرآنية التي عُرفت بفضلها الكبير ومكانتها العظيمة، كما إنها لها شأن مميز بين آيات الذكر الحكيم، وذلك بسبب ورود أحاديث نبوية عديدة تؤكد على فضل هذه الآية الكريمة، وعندما سُأل الصحابة حول أعظم آية من الآيات القرآنية فقالوا إنها آية الكرسي، وسوف نتعرف على فضل آية الكرسي من خلال الفقرة التالية:

  • تعتبر آية الكرسي من أعظم آيات القرآن حيث تضمنت كلماتها اسم الله تعالى المبارك الذي إذا دعا المسلمون به استجاب الله لهم الدعاء.
  • الآية الكريمة تتكون من خمسين كلمة منعشة للقلوب وتساعد على تنقيها وتعطي لقارئها 50 حسنة وتفتح لها أبواب جنتك.
  • قال النبي –صلى الله عليه وسلم- إنها سيدة القرآن الكريم، والدليل على ذلك، قوله: “سورة البقرة فيها آية هي سيدة أي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه“.
  • توجد واحدة من أهم القواعد الإسلامية الأساسية، وهي التوحيد بالله –عز وجل- حيث تبدأ بها الله واحد لا شريك له.
  • عندما يقوم المسلم بقراءة آية الكرسي فإنه يقوم بعبادة عظيمة، وتساعد المسلم على الشعور براحة وهدوء وسكينة للنفس، كما إنها تساعد على علاج الكثير من الأمراض النفسية والجسمانية.
  • جمعت عدد كبير من أسماء الله الحسنى حيث وصلت لـ 17 أسمًا من أسماء الله، ومن أهمها اسم الله الأعظم الذي لا يرد دعاء المسلم معه على الإطلاق.
  • يُستحب قراءة هذه الآية قبل النوم، حيث تريح النفس وتساهم في الاسترخاء والهدوء والوقاية من الكوابيس.
  • تلاوة هذه الآية المباركة في المنزل تحميه وتحمي أهل البيت من الجن والحسد والعين والشياطين.
  • قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه-: “إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح“.

ما سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم؟

بعد أن تعرفنا على فضل آية الكرسي وجب التعرف على سبب تسمية هذه الآية العظيمة رقم 255 من سورة البقرة باسم “آية الكرسي”، ولقد وجد أن هناك أكثر من سبب يرجع لهذه التسمية إليكم فيما يلي:

  • يُقال إنه عندما نزلت هذه الآية خرت الأصنام وملوك الدنيا، كما سقطت التيجان عن رؤوسهم.
  • قيل أيضًا أنه عندما نزلت هذه الآية الكريمة هربت الشياطين، وتم تسميتها بهذا الاسم إشارةً للكرسي الذي يعتبر أساس العرش والحكم.
  • لقد تم تسمية آية الكرسي بهذا الاسم بسبب رمزها للوحدانية والألوُهية المُطلقة للمولى عز وجل.
  • الرسول الكريم قال عن هذه الآية أنها ترفع مكانة من يحفظها عند الله لأعلى مكانة ومنزلة وتحفظه من كل شر.
  • تعتبر هذه الآية من الآيات التي تؤكد أن الله تعالى هو الذي يعتلي كرسي العرش.

أفضل أوقات قراءة آية الكرسي

بعد أن سبق وأوضحنا أن لآية الكرسي فضل عظيم يعود على المسلم لمن قراءتها أو حفظها، وقد أوضح فقهاء الدين الإسلامي أنه هناك بعض الأوقات المستحب قراءة هذه الآية فيها، وذلك للاستفادة من فضلها بالشكل الأمثل، ومن أفضل هذه الأوقات ما يلي:

  • من الأفضل قراءتها في الليل للحماية من وسوسة الشياطين، حيث تقوم بطردها من المنزل، ويقي المسلم من شرورها حتى صباح اليوم التالي.
  • يفضل قراءة آية الكرسي في الفراش عند الذهاب للنوم، كما أنها تحمي الشخص من همزات الشيطان؛ ولا تجعله يقترب منه حتى يصبح.
  • يستحب قراءة آية الكرسي عند شروق الشمس صباحًا، حتى يستهل بها المسلم في يومه قبل أن يخرج لتلقي العلم، وذلك حتى يحفظه الله إلى أن يعود.
  • بعد قراءة هذه الآية في الصباح يجب أن يقول المسلم بعدها ثلاث مرات “يا حفيظ”؛ حتى يخرج لعمله في حفظ الله ورعايته.
  • فضل اية الكرسي يمكن نيله بقراءتها بعد كل صلاة، فهي تحمي المسلم من النار وتكون سبباً في دخوله الجنة.

تجدر الإشارة أن فضل آية الكرسي يعود على المسلم عند قراءتها في كل وقت في المنزل، فهو يحمي من كافة الشرور والحسد والعين والسحر والشياطين، حيث يمكن أن تُقرأ هذه الآية في آناء الليل وأطراف النهار وفي أي عدد من المرات.

تفسير آية الكرسي

من الضروري أن يقوم المسلم بتدبر الآيات القرآنية المباركة عند تلاوتها، وذلك حتى يستشعر كلمات الله تعالى له، وتعتبر آية الكرسي من الآيات التي لها أفضال عديدة ومباركة، وسوف نقوم الآن بتوضيح تفسير آية الكرسي التي تتمثل فيما يلي:

  • قال تعالى في بداية الآية: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ“، حيث قام الله تعالى بالتسمية باسمه -سبحانه وتعالى-، أي أنه هو الباقي الذي لا يموت، ومعنى الحي هنا هو الذي يُصرف الأمور مصاريفها السليمة، كما أنه يقوم بوضع الأشياء في مقاديرها، والقيوم هو الذي لا يقول ولا يزول.
  • كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنه، وعرف الحسن كلمة القيوم: بأنه القائم على كل نفسٍ بما كسبت؛ وذلك حتى يحتويها خير الجزاء بما عمل، فهو العالم بها، ولا يخفى أي شيءٌ عليه سبحانه، وقال عن معنى الحي: أنه من أسماء الله العظيمة، وقيل: بل القيوم واسم الله الأعظم.
  • كان نبي الله عيسى -عليه السّلام- يدعو به عند إحياءه الموتى بإذن ربه فيقول: “يا حي يا قيوم“، وعندما أراد أيضًا نبي الله سليمان -عليه السلام- عرش الملكة بلقيس، قام بالدعاء لربه قائلًا: “يا حي يا قيوم“، ولقد كان أهل البحر يدعون به الله عند خشيتهم من الغرق لينجيهم.
  • قوله–سبحانه وتعالى-: “لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ“، تُفيد بالنفي عن قيام الله تعالى بالسنة؛ التي تعني النعاس في العين، والنوم أيضًا؛ والذي يذهب معه الذهن، ويقصد هنا أنّ المولى –عز وجل- لا يدركه أي خلل ويراقب عباده ويحفظهم، ولا يمل بحالٍ من الأحوال.
  • قول الله –سبحانه وتعالى-: “لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”، يعني هنا ملك الله لكل شيء في الأرض أو السماء، فهو ربُ كلّ شيءٍ ومالكه.
  • قوله – عز وجل-: “مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ”، يقصد هنا أن الله تعالى أذن للأنبياء والملائكة والمجاهدين والعلماء أن يشفوا لمن ارتضى لهم الشفاعة، حيث يمكنهم الشفاعة لمّن أدخلوا النار.‏
  • قول الله –سبحانه وتعالى-: “يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ“، معنى بين أيديهم؛ أي علمه بما يعملون في الحياة الدنيا، وما خلفهم المقصود بها هنا؛ الآخرة، وذلك كما قال مجاهدٌ؛ فالمعنى المجمل للآية أنّ هي علمه –عز وجل- بما في الدنيا والآخرة.
  • قوله – جل وعلا-: “وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ“، يقصد بها ألا يعلم أي شخص شيئًا إلا ما يرغب الله تعالى أن يعلمه، وذلك في قول الخضر لنبي الله موسى -عليه السلام- عندما نقر العصفورٌ في مياه البحر: “ما علمي ولا علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر”.
  • قوله -تعالى-: “وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ“، لقد اختلف عدد كبير من العلماء المفسرون بخصوص معنى الكرسي في هذه الآية، فمنهم من قال: كرسيه أي علمه ومعرفته، حيث يتم أخذها من كلمة الكرّاسة التي يتم التعلم من خلالها، وهذا رأي كلٍ من ابن عباس والطبري.
  • لكن قال ابن مسعود – رضي الله عنه-: أنه الكرسي الذي يتواجد بين كل سماءين، حيث تتواجد بينهم مسيرة 500 عامًا، وبين السماء السابعة والكرسي 500 عام أيضًا، وبين الكرسي وعرش الرحمن 500 عام.
  • قول الله تعالى: “وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”، فلا يؤوده؛ أي لا يكون عبئًا عليه، والعلي هنا يعني الغالب لكل شيء، وقيل أيضًا: العلي هو من يعلو في المكانة والقدر وليس المعنى هو علو المكان؛ فالله تعالى منزه عن ذلك التحيّز سبحانه جل في علاه، والعظيم هنا تعني عظيم القدر.

لقد أجتمع أغلبية الفقهاء وأهل العلم بالاستناد على الأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت لفضلها وقيمتها، فهي تعود على من يقرأها براحة نفسية، وفيها شفاءٌ للصدور ووقاية من كافة الشرور.