ما معنى الصلاة في الأصل؟ وما هي حكمها؟ فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وتوجد الكثير من الآيات القرآنية التي تشير إلى مكانتها وقدرتها عند العباد، فقد ذُكر لفظ الصلاة ومشتقاته تسعة وتسعون مرة، لذا على العبد الحفاظ عليها في مواقيتها للفوز بالجنة، وليزيد من درجات الجنة عليه بالتطوع فيها قدر ما يشاء.

ما معنى الصلاة في الأصل

قال الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ)، فما معنى الصلاة في الأصل؟

يشير إجابة ما معنى الصلاة في الأصل؟ إلى أن الصلاة إن كانت من عند الله عز وجل فتدل على الثناء، أما إن كانت من الملائكة فتشير إلى الدعاء بالمغفرة والخير والحسنات، لكن إن كانت من قبل العبد فتدل على عبادة الله عز وجل والتقرب له بالطاعات المختلفة.

فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام فهي عمود الدين الذي لا يُقام الدين بدونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).

فمن شدة قدرها في الدين أنها أول ما يحاسب عليه العبد في قبره، لذا على العباد المداومة عليها للفوز بالآخرة وعدم محاولة خسارتها لعدم ضياع الدنيا والآخرة، فقال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، كما أكد صلى الله عليه وسلم (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ).

معنى الصلاة في القرآن الكريم

ذُكرت كلمة الصلاة في القرآن الكريم سبعة وستون مرة، فإن كانت إجابة سؤال ما معنى الصلاة في الأصل؟ أنها الدعاء يمكن الإشارة إلى ما ورد في القرآن الكريم من كلمة الصلاة وما تدل عليه كل مرة في الآتي:

  • الاستغفار: قال تعالى (وَصَلَواتِ الرَّسولِ)، وفي تلك الآية أشارت الصلاة إلى استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الدعاء: تشير كلمة الصلاة إلى الدعاء في قوله تعالى (وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم).
  • الرحمة: ذكر المولى عز وجل كلمة الصلاة بمعنى الرحمة في الآية الكريمة (أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ).
  • المغفرة: تأتي كلمة الصلاة في الآية الآتية بمعنى المغفرة (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ).
  • بيوت الله: ذكر الله تعالى كلمة الصلاة في الآية الكريمة بمعنى بيوت الله (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ).
  • الدين: تدل كلمة الصلاة في القرآن الكريم على مصطلح الدين في الآية الكريمة (أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ).
  • صلاة الأمم السابقة: وذلك عندما قال الله (وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ).
  • صلاة العصر: جاء الله تعالى بكلمة صلاة العصر في القرآن الكريم بمصطلح الصلاة في الآية الآتية: (تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ).
  • الدين: تشير كلمة الصلاة في الآية الآتية إلى الدين وهي (أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ).

أنواع الصلوات

تجنب الصلاة على كل عاقل بالغ إلا الحائض والنفاس منهم، حيث أشارت عائشة رضي الله عنها و(قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ)، فهي واجبة على المكلف فقط الواعي، حيث للصلاة أنواع قد جاءت في القرآن الكريم وهي كالتالي:

  • الصلوات الخمس: قال الله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ)، فأهم ما يقوم به العبد هو أداء الصلوات الخمس حتى وإن لم يتمكن من التطوع والصلاة عدد أكبر من ركعات النوافل.
  • صلاة السفر: أكد الله تعالى على أن المسافر يمكنه القصور في صلواته في قوله تعالى (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ).
  • صلاة العيد: أمر الله تعالى أن يقوم المسلم بالصلاة في العيد قبل النحر وذلك في قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • صلاة الجمعة: قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ)، فأكد الله تعالى على ضرورة صلاة الجمعة في تلك الآية.
  • صلاة الجماعة: قال الله تعالى (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) وكان يقصد بذلك أن يكونوا المصلين متحدين سويًا.
  • صلاة الجنازة: أشار الله تعالى إلى صلاة الجنازة في قوله تعالى (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا).
  • صلاة الخوف: تصلي تلك الصلاة في أوقات الجهاد في سبيل الله، كما يمكن صلاتها في حالة الشعور بالخوف وذلك ما أكد عليه قوله تعالى (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ).
  • صلاة الليل: ذكرها الله تعالى في قوله تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً)، حيث يطلق عليها المسلمين صلاة التهجد وهي قد تناولتها الكثير من الأحاديث والآيات لما فيها من فضل كبير.
  • صلاة المريض: يعد الدين الإسلامي الحنيف من أكثر ما يراعي ما يمر به العبد، فقد أكد الله تعالى أنه يخفف الصلاة على المريض في الآتي:(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ).

كيفية أداء الصلاة

أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على كيفية أداء الصلاة بطريقة صحيحة في خشوع في عدة مواضع يمكن بيانها بعد التأكد مما معنى الصلاة في الأصل؟ حيث يمكن أداء الصلاة في الآتي:

  • الطهارة والستر: على المسلم أن يتوضأ ويتطهر مع ستر عورته ويبدأ في التوجه إلى القبلة بقلب خاشع وينوي الصلاة في وجدانه.
  • تكبيرة الإحرام: يرفع يديه إلى جانب أذنيه ويقول الله أكبر ثم يضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره.
  • الاستعاذة: يبدأ المصلي في الاستعاذة من الشيطان الرجيم ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويبدأ في قراءة الفاتحة، كما يقرأ بعدها ما تيسر من القرآن الكريم في أول ركعتين فقط، وفي الفرض الأكثر من ركعتين يقرأ الفاتحة فقط في باقي الركعات.
  • الركوع: يبدأ في الانحناء بظهره ويكبر الله أكبر، ويقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، قم ينهض من الركوع ويقول (سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد)، مع مساواة يديه مع مناكبه ويقول ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد.
  • السجود: تكون الجبهة على الأرض مع الأنف والكفين والركبتين وأطراف أصابع الأقدام، ثم يقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ثم ينهض من السجدة الأولى ويقول الله أكبر ويجلس على قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى ويدعو رب أغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني.
  • القيام للركعة الثانية: يقوم من السجود إلى الركعة الثانية ويكرر ما قام به في الركعة الأولى.
  • التشهد: بعد الانتهاء من أول ركعتين يمكنه قراءة النصف الأول من التشهد، أما بعد الانتهاء من الركعات كلها يمكنه قراءة الصلاة الإبراهيمية والدعاء بما يرغب.
  • التسليم: يلتفت إلى يمينه ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم يلتفت إلى يساره ويفعل المثل.

فضل الصلاة في السنة

أشار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى فضل الصلاة والمداومة عليها في عدة مواضع، نقلها عنه رواه الحديث من السالف الصالح والتابعين رضوان الله عليهم جميعًا وذلك يمكن توضيحه فيما قاله صلى الله عليه وسلم في الآتي:

(ما مِن مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، فيُتِمُّ الطُّهُورَ الذي كَتَبَ اللَّهُ عليه، فيُصَلِّي هذِه الصَّلَواتِ الخَمْسَ، إلَّا كانَتْ كَفّاراتٍ لِما بيْنَها)

(ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).

(لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فيُحْسِنُ الوُضُوءَ فيُصَلِّي صَلاةً إلَّا غَفَرَ اللَّهُ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الصَّلاةِ الَّتي تَلِيها)

(مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)

(عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).

(إذا أحسنَ الرجلُ الصلاةَ فأتمَّ ركوعَها وسجودَها قالتْ الصلاةُ: حفِظَكَ اللهُ كما حفظْتَنِي، فتُرفعُ، وإذا أساءَ الصلاةَ، فلمْ يُتِمَّ ركوعَها وسجودَها، قالت الصلاةُ: ضيَّعَكَ اللهُ كما ضيعتَني: فَتُلَفُّ كمَا يُلَفُّ الثوبُ الخَلَقُ فيضربُ بها وجهُهُ).

أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)

المداومة على الصلاة في الخشوع يذهب عن العبد المعاصي والفواحش، فالصلاة تمحي خطايا العبد ولو كانت مثل زبد البحر.