ما هو مفتاح دخول الجنة؟ وما هي أسنانه؟ وردت الجنة في مواضع كثيرة في كلام الله تعالى، ودلنا الرسول على مُفتاح دخولها في الكثير من الأحاديث التي وردت عنه، تُعد الجنة من أفضل النعم التي أنعم الله بها على عبادة، الأمر الذي يدعونا إلى التعرف على الأعمال التي تكون سببًا في دخولنا الجنة.

ما هو مفتاح دخول الجنة

خلق الله الجنة وجعلها من أعظم النعم التي يظفر بها المرء في الآخرة، وذكر الجنة في مواضع كثيرة في القُرآن الكريم وحدثنا عن نعيمها، ويتطلب الوصول إلى الجنة معرفة ما هو مفتاح دخول الجنة؟

يُعد لفظ التوحيد ” لا إله إلا الله” هو مُفتاح دخول الجنة وأساس كُل الأعمال والعبادات، ولا يقتصر لفظ التوحيد على التلفظ بها بل يجب أن يشمل العبادات والأعمال الصالحة، فقد ورد عن الرسول أحاديث كثيرة تدل على ذلك، منها:

  • عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ؛ أدخله اللهُ الجنَّة على ما كان من العمل”.
  • رُوي عن معاذ بن جبل أيضاً أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لَهُ حينَ بعثَهُ إلى اليمنِ: “إنَّكَ ستأتي أهلَ كتابٍ يسألونُكَ عن مفتاحِ الجنةِ فقُلْ شهادةُ أنْ لَا إلهَ إلا اللهُ ولكنْ مفتاحٌ بلا أسنانٍ فإنْ جِئْتَ بمفتاحٍ له أسنانٌ فُتِحَ لَكَ وإلا لمْ يُفْتَحْ لَكَ”.

أسباب اعتبار لفظ التوحيد مُفتاح الجنة

هُناك العديد من الأسباب التي دفعتنا إلى اعتبار شهادة أن لا إله إلا الله هي إجابة السؤال ما هو مفتاح دخول الجنة، وتتمثل تلك الأسباب فيما يأتي:

  • إن أول الأمور التي تكون سبب في قبول أعمال الإنسان هي عبارة التوحيد، فلا تُقبل الأعمال من الذين لا يوحدون الله فقد جاء في القُرآن الكريم ما يدل على عدم قبول أعمال الكافرين، في قوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً).
  • كما أن عبارة التوحيد هي الأساس الذي تقوم عليه باقي الأعمال، حيث إنها تشمل العبادة وتوحيد الله والإخلاص في العبادة وليس مُجرد التلفظ بها، قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
  • التلفظ بعبارة التوحيد والالتزام بها والدعوة إليها والعمل بها بكل ما تحمله يُعد أساسًا لرفعة الأمة وعزتها.

شروط لفظ التوحيد

لفظ التوحيد “لا إله إلا الله” تُعتبر من أَجَلْ العبارات وأحسنها فهي أول أركان الإسلام والسبب الرئيسي في قبول الأعمال ودخول الجنة وهي أساس الدين لذا تُعد الإجابة عن السؤال ما هو مُفتاح دخول الجنة، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

هُناك عدة شروط لقبول لفظ التوحيد وتُعد تلك الشروط من الأمور المُهمة التي يجب على المُسلم الالتزام بها، وتتمثل تلك الشروط فيما يأتي:

  • العلم: من أهم الشروط التي يجب على المُسلم معرفتها فيجب أن يكون عالمًا بمعناها المُراد والذي يتمثل في إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه، قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
  • اليقين: المُراد منها أن يكون المُتلفظ بها على يقين تام بها دون وجود أي شك، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
  • الإخلاص: يكون ذلك بإخلاص النية لله في كافة الأعمال والعبادات دون تخلل الشرك فيها سواء كان ذلك ظاهريًا أو خفيًا، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).
  • الصدق: أن يكون التلفظ بالكلمة من القلب خالصًا لوجه الله فلا يقتصر التلفظ بها على اللسان فقط، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلاّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ”.
  • المحبة: حيث يجب على المُتلفظ بها حُب الله ورُسله والمُسلمين الذين يتبعون أوامر الله، وبغض المُخالفين لأوامر الله والمُشركين أو المناقضين لكمالها وهم أهل البدع والمعاصي، عملاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله”.
  • الانقياد: لا بُد للمُتلفظ بعبارة التوحيد التسليم لأوامر الله والانقياد لها، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ).
  • القبول: من المُهم قبول عبارة التوحيد باللسان والقلب الأمر الذي يكون سبب في النجاة في الآخرة.

فضل لا إله إلا الله

يُعد لفظ التوحيد هو أساس إجابة السؤال ما هو مفتاح دخول الجنة والتي لا تقتصر على التلفظ بها دون العمل بها، وهُناك العديد من الفضائل التي تترتب على التلفظ بها، وتتمثل في الآتي:

  • أول أركان الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن مُحمدًا رسول الله، ….”
  • أساس كُل الأعمال الصالحة والقبول بها، كما أنها السبيل إلى النجاة من دخول النار والفوز في الآخرة، قال تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّة فَقَدْ فَاز).
  • من النعم العظيمة التي تكون سبب السعادة في الدُنيا والآخرة، وهي كلمة الحق والتقوى والقول الثابت في الدُنيا والآخرة، قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ).

أسنان مُفتاح الجنة

يُعد مُفتاح دخول الجنة هو التلفظ بعبارة التوحيد وتحقق الشروط الواجبة في التلفظ بها والعمل بها ولا يقتصر دخول الجنة على التلفظ بها فقط فلا يوجد مُفتاح دون أسنان، حيث نُسب لوهب بن منبه: أنه قيل للرسول: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.

لذا لا بُد من توافر بعض الأمور الأخرى والتي تتمثل في الأعمال الصالحة وهي باقي أركان الإسلام إقامة الصلاة والمُحافظة عليها، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج بيت الله والجهاد في سبيله.

أبواب الجنة الثمانية

أول من يدخل الجنة وتُفتح له أبواب الجنة الثمانية هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أن هُناك العديد من الأشخاص الذين تُفتح لهم أبواب الجنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ، أو فيسبغ الوضوء ثم يقول. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء“، بالإضافة إلى أصحاب رسول الله.. وغيرهم.

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أسماء أبواب الجنة في بعض الأحاديث ومنها باب الريان، وباب الجهاد وباب الصدقة، وهُناك بعض الأوقات التي تُفتح فيها باب الجنة وهي شهر رمضان ويومي الاثنين والخميس.

معرفة مُفتاح دخول الجنة من أكثر الأمور التي يسعى الكثير لمعرفتها، حيث إن هدف المُسلم الأول هو دخول الجنة التي وعد الله بها عباده والتي يتطلب دخولها تحقق بعض الأمور المُهمة.