كم صيغة وردت في الصلاة الإبراهيمية؟ وما فضلها؟ إن الصلوات الإبراهيمية هي من أفضل الصيغ للصلاة على النبي –محمد صلى الله عليه وسلم- بما ثبت في السنة النبوية المطهرة، فهي تعتبر بمثابة الدعاء بالخير والبركة، لذا ففيها فضل كبير.. كما أنها تنطوي على الثناء للنبي محمد بالخير الذي أرسل من الله إلى نبيه إبراهيم.

كم صيغة وردت في الصلاة الإبراهيمية

إنَّ الله سبحانه وتعالى قد خص في الصلوات الإبراهيمية سيدنا إبراهيم بكريم الصفات نظرًا لمكانته العظيمة، فالإسلام جاء على ملة إبراهيم، والمسلمون جميعًا متبعون ملته عليه السلام فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران:

قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” الآية 95.. كما أمر الله نبيه الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام، كما جاء في سورة النحل: “ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” الآية 123، فيما يخص إجابة سؤال كم صيغة وردت في الصلاة الإبراهيمية.. نذكر أنهما صيغتين:

  • “اللهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ”.
  • “اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ”.

أما عن الاختلاف بين الأولى والثانية، أن الصيغة الثانية قد حذف منها (صلّ على إبراهيم) ويُكتفى فقط بـ (صلّ على آل إبراهيم).. كما ذكر في فتح الغفار.

كما يُقال إنهما أكثر من صيغتين، بكونهما 4 صيغ، إلا أن الاختلاف طفيفًا لا يُذكر فهنا أوردنا الصيغ التي تكمن فيها الاختلاف ما بين الزيادة والنقصان في الألفاظ التعبدية المذكورة.. كما أن تلك الصيغ هي التي وردت في الأحاديث الشريفة المؤكدة.

الدليل على الصيغ الإبراهيمية في السنة النبوية

إن الصيغ الإبراهيمية لا يُمكن أن تختلف من مذهب لآخر، فهي جاءت إثر أحاديث صحيحة عن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- لا من اجتهاد أئمة أو فقهاء لتكون موضع اختلاف.

فعن ابن مسعود عقبة بن عمرو قال: أَتَانَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ في مَجْلِسِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَقالَ له بَشِيرُ بنُ سَعْدٍ: أمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟

… قالَ: فَسَكَتَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى تَمَنَّيْنَا أنَّه لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ كما قدْ عَلِمْتُمْ” (صحيح مسلم).

ففي الحديث يتجلى حرص الصحابة على تعلم كل الأمور والسنن من النبي الكريم، علاوةً على أن به دلالات على علو مكانة الرسول وآل البيت عند الله سبحانه وتعالى.

فضل الصلاة الإبراهيمية

كما ذكرنا كم صيغة وردت في الصلاة الإبراهيمية علينا أن نذكر فضلها، فقد ثبت عن النبي حينما ذكر تلك الصيغ في غير حديث، أن لها من الفضل أحسنه وعظيمه، ومنه:

  • قضاء الحوائج وتفريج الهموم والكرب.
  • البخيل من لم يصل على النبيّ عند ذكره، لذا من يردد تلك الصيغ هو من الكرماء عند الله.
  • من يرددها يحظى بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهول العظيم.
  • غفران الذنوب والخطايا.
  • أن الملائكة وأهل السماء تصلي على من يرددها.
  • يرفع الله عبده إلى عشر درجات عليا في دار النعيم.
  • يصلي الله تعالى على العبد عشر صلوات.

حكم الصلاة الإبراهيمية أو التشهد الأخير

علمنا في صيغ الصلاة الإبراهيمية أنها ألفاظ تعبدية تقرأ في الصلاة في التشهد الأخير، وقد اختلف العلماء في حكمها، على أن أغلبهم ذهب إلى كونها من السنن، استنادًا إلى الحديث الشريف: عند عبد الله بن مسعود قال:

كنَّا نقولُ في الصَّلاةِ قَبلَ أن يُفرَضَ التَّشَهُّدُ: السَّلامُ علَى اللَّهِ، السَّلامُ علَى جبريلَ وميكائيلَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تقولوا هَكَذا فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ هوَ السَّلامُ ولَكِن قولوا: التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ(صحيح البخاري).

إلا أن هناك قول آخر من جمهور الفقهاء ذهب إلى كونها ركن من أركان الصلاة لا تتم دونه، وهو ما ذهب إليه المذهب الشافعي والحنبليّ.

لمحات من قصة سيدنا إبراهيم

لما كانت صيغ الصلاة الإبراهيمية مرتبطة باسم سيدنا إبراهيم، ففي إطار إجابة سؤال كم صيغة وردت في الصلاة الإبراهيمية كان لزامًا علينا الإشارة إلى لمحات من قصة أبي الأنبياء، إن نبيّ الله إبراهيم عليه السلام هو خليل الله، والد سيدنا إسماعيل ذبيح الله.

هو أول الأنبياء من بعثه الله سبحانه وتعالى ليهدي قومه المشركين الذين كانوا يعبدون الأصنام، وما كان منهم إلا أن كذبوه وأحرقوه، فنجاه الله من النار وجعلها بردًا وسلامًا عليه، فقد قال الله تعالى في سورة الأنبياء: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ” الآية 69، على أنه من أولي العزم من الرسل، وجاء في نسله وذريته عدد من الأنبياء والمرسلين.

نردد صيغ الصلاة الإبراهيمية خمس مرات في اليوم عند أداء الصلاة، آملين من الله أن يجازنا بها خير الجزاء والفضل.