ما هو الإسبال المحرم في الإسلام؟ وما هي الحكمة وراء تحريمه؟ شرع الدين الإسلامي بالكثير من الأشياء الذي يجب أن يتبعها المسلم في يومه مما يأكله ويشربه وأيضًا ما يلبس، فقد حث كل من الرجال والنساء على طبيعة اللباس الصحيحة الذي يجب أن يلتزم بها، فلا يحق للمسلم ما يلبس كل ما يحلو له، فيجب علينا الالتزام بكافة ما يأمر الله به واجتناب ما نهانا عنه.

ما هو الإسبال المحرم في الإسلام

الإسبال له الكثير من المعاني، فالإسبال في اللغة مصدرها مسبل، لكن في الدين يكون معناها الترك أو الرحيل وأيضًا ارتخاء، فالشيء المحرم في الإسلام يجب الابتعاد عنه، لأن الله سبحان وتعالى نهى عنه، فإن العبد ما عليه إلا طاعة الله بفعل كل ما يأمر به والابتعاد عن كل من ينهي عنه.

يحاول العبد الالتزام بكل ما تنص عليه الشريعة الإسلامية لذلك يكثر السؤال عما هو الإسبال المحرم في الإسلام؟ فمعنى الجملة يعتبر غير واضح للبعض وذلك كما تم الذكر أن كلمة إسبال لها العديد من المعاني.

فاستكمالًا لسؤال ما هو الإسبال المحرم في الإسلام؟ فالإسبال المحرم هو إطالة الثياب أسفل الكعبين، فالكعب هو العظم البارزة الموجودة أسفل القدم، فيعتبر الكعب ملتقي كل من الساق والقدم، ويجب على كل عبد الحذر مما نهانا الله عنه، تعددت آراء العلماء في ذلك الأمر، فجميعهم اتفقوا على أن إسبال الثوب بغرض التكبر من المحرمات، وقد نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن ذلك حين قال:

مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لم ينظُرِ اللهُ إليه يومَ القيامةِ، فقال أبو بكرٍ: إنَّ أحدَ شِقَّيْ ثوبي يَسْتَرْخِي، إلا أن أتعاهدَ ذلكَ منه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنكَ لَنْ تَصْنَعَ ذلِكَ خُيَلاء، قال مُوسى: فقُلْتُ لِسَالمٍ: أذَكَرَ عبدُ اللهِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قال: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ.

لكن اختلفوا علماء الدين في حاله أنه لا يفعل ذلك للكبر والخيلاء، فأجاز الكثير من العلماء بالإضافة إلى العديد من المذاهب أن من الممكن إسبال الثوب إذا كان ليس بغرض التفاخر، واستدلوا على ذلك حين قال الرسول إلى أبو بكر:

إنَّ أحدَ شِقَّيْ ثوبي يَسْتَرْخِي، إلا أن أتعاهدَ ذلكَ منه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنكَ لَنْ تَصْنَعَ ذلِكَ خُيَلاءً.

بينما رأى كل من النووي وابن عبد البر في كل من الشافعية والمالكية، أنه من المكروه إرخاء الثوب تحت الكعبين في حالة عدم التكبر، بينما في حالة أن هذا الإسبال بغرض التكبر يكون ذلك من المحرمات بكل تأكيد، فقد نهانا الرسول بشكل واضح عن ذلك الأمر.

لكن العديد من العلماء يروا أن إسبال الثوب مهما كان الغرض من ذلك حرام، واستدلوا على ذلك بما رواه عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما، قال:

“كَساني رسولُ اللهِ صلى اللهُ علَيهِ وسلمَ حلةً من حلَلِ السِّيَرَاءِ أَهدَاهَا لَهُ فَيروزُ، فَلبِستُ الإِزارَ فَأَغرَقَني طُولا وعرْضًا فَسحَبْتُهُ وَلَبِسْتُ الرِّداءَ، فَتَقَنَّعْتُ بِهِ، فَأَخَذَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ علَيه وسلمَ بِعاتِقي فقال: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرَ، ارفعِ الإزارَ، فَإنَّ ما مَسَّتِ الأرضُ من الْإِزارِ إِلَى ما أسفلَ من الكعبينِ في النارِ قَال عبدُ اللهِ بن محمدٍ فلم أر إنسانًا قطُّ أشدَّ تشميرًا من عبدِ اللهِ بنِ عمر”.

فتتعارض آراء العلماء بين إذا كان هذا مكروه أم محرم، يوجد الكثير من الأحاديث التي ذكرت إسبال الثوب، بعضها يكون في المطلق، والبعض الأخر يكون محددًا إن كان الغرض منها التكبر، لكن يرى الكثير من العلماء أن العمل بالشيء المقيد أفضل من العمل بالشيء في المطلق.

حكم الإسبال في الصلاة

قد نهي الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” ما أسفلَ مِن الكَعبَينِ مِن الإزارِ في النَّارِ”، فالتوعد في أحاديث الرسول لا يؤخذ على ما هو مكروه بل على ما هو محرم، أي لا يمكن السهو أو العبث بذلك الشيء، فالإسبال ينطبق على كل من العمامة أو القميص وأيضًا القفطان، فمن قام بجر منها أي شيء لا ينظر له يوم القيامة.

ففي سياق الإجابة عن سؤال ما هو الإسبال المحرم في الإسلام؟ يمكن أن نتعرف على حكم الإسلام في ذلك، فيوجد لإسبال الثياب العديد من الحالات يمكن التعرف عليها في النقاط التالية:

  • الحالة الأولى: من المستحب أن يكون الإسبال إلى نصف الساق وذلك مرفق للسنة والدليل على ذلك ما جاء عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: “إِزْرَةُ المُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ” وفي لفظٍ آخَرَ من حديث أبي سعيدٍ رضي الله عنه مرفوعاً: «إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ»
  • الحالة الثانية: من المستحب أن يكون الإسبال إلى الكعبين وذلك مرفق للسنة والدليل على ذلك عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه مرفوعاً: “إزْرَةُ المُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، ولاَ حَرَجَ – أوْ لاَ جُنَاحَ – فِيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ”، وفي لفظ آخَرَ من حديث أبي سعيدٍ رضي الله عنه مرفوعاً: “إِزْرةُ المُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بيْنهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ”.
  • الحالة الثالثة: من المحرم أن يصل الإسبال إلى الكعبين والدليل على ذلك عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه؛ قَالَ: “أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بِعَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ” فقال: “هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ؛ فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ، فَإِنْ أَبَيْتَ؛ فَلاَ حَقَّ لِلإِزَارِ في الكَعْبَيْنِ”.
  • الحالة الرابعة: من أشد المحرمات هو أنزال الإسبال أسفل الكعبين، فذلك مرفق في السنة والدليل على ذلك ما جاء عن أبي هُريرة رضي الله عنه؛ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال:” مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ”.
  • الحالة الخامسة: إذا كان المسلم يجر ثوبة خيلاء وتكبر فيكون هذا أسوء حالات الإسبال، الدليل على ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “لاَ يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً.

الحكمة من تحريم الإسبال

يتطرف في أذهان الكثيرين عدة أسئلة حول الحكمة وراء تحريم الإسبال فبعد معرفة ما هو الإسبال المحرم في الاسلام، يجب على المسلم طاعة أوامر الله والاستسلام إلى أحكام الشريعة الإسلامية، لكن من الممكن بعد ذلك أن يبحث المسلم عن الحكمة وراء ذلك التحريم.

يجب التفكير في كل من يأمرنا الله به وذلك بعد طاعة أوامره سبحانه وتعالى، فالجدير بالذكر أن إسبال الثوب محرم على الرجال وليس النساء وذلك يرجع لعدة أسباب ومنها:

إسبال الثوب يعيق الحركة ومن المفترض على الرجال السرعة والنشاط لإنجاز الأعمال.

  • من المؤكد عن الرجال أن أسفل الكعبين لا يحتاج إلى ستر، فإن أراد المسلم أن يستره من الممكن أن يكون ذلك باستخدام الجوارب أو الحذاء.
  • مما يؤدي إسبال الملابس من تعرضها للتلف بشكل كبير، ويصيبها بالكثير من الأوساخ، ومن المؤكد أن الشريعة الإسلامية تحافظ على النظافة الخاصة بالشخص.
  • أن من المعروف بين الكثير من البشر أن الإسبال يتم بغرض التفاخر والرياء، والإسلام نهانا عن تلك الأفعال.

على المسلم أن يتبع كل أوامر الله سبحانه وتعالى والحرص على تطبيقها، والابتعاد عن كل ما نهانا عنه، فبذلك يكتمل إيمان المسلم.