كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟ وما هي الدروس المستفادة منها؟ حيث إن هناك الكثير من الغزوات التي مر بها المسلمين خلال التاريخ الإسلامي، والتي على رأسها غزوة حنين، لذا يتساءل الكثير من المسلمين للحصول على المزيد من المعلومات عنها، هذا ما سوف نتطرق إليه اليوم من خلال عرضنا أهم المعلومات التي تتعلق بغزوة حنين في السطور القادمة.

كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟

دارت غزوة حنين بين المسلمين وقبيلة هوازن وثقيف، وكانت من أهم الغزوات التي مرت على المسلمين في التاريخ الإسلامي، وذلك لأنها تضم الكثير من الأحداث والمجاريات المختلفة، ولكن دعونا الآن نتعرف على كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟ الذي وصل إلى حوالي أثنى عشر ألف، حيث كان 10 آلاف من أهل المدينة المنورة بالإضافة إلى ألفين من أهل مدينة مكة المكرمة.

الجدير بالذكر أن هذه الغزوة وقعت في يوم السابع من شوال، وكانت خلال السنة الثامنة من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأطلق عليها حنين لأن جميع أحداثها قد دارت في وادي حنين.

أما السؤال عن السبب الأساسي وراء هذه الغزوة، فنجد أن فتح النبي صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة وانتشار الدعوة الإسلامية في جميع المناطق والأرجاء كان سببًا لقوى لدخول الكثير من الأشخاص في الدين الإسلامي، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قبيلتي هوازن وثقيف، وأجمعوا أنفسهم وأعلنوا الحرب على الدين الإسلامي وذلك من أجل ألا تنتشر الدعوة الإسلامية في المزيد من المناطق الأخرى.

كيف كانت غزوة حنين؟

بعد التعرف على كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟ من الضروري التعرف على كافة تفاصيل الغزوة، حيث كان مالك بن عوف هو قائد المشركين، وأراد أن يشارك الكثير من الأشخاص من حيث الرجال والنساء والأطفال وغيرهم بالقتال في المعركة، ولا أحد يهاب من ذلك، وذلك حتى يكون لديهم القدرة على مواجهة المسلمين في كل مكان.

الأمر الذي وصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حينئذ، سبق مالك بن عوف وتوجه إلى وادي حنين وعرف جيشه على المداخل والمخارج، وأمرهم بأنه يهجموا على جيش المسلمين فور رؤيتهم في المنطقة.

أما جيش المسلمين فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يجهزه خلال وقت السحر، وقبل طلوع الفجر توجه جيش المسلمين إلى وادي حنين، وبدأ الجيش أن يحفظ أماكن دون علم جيش المشركين، وبينما هم يجهزون أنفسهم إلا أنهم تفاجئوا بأسهم المشركين تأتي إليهم من كل مكان الأمر الذي أدى إلى انهزام المسلمين، وعادوا خاسرين إلا عدد قليلة للغاية تبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم.

أمر النبي أن يواجه المشركين بهذا العدد القليل من الأنصار والمهاجرين، وبدأت المعركة مرة أخرى برمى المسلمين المشركين بالحصوات الصغيرة، والجدير بالذكر أنها كان لها الدور الكبير في التخلص من المشركين والنجاح في المعركة، حيث فروا هاربين إلى الطائف، وقاموا بالتحصن به، وبالطبع ترك المشركين ورائهم الكثير من المغانم التي لا حصر له.

استمر النبي صلى الله عليه وسلم في محاصرة المشركين إلى أن انتصر عليهم وحسمت معركة جنين لصالح المسلمين، والجدير بالذكر أن هذه الغزوة قد ذكرت في القرآن الكريم حين قال الله عز وجل:

(لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ*ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ).

كم كان عدد المشركين في غزوة حنين؟

الجدير بالذكر أن عدد المشركين في هذه الغزوة كان يقدر بأكثر من 20 ألف مقاتل، ولم يرد إثبات على صحة هذا الرقم، ولكن ثبت أنهم كانوا يحملون أعداداً كبيرة استعان بها من جميع القبائل من أجل قتال المسلمين، الأمر الذي أدى إلى استغراقهم أكثر من عام من أجل التجهيز للغزوة.

توزيع غنائم غزوة حنين

اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم غنائم غزوة حنين على أن يتم تقسيمها إلى أربعة أخماس الغنائم على الجيش بالكامل، وقام النبي بتوزيع المتبقي من الغنائم على المؤلفة قلوبهم المتمثلين في طلقاء مكة وزعماء القبائل العربية، وكان هذا التوزيع سخي وللغاية، حيث بلغ كل فرد أكثر من 100 من الإبل.

كان يهدف الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا التوزيع إعمار الدولة الإسلامية واستقرارها، والقدرة على الموازنة بين الاستقرار ورغبة المجاهدين في الحصول على الغنائم للاستمتاع بها لما بذلوه من جهد كبير في المعركة والذي يعد من أهم الأسباب التي أدت إلى النصر بشكل عام.

الجدير بالذكر لم يكن الكثير من المهاجرين والأنصار والصحابة يتفهمون موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من توزيع وتقسيم الغنائم بعد المعركة، الأمر الذي أدى إلى غضب مجموعة كبيرة منهم فشعر الكثير أنهم كانوا يستحقون أكثر من ذلك.

على الرغم من طاقة الغضب الصادرة منهم إلا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد تفهم موقفهم، وجلس معهم وشرح لهم الأمر بشكل مفصل، وتفهموا الموقف، ولم تستمر هذه الأزمة لفترة طويلة من الوقت حيث رضا الجميع بقسمة النبي صلى الله عليه وسلم.

أسباب الانتصار في غزوة حنين

على الرغم من عدد المسلمين القليل نسبةً إلى عدد المشركين، وذلك الذي تعرفنا عليه من خلال إجابة سؤال كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟ فإن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتصار المسلمين في غزوة حنين، والتي من أهمها ما يلي:

  • ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم اهتزازه، والعودة إلى الله بالدعاء من أجل النصر.
  • عودة الصحابة إلى أرض المعركة مرة أخرى، وذلك بعد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ثابت، وأمرهم بالرجوع مرة أخرى.
  • أرسل الله سبحانه وتعالى الجنود المخفية إلا وهي الملائكة، من أجل مساعدة النبي والصحابة في هذه الغزوة.
  • تحلي المسلمين بالعقيدة الإيمانية الصعبة والثابتة والقوية.

الدروس المستفادة من غزوة حنين

في إطار التعرف على كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟ دعونا نتعرف بشكل مفصل حول الدروس المستفادة من هذه الغزوة والتي يجب الاقتداء بها في الحياة، وذلك على النحو التالي:

  • كانت من أهم الدروس في العقيدة الإسلامية، وكان من أهم دروسها أن الكثرة لا تعنى النجاح أو الانتصار في ساحات المعركة، بل التسلح بالعقيدة والإيمان هم أساس النجاح.
  • يجب على المسلمين أن يأخذوا بأسباب النصر وقوانينه، حيث إن قلة العدد أو كثرته من شأنه ألا يحدد المكسب من الخسارة في المعركة، ولكن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي تحدد ذلك.
  • قدرة الله فوق كل شيء، وإذا أراد شيء يقول له كن فيكون حتى وإن كان عكس التوقعات.
  • تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم هي الأنسب دينيًا، ودنيويًا، وقد ثبت ذلك من خلال تصرفاته وقراراته في توزيع الغنائم على المسلمين بعد الانتصار في معركة حنين.
  • السبب الأول وراء الجهاد في سبيل الله هو دعوة الناس للدخول إلى الدين الإسلامي والعمل على هدايتهم إلى الطريق المستقيم، وذلك الهدف الأساسي التي جاءت به الشريعة الإسلامية ككل، ولم يكن الهدف من الغزوات أن يحقق المسلمين المكاسب المادية أو الاقتصادية الكبيرة.

تسليط الضوء على الغزوات الإسلامية يساعد المسلم على التعرف بشكل أكبر على دينه وحكمة الرسول في إدارة المواقف، واستجابة الله إلى دعاء المسلمين للانتصار على الكفار.