ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟ وما هي أهم فوائدها؟ حيث هناك الكثير من الأسئلة التي تدور حول سور وآيات القرآن الكريم، التي أكرمنا بها الله سبحانه وتعالى، من أجل هداية الناس إلى طريق الخير والصواب، لذا من خلال موضوعنا اليوم سنتعرف بشكل مفصل على ما هي سورة الساهرة أو الضامة، بالإضافة إلى التعرف على أهم فضائلها، في السطور القادمة.

ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟

يوجد في القرآن الكريم ما يصل إلى 114 سورة، والجدير بالذكر أن هناك لكل سورة في القرآن الاسم الخاص بها، لكن هناك أسماء أخرى قد تم إطلاقها على هذه السور، لذا من خلال موضوعنا اليوم نجد أن العديد يتساءل حول ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟

نجد أن ما يطلق عليها هذا الاسم في القرآن الكريم هي سورة النازعات، وهي تعد من السور المكية التي وصل عدد آياتها إلى 46 آية، ويكون ترتيبها في المصحف 79، بمعنى أنها تقع في الجزء الثلاثين، والجدير بالذكر أن هذه السورة قد أنزلت بعد سورة نبأ وقبل سورة الانفطار.

أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فذلك يعود إلى أنه قد وقع بها اسم الساهرة، وهو لم يذكر في أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم، بالإضافة إلى أنه أطلق عليها سورة الطامة، لذكر لفظ الطامة بها، ولا يذكر في أي سورة أخرى، ويقال في بعض الأحيان الأخرى أنه قد أطلق عليها اسم المدبرات، نظرًا لأنها ذكر بها لفظ المدبرات أيضًا.

فضل سورة النازعات

في إطار تعرفنا اليوم على ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟ دعونا نتعرف بشكل أكبر على فوائد سورة النازعات، وذلك على النحو التالي:

1- التهويل من الكفر

نجد أن هذه السورة الكريمة قد بدأت بذكر الله سبحانه وتعالى إلى مجموعة من المواقف التي من شأنها أن تخيف الكافرين وتدعهم إلى الإيمان بالله واليوم الآخر خوفًا من يوم القيامة، على الرغم من أن هذه الآيات كان بها تأنيس للمؤمنين، إلا أنها بدأت بقول “النازعات غرقًا”.

يأتي معنى النازعات بالملائكة التي تقوم بقبض أروح الكافرين بشكل عنيف، الجدير بالذكر أن السورة المكية قد أطلق عليها اسم النازعات نظرًا لأول كلمة بها، مثلها كمثل سورة الحاقة والقارعة.

2- طمأنة المؤمنين

على النقيض الآخر، فهناك ملائكة تخصص من أجل أن تقوم بقبض أروح المؤمنين بطريقة لينة، وذلك وفقًا إلى قول الله ” والناشطات نشطًا” بمعنى تنشيط النفس أي سحبها بهدوء، ومن ثم تسبح الأرواح في السماوات السبع، حين قال الله سبحانه وتعالى “والسابحات سبحًا” والجدير بالذكر أن جنود الله يقومون بهذه المهمة بسرعة فائقة.

3- مشهد قبض الأرواح

من أكثر النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان هو عدم القدرة على مشاهدة مشهد قبض الأرواح، حيث في هذه الحالة كان يتوجب عليك رؤية الملائكة وهي تتنقل ما بين السماء والأرض وبين عالم الحياة والموت الأمر الذي بالطبع كان سوف يشعرك بالفزع والخوف الشديد.

4- تصوير مشاهد يوم القيامة

في إطار تعرفنا اليوم على ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟ وجد أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر مشاهد يوم القيامة في سورة النازعات، وذلك حين قال “يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ وذلك يحدث عند النفخة الأولى، بمعنى أن تتبع الرجفة الأولى التي تؤدي إلى رجفة القلوب، وفي الرجفة الثانية يغلب على القلوب الخوف.

من كان مقصر في حق الله سبحانه وتعالى يشعر بالندم والخوف والحسرة الشديدة، ويبدأ في قول “أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً، فيرد الله سبحانه وتعالى بحسم ويقول “فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ” بمعنى أن ذلك ليس من الأمور الصعبة على الله سبحانه وتعالى.

5- العبرة من قصة طغيان فرعون وتعاليه عن الحق

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج بشكل مستمر إلى بعض القصص من الأقوام السابقة التي توضح له النصر على الكافرين وظلمه، ولهذا الأمر قد اختص الله سبحانه وتعالى سورة النازعات من أجل أن يذكر قصة موسى مع فرعون والذي يعد من أكبر الطغاة في التاريخ.

أكدت سورة النازعات على أن الطاغين مهما بلغوا من المعجزات والهداية إلا أنهم لم يهتدوا، لذا وضحت الآيات أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل الكثير من المعجزات التي توضح الآيات، وأن الله عز وجل سوف يعاقب الذين لا يتمثلون إلى أوامره أشد العقاب، والجدير بالذكر أن عقابهم لا يقتصر على الآخرة فقط، ولكنه سوف يعاقبهم في الدنيا مثلما حدث مع فرعون.

6- التعرف على خلق السموات والأرض

ذكر في سورة النازعات أن الله سبحانه وتعالى يسأل عباده سؤال بشكل متكرر إلا وهو “أأنتم أشئد خلقَا أن السماء بناها” بمعنى أنه في حالة إذا كنتم تنكرون البعث هل أنتم أقوى وأشد من الذي خلق السماء، بل أنه سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق مثلها وهو على كل شيء قدير، ومن ثم يبدأ الله سبحانه وتعالى في حديث السماء حول خلق الأرض، فيقول لها أنه مهدها، وذلك من أجل أن يسهل للناس السير عليها، ويخرج منها الماء للعالمين.

ما هي الدروس المستفادة من سورة النازعات؟

في ظل تعرفنا اليوم على سورة النازعات، من خلال عرضنا الإجابة على ما هي السورة التي تسمى الساهرة أو الطامة؟ نتعرف من خلال هذه الفقرة على أهم الدروس المستفادة من سورة النازعات وذلك على النحو التالي:

  • تساعدنا على التعرف على الكثير من العبر والدروس المستفادة من قصة طغيان فرعون، وطغيانه على الحق وتعاليه على الآخرين.
  • أن الكافرين ينتظرهم حجيم، بينما المؤمنين مصرهم النعيم، وأن يوم القيامة والبعث واللقاء من الأمور الحتمية التي سوف تحدث بإذن الله تعالى.
  • كما أن سورة النازعات قد صورت لنا أن الله سبحانه وتعالى قد خلق هذا الكون الهائل من أجل أن يعلم عباده أن خلق كل شيء في هذا الكون بحكمة وقادر على أن يخلق مثله وإن ذلك ليس عليه بصعب.
  • تؤكد السورة على أن يوم القيامة من الأحداث الحقيقية التي سوف تحدث في يوم من الأيام.
  • طرحت الكثير من الأدلة التي توضح على وجود العقاب للكافر والعاصي، ولا يوجد شيء يعني أن هناك حياة أبدية.
  • تعمل سورة النازعات على مخاطبة القلب مباشرةً، فالقلب المؤمن يزيد في الاطمئنان كلما زاد تعلقه بالدين، بينما القلب الكافر يخاف ويرهب كلما ذكرت أمامه البراهين والأدلة المنطقية حول أهوال يوم القيامة.

ما هي السورة التي تسمى باسم إحدى الغزوات؟

في نطاق تعرفنا اليوم على ما هي السورة الساهرة أو الضامة، فنجد أن هناك الكثير من السور التي أطلق عليها أسماء أخرى، ومن خلال هذه الفقرة نتعرف على سورة الغزوات ألا وهي في الحقيقة سورة الأحزاب، والتي أطلق عليها هذا الاسم بسبب ذكر “أحزاب المشركين” نظرًا للتحالف الكبير من قبائل العرب في المدينة، للتخلص من الإسلام وأهله.

كما أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر فيها أنه قام بإرسال أحزاب من الملائكة من أجل محاصرة المدينة، مما دب الكثير من الرعب في قلوبهم وقلع خيامهم وأطفأ نارهم ورجعوا إلى ديارهم خائبين مهزومين.

هناك الكثير من السور في القرآن الكريم التي تحمل أسماء أخرى ويوجد رواية وراء كل ذلك، ولكن الهدف والغرض الأساسي هو التعرف على مقصد كل سورة على حدة، وتعلم الدروس المستفادة منها.