ما هو الركن الثالث من أركان الإسلام؟ وما أحكامه؟ تعتبر أركان الإسلام الخمسة دلالة من دلائل الإيمان بالله عز وجل، وهي الأسس التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها، وتعتبر بمثابة المفاتيح التي يدخل بها أي امرئ إلى الدين الإسلامي، ليعرف فيما بعد تعاليمه الفقهية عن كثب.

ما هو الركن الثالث من أركان الإسلام

مصداقًا إلى قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” (صحيح البخاري)

فقد شبه النبيّ الدين الإسلامي ببناء محكم، له قواعد ثابتة راسخة هي أركانه، تعتبر حاملة لذلك البنيان، فلا يثبت دونها.. وتلك الأركان هي:

  • شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله: متلازمتان معناهما أن يعترف العبد ويقر بالتوحيد إلى الله فقط دون شريك له في العبادة، وأن محمد أشرف الخلق أُنزل برسالة من الله.
  • إقامة الصلاة: أداء الخمس صلوات المفروضة في أوقاتهما دون تأخير وفق الضوابط والآداب.
  • إيتاء الزكاة: من العبادات المالية المفروضة وفقًا للحد الشرعي من المال.
  • صوم رمضان: العبادة البدنية التي تعني الامتناع بنية التعبد عن الأكل والشرب والنساء وكل مبطلاته، من وقت الفجر وحتى الغروب.
  • حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا: إقامة المناسك وشعائر الله، تعبدًا وتقربًا إليه سبحانه، ويكون مرة واحدة في العمر شريطة الاستطاعة والقدرة.

من هنا نعلم أن الركن الثالث من أركان الإسلام هو إيتاء الزكاة، وفيما يلي مزيدًا من التفصيل حول ذلك الركن الركين.

مقدار الزكاة المفروضة

تعني إخراج مبلغ مالي في كل مقدار محدد شرعيًا، وقد حال عليه عام هجري على أن يخرج منه مقدار (ربع العشر)، وفيها زكاة الماشية والأنعام والزروع والثمار والركاز والمعادن.. كل حسب أنصابه ووقت تزكيته.

تجب الزكاة على كل مسلم بالغ عاقل في حال وصول ثروتهم حد النصاب وهو الحد الأدنى للممتلكات التي يمتلكها.

في أداء الركن الثالث من أركان الإسلام زيادة وبركة في المال، ويرزق الله مؤديها بكل الثواب والخير في دنيه وآخرته، أما الممتع عن أدائها وهو قادر عليها عن بخل منه، فإن له عواقب وخيمة في دنياه وآخرته.. هكذا كما تبين لنا في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.. فمقدار الزكاة اثنان ونصف بالمائة لمن ملك نصابها، وقد مر على ماله عام قمري الذي يصل إلى 354 يوم.

ما هو النصاب والحول

في إطار العلم بالركن الثالث من أركان الإسلام نذكر أن النصاب هو الحد الأدنى لممتلكات دافع الزكاة قبل دفعها، وهو الذي يحدد وجوبها وإلزامه بدفعها، على أن يتم تقديره وفقًا لسعر الذهب والفضة، فيكون:

  • 48 جرام من الذهب.
  • 36 جرام من الفضة.

في المذهب الحنفي، تُستخدم قيمة الفضة لتحديد النصاب بينما المذاهب الأخرى تستخدم قيمة الذهب.

مصارف الزكاة

لم تُترك مصارف الزكاة لتحدد وفق اجتهادات البعض أو عواطفهم، بل حددها الله سبحانه وتعالى وأقرتها السنة النبوية، في 8 أصناف من الناس هم:

  • الفقراء: من لا مال لهم ولا كسب.. وهم أشد حاجة من المساكين.
  • المساكين: من قدر على مال في كفايته ولكن لا يكفيه.
  • العاملين عليها: من يتولون العمل على الزكاة، كالجابي أو الساعي أو جمعها وحصرها وحسابها.
  • المؤلفة قلوبهم: اختلفت فيهم الأقوال، فمنهم من يدفع عن حوزة المسلمين الضرر، ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات.. والأرجح أنه من أسلم ونيته ضعيفة.
  • فك الرقاب: عتق العبد المملوك.
  • الغارمين: من يدينون لغيرهم وليس معهم ما يكفي لسداد الدين.
  • أبناء السبيل: المسافر المجتاز لبلد ما لا يملك ما يعينه على السفر.
  • المجاهدين في سبيل الله: المقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، أو من يتفرغ لطلب العلم الشرعي.

حيث تؤخذ الزكاة من الأغنياء إلى الفقراء، ومن الجدير بالذكر أن فرض الزكاة يسقط عن المعدمين الذين لا يملكون شيئًا ليدفعه منه زكاة، فهم مستحقوها لا ملزمين بها.

أنواع الزكاة

في الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الزكاة نجد نوعين على المسلم القادر البالغ إخراجهما، وهما:

أولًا: زكاة الفطر

قبل نهاية شهر رمضان المبارك، يجب أن يؤدي كل مسلم زكاة الفطر، يُخرجها عن نفسه ونيابة عمن يعول، على أن يتم إخراجها قبل صلاة العيد، وتدفع في صورة غذاء يكون أساسيًا في المجتمع.

كما أن مقدار الطعام الذي يجب إخراجه هو وزن صاع، ما يعادل 4 أمداد.. والمد هو الكمية التي تُغرف باليدين معًا.

ثانيًا: زكاة المال

هي التي تجب على المسلم أن يُخرجها سنويًا وتشمل: المال والذهب والفضة والممتلكات.. بقدر 2.5% من صافي الثروة عند بلوغ النصاب كما أشرنا إليه آنفًا.

إن أركان الإسلام تنطوي على الأعمال اللسانية القلبية، والبدنية وكذلك المالية، فتجمع بين شتى الحواس والجوارح وتصديق الجنان ونطق اللسان.