كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله؟ وما هي تفسيرات علماء الفقه لآية مفاتيح الغيب؟ هذه من أهم الأسئلة التي على المسلم أن يفكر بإجاباتها، لأنها من تمام العقيدة، كما أنه مما يثير دائمًا فضول الإنسان حول ما هو غائب عن إدراكه بطريقة كلية، ولكن علينا كمسلمين أن نعرف كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله حتى يزيدنا ذلك إيمانًا بالله فقط، ولهذا نلقي الضوء على مفاتح الغيب في هذا الموضوع.

كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله

مفاتيح الغيب هم خمس وهي من الأمور التي قد جعلها الله في علمه هو فقط يعني نحن كمسلمين لا نعلم سوى اسمائها فقط وهذا ما يزيد لدينا اليقين بوجود الله الخالق الحق ولقد ذكرها المفاتح الخمس في سورة لقمان ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

كما جاء في أصح كتاب في السنة بعد كتاب الله عز وجل كتاب البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله”.

تفسير آية مفاتيح الغيب

فقد جاء في تفسير هذه الآية التي تحدثت عن مفاتيح الغيب من قِبل علماء الفقه، يحتوي على كثير من الدلالات، حيث إن هذه المفاتيح التي جعلها الله في غيب علمه وحده فعلم الساعة لا يعلمه ولا حتى نبي مرسل ولا ملك مقرب حتى إنه قال في كتابه العزيز لا يجليها لوقتها إلا هو”.

كذلك ميعاد إنزال المطر من السماء لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى وحده، ولكن في حالة أن الله أمر أحد من الملائكة الموكلين بهذا فقد علمه، وكذلك الحال ما يأتي في أرحام النساء فلا يعلم بما فيهن إلا صاحب الخلق إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون سواء أكان شقيًا أم سعيد.

كذلك الحال فلا تدري نفس ماذا تكسب غدًا من الأرزاق وفي آخرتها أيضًا، وكذلك لا تدري النفس في أي أرض من الممكن أن تموت وقد جاء هذا في كتاب الله “وما تدري نفس بأي أرض تموت”.

تفسير ابن كثير لآية مفاتيح الغيب

يقول إن هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله بعلمها عنده فلا يعلم أحد بعد إعلامه تعالى إياه، فعلم وقت الساعة من الأمور التي لا يعلمها أحدًا، وكذلك أيضًا أمر إنزال الغيث لا يعلم متى ينزل سوى الله تبارك وتعالى، ولكن إذا أمر به الملائكة الذين وكلهم الله بذلك ومن أراد معرفته من خلقه.

كذلك لا يعلم ما يوجد في الأرحام غير الله سبحانه وتعالى، ولكن إذا قال كن فيصير حسب إراداته ذكرًا أو أنثى وكذلك يكون شقيًا أو سعيد في هذه الحياة، وكذلك الحال فإنه لا يعلم أحد من الخلق ولا للإنسان أن يعرف ماذا سوف يكسب في الغد وهذه من أكثر الغيبيات التي تؤثر في حياة البشر.

كذلك لا تدري النفس أين ومتى وكيف سوف تموت، وماذا كسب في الدنيا والآخرة، أنه من تمام الإيمان وكماله الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل والقدر خيره وشره وأن يؤمن الإنسان باليوم الآخر، وهذا مما يجعل الإنسان يقوى بالله ويبعث في قلبه الطمأنينة والسلام، وأن يشعر بسكينة القلب.

لأنه يفعل ما أمره الله به ويرضى بما كتبه الله عليه فيرضيه الله تعالى ويغنيه من فضله، لذا فإنه على الإنسان أن يتحلى بالقناعة والإيمان التم بالله تبارك وتعالى، وأن يتبع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

سبب نزول آية مفاتيح الغيب

يقول أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي إنها نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة وهو من أهل البادية والذي أتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة وميعادها وقد قال أيضًا إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث؟ وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد؟ ولقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية ردًا على هذا الصحابي.

قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا إذ جاء رجل بفرس له يقودها عَقُوق ومعها مهر له يتبعها فقال له: من أنت؟ قال: أنا نبي الله، قال: ومن نبي الله، قال: رسول الله، قال: متى تقوم الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيب، ولا يعلم الغيب إلا لله. قال: متى تمطر السماء؟ قال: غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله.

قال: ما في بطن فرسي هذه؟ قال: غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، فقال: أرني سيفك، فأعطاه النبي صلى الله عليه سلم سيفه، فهزَّه الرجل ثم رده إليه، فقال [له] النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت، قال: وقد كان الرجل قال: أذهب إليه فأسائل عن هذه الخصال، ثم أضرب عنقه.

أما وقد استأثر الله عنده بالمفاتيح الخمس وغيرهم مما استأثر الله عنده من الغيبيات التي تدعونا للتساؤل كيف هي وكيف تحصل، ولكن الله جعلها لنا آية حتى نؤمن ونوقن بوجوده.