تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية كانت مُعجزة حقًا بها من الإعجاز والتعجب الكثير، فهي ألفاظ تعبدية مخصوصة في صلاة وموعد مُحدد، ولكن ترديدها بشكل مُستمر على مدار اليوم له فضائل كثيرة، بل وإنها سبب لاستجابة دُعاء العبد على الرغم من وجود الله بجوار عبادُه دومًا.. وهو ما عزز ثقتي في نجاح هذه التجربة هو ما تجلت له تجارب الآخرين من إعجازات.

تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية

أنا نُهى أبلغ من العُمر 18 عام، انتهيت من المرحلة الثانوية التي اقتطعت جزء كبير من قلبي منذُ أيام.. لم أحصل على جُهدي لشهور بل سنة كاملة! لم أستطيع النوم جيدًا، فقلبي يحترق في كل حين حينما أتذكر ما بذلته مُقابل ما حصلت عليه.

أعلم أنها إرادة الله، وراضيه بما قسمه الله لي ولكن قلبي تجزم، سُلِبت راحتي ولم أحصل على حلمي الذي لطالما كان أملي لسنوات في التخلص من حياة الفقر التي أعيشُها.

حاول أهلي كثيرًا في تخليصي من هذه الحالة السيئة، أيضًا أصدقائي ولكن دون جدوى، فهناك غصة في قلبي لا أستطيع التخلُص منها كُلما تذكرت، أنا فتاة مؤمنة بالله، أحاول التقرب منه قدر الإمكان والالتزام بالصلوات كاملة ولكن كان الأمر ليس بيدي.

استمعت ذات مرة عن فضل الصلاة على النبي ومدى فاعليتها في بث الطمأنينة بالقلب والشعور بالراحة، خاصةً الصلاة بالصيغة الإبراهيمية، لذا حرصت على ترديد الصيغة التالية لمرات كثيرة على مدار اليوم:

“اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”.

لذا فإن تجربتي كانت السبيل إلى التخلص من معاناة استمرت كثيرًا وكانت تعيقني على عيش حياتي بشكل طبيعي وممارسة الأنشطة اليومية.. لا أعلم كم مرة كُنت أرددها ولكن كانت في كل مرة لها مفعول السحر لبث الطمأنينة والأمان والسكينة لقلبي والآن بدأت في بدء مشواري الجامعي وأنا كلي يقين بما قدره لي الله وما سأُقابله.

ترديد الصلاة الإبراهيمية للزواج

إن مُشكلة تأخر الزواج وتسلل إحساس شبح العنوسة هو أسوأ ما يراود الفتاة، فأنا في عُمر الخامسة والعشرون، إلى الآن لم يتقدم لخطبتي ولا أي شخص! لا أعلم ما سبب هذا الرفض مما تسبب في انحدار ثقتي بنفسي.

كُنت أراني قبيحة للغاية لهذا الرفض تجاهي، حاولت كثيرًا التجمُل ووضع المساحيق وتغيير ستايل ملابسي إلا أن الأمر لم يكُن حلًا بل كان سبب في فقد ثقتي وثقة أهلي بي، فأصبحت الفتاة التي لطالما كُنت أشمئز منها، تلك التي تحاول التجمل بالملابس الضيقة والشعر الظاهر بشكل كبير مع الحجاب.

أدركت أن هذا ليس حلًا، بل إنها كارثة أوقِع نفسي فيها، لذا قررت البُعد عن هذه الأساليب والرجوع لشخصيتي الأولى والتقرب إلى الله، أعلم أن هذا التأخير هو الخير لي مُستقبلًا فقط كان شعوري بالإحراج من الفتيات بسني هو ما دفعني لذلك.

ذات مرة علِمت أن كثرة الصلاة على النبي لها فضل كبير في التحسُن من الصحة النفسية ونيل ثواب كثير، وصادفتني تجربة لفتاة أنها ساعدتها على التعجيل بالزواج، لا بأس فأنا أُحب أن أفعل ما يُقربني إليه تعالى لعلها مُحاولة مُجدية.

اتخذت في ترديد الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية كما ذُكِر في السنة النبوية: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: “لقيني كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فقال ألا أُهدي لك هدية؟ إن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد عَلِمْنا الله كيف نُسَلِّمُ عليك؛ فكَيف نُصَلِّي عليك؟ فقال: قولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمد وعلى آل محمد؛ كما صَلَّيْتَ على إبراهيم، إنَّك حميد مجيد، وبَارِكْ على محمد وعلى آل محمد؛ كما باركت على إبراهيم، إنَّك حميد مجيد”.

كُنت أكررها حوالي ١٠٠ مرة أو أكثر بكثير يوميًا حتى شعرت بالإحباط مرةً حينما تقدم لخطبة جارتي شاب، سألتني أمي عن سبب تعاستي وقصيت لها تجربتي حتى صححت مفاهيمي.

إن الصلاة على النبي هي أكثر العبادات المُحببة له تعالى، تنال منها عظيم الثواب، تمنحكِ الطمأنينة والشعور بالراحة والاسترخاء النفسي ليس لتُعجل الزواج، فهذا النصيب وجميعنا نصيبنا في يد الله وحدُه وهو يعلم من الأفضل وما الموعد الأفضل لقدوم ذلك.

لم أترك صلاتي عن النبي رغم هذا بل جاهدت في الازدياد يومًا بعد يوم، وتقربت أكثر من الله تعالى، أصبحت أكثر حرصًا على أداء الطاعات.. والآن قد منّ الله عليّ وموعد خطبتي من شاب جيد مُتدين يفصلها أيام قليلة.

الصلاة على النبي لفك الكرب

كُنت أعاني من كرب شديد، فأنا يتيم الأب والأم ليس لي سوى أختي في هذه الحياة، يفصلنا ثلاثة سنوات في العُمر فقط، إنها حبيبتي وأمي.. الحياة هي أختي، لذا كنت أحاول جاهدًا في توفير كافة احتياجاتها حتى جاء موعد لتُصبح ابنتي الصغيرة المُدللة عروس على ما رزقها الله به ليكون خير الزوج.

حاولت تجهيزها بأقصى ما لديّ من طاقة، كنت أعمل لدوامين حتى تعرضت الشركة التي أعمل بها إلى الإفلاس واضطروا في فصل بعض العُمال.. كنت واحدًا منهم وأنا يغمر قلبي الحزن فيما ستُصاب به حبيبتي وشعورها بعدم الارتياح لعدم اكتمال جهازها.

انزلقت في كرب شديد، لم أستطع حتى أن أوفر قوت يومنا، ولم أجد عملًا بشكل سريع، بدأت في فقد الأمل خاصةً عندما أستمع لبكائها بهمس ليلًا دون أن تُشعرني أنني قصرت معها ولم أكفي حاجاتها بالكامل، كاد يقتل بكائها قلبي حتى بدأت أن أشعُر بأعراض اكتئاب.

لجأت إلى حبيبي ومأمني، ملجأي الدائم “الله”.. حينما كنت أصلي صلاة الفجر بالمسجد استمعت لحديث الشيخ عن فضل الصلاة على النبي في إراحة النفس، وزيادة الرزق، وفك الكرب، ما إن استمعت لذلك حتى هرولت لرؤية أفضل صيغة لترديد الصلاة على النبي وكانت الصلاة الإبراهيمية بالصيغة المُقبلة ما اِتبعتها:

“اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”..

“اللهم صل صلاة جلال وسلم سلام جمال على حضرة حبيبك سيدنا محمد وأغشه اللهم بنورك كما غشيته سحابة التجليات فنظر إلى وجهك الكريم وبحقيقة الحقائق كلم مولاه العظيم الذي أعاذه من كل سوء… اللهم فرج كربنا كما وعدت “أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء” وعلى آله وصحبه أجمعين …اللهم آمين”

لم تمضي كثيرًا تجربتي حتى تبدل حالي إلى الأفضل وحصلت على وظيفة أفضل مما كُنت أعمل بها، أصبح راتبي يكفي حاجتي وحاجة أختي والآن تزوجت حبيبتي وأصبحت أفضل عروس بعد أن رزقني الله وفك كربي الذي كاد ليقتلني.

كانت الأفكار الانتحارية هي ما تراودني بسبب هذا الكرب، ولكن هذا ليس حلًا، بل عليكُم اللجوء إلى الله تعالى، وترديد الصلاة على النبي لِما فيه من فضائل كثيرة وفك الكرب وزيادة الرزق.. فلا يرفض الله عبدًا لجأ له أبدًا.

الصلاة الإبراهيمية للشفاء

انقلبت حياتي رأسًا على عقب ذات يوم حينما علِمت بمرض أمي، حاولت كثيرًا مع أطباء لكن جميعهم لم يتوصلوا إلى حل، ولا إلى دواء فعّال، كانت حالة أمي تندثر وتسوء مما تسبب في شعوري بالضيق، لا أحتمل فقدانها فقد هلك قلبي وليس لي سواها..

فأنا شاب في مُقتبل العُمر أي الواحد والعشرون عام، يتيم الأب والعائلة بالكامل ليس لي سوى أمي، عشتُ أعوام كثيرة لا ألقى سوى الفقدان، كنت الأكثر سهولة من حيث التخلي، لن يقضي على قلبي سوى تخلي أمي وهذا ما لا أريده مُطلقًا.

ذات يوم وأنا أصلي صلاة الفجر طلبت من الشيخ بطلب الدُعاء عاليًا أثناء الصلاة بالدعاء لأمي بالشفاء، حينها ألممني بمعلومة لم تأتي في ذهني حقًا وهي ترديد أمي الصلاة على النبي مرارًا وتكرارًا، إن لم تمنحها الصحة والعافية فإنها تُثقل ميزان حسناتها، وكانت الصلاة الإبراهيمية للشفاء بالصيغة التالية:

“اللهم صلّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وقوت الأرواح وغذائها، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله”.

حدث ما توقعته وكنت على يقين به وهو شفاء أمي واستردادها العافية والصحة، كان لترديد الصلاة الإبراهيمية الأثر الكبير في حياة أمي.. أعلم أن لولاها ما لم أجدها بجواري، بارك الله لي في عُمرها وأدام لها العافية والسلامة.

فضل الصلاة الإبراهيمية

إن تجربتي مُلمة بقدرتها الهائلة على تحقيق أماني العباد، ونيل الثواب العظيم، فلم يقتصر ترديد الصلاة على النبي عِدة مرات أو مرة واحدة يوميًا على تفريج الكرب أو الشفاء فقط، بل إن لها فضائل كثيرة.

  • قيل إنها سبب لذكره تعالى للعبد.. فمن يصلي على النبي مرة صلى الله عليه عشر.
  • إن الصلاة الإبراهيمية في بداية وختام الدُعاء من أسباب استجابة الدعاء.
  • تجاوز ما يقع فيه العبد من ذنوب ومعاصي مُستمرة فقط بترديد الصلاة الإبراهيمية.
  • يُقابل العبد نبيه، بل يكون أول من يُقابله يوم القيامة وهو المُكثر من الصلاة عليه.
  • تعتبر من وسائل الصدقة، فإنها تُثقل ميزان حسنات العبد ويزيد بها وجه المسلم بهاءً.

لذا فإن لم تعاني من كروب بالحياة لا تدفعك لتجربة ترديد الصلاة الإبراهيمية عليك أن تغتنم الفرصة بنيل الثواب العظيم الذي لطالما ندِم العباد وتمنوا في العودة مرة أخرى للمواظبة عليه.

أفضل وقت لترديد الصلاة الإبراهيمية

حتى تجلت تجربتي بالنجاح ليس فقط لأنه الله القوي القادر على كل شيء ولفضلها العظيم، بل ولانتقاء الوقت المُناسب وهو الأفضل ضمن أسباب استجابة دعاء العبد.. وهو ما علِمت به خلال تجربة شاب يسرد:

“إنني كنت زاهدًا في حياتي لم أفعل أي صواب مُطلقًا.. تزداد حالتي يومًا بعد يوم حتى قررت أن أتقرب إلى الله.. فالنهاية تقترب يا عزيزي! أشعر بأنها تقترب حقًا وأخاف أن يحين دوري دون أن يغفر الله ذنوبي ويقبل توبتي، لذا حرصت على أن أدعيه بمذلة مع الصلاة الإبراهيمية في الأوقات الآتية:

  • قبل البدء في الدعاء، وعند نهايته.
  • بعد صلاة الجمعة، وقيل مُستحب في يوم الجمعة بالكامل.
  • عند زيارة بيت الله الحرام والتسليم على النبي.
  • حين ترديد أذكار الصباح والمساء.
  • بعد الآذان.
  • قبل تسليم الشهادتين، ويُمكن بعدها مباشرةً.

إن الصلاة الإبراهيمية إحدى صيغ الصلاة على النبي تُقرأ في الجلسة الأخيرة من الصلاة، واتفق العلماء على فضائلها الكثيرة لترديدها يوميًا.